غيتس يزور بولندا لبحث الدرع المضادة للصواريخ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
البولنديون لواشنطن: لا تضعوا درعكم في أرضنا
جنرال اميركي يحذر من الخطر المتزايد للصواريخ
وارسو، لوكسمبورغ: وصل وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى وارسو اليوم لاجراء محادثات تهدف الى اقناع الزعماء البولنديين بخطط البنتاغون نشر صواريخ في بولندا في اطار الدرع الدفاعية الاميركية المثيرة للجدل. ووصل غيتس الى العاصمة البولندية قادما من موسكو المحطة الثانية من جولته الاوروبية التي تركز على اقناع الاوروبيين بفوائد نشر النظام الصاروخي الدفاعي الاميركي في وسط اوروبا.وسعى غيتس اثناء زيارته موسكو الى تليين الموقف الروسي من الخطط الاميركية، الا انه لم يحقق نجاحا على ما يبدو. فقد رفض الزعماء الروس الاثنين عرضا اميركيا بالتعاون بشكل وثيق مع موسكو حول الدفاع الصاروخي وقالوا ان خطط واشنطن نشر درعها الصاروخية في وسط اوروبا "يشكل عاملا خطيرا لزعزعة الاستقرار" وتريد الولايات المتحدة نشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ورادارا في جمهورية تشيكيا بحلول 2012 لمواجهة ما تعتبره مساعي ايرانية لتطوير اسلحة نووية وصواريخ لاطلاق تلك الاسلحة.
وقد تم نشر نظام مماثل في الولايات المتحدة وبريطانيا وغرينلاند، الا ان الخطة لتوسيع هذا النظام ليصل الى الدول المجاورة لروسيا يثير غضب موسكو. وتسببت الخطة بالقلق لدى بعض حلفاء الولايات المتحدة ولم تحظ بقبول واسع بين افراد الشعب البولندي والتشيكي، رغم ان حكومة هذين البلدين اعربتا عن تاييدهما للخطة. واظهر استطلاع نشر الاثنين ان ستة من بين كل عشرة بولنديين يعارضون نشر صواريخ دفاعية اميركية في بولندا، ولم تتعد نسبة المؤيدين 25 بالمئة.
ومن المقرر ان يجري غيتس محادثات مع الرئيس البولندي ليخ كاتزينسكي ووزير الدفاع الكسندر سيجيجلو. واعلنت الحكومة البولندية المحافظة بزعامة شقيق الرئيس التوأم رئيس الوزراء جاروسلو كاتزينسكي عن استعدادها لاستضافة القاعدة الاميركية، الا انه لم تبدأ بعد المحادثات الرسمية بين وارسو وواشنطن.
وصرح مسؤولون يرافقون غيتس انهم لا يعتبرون موافقة بولندا وتشيكيا على نشر الصواريخ امرا مسلما به، كما ان زيارة غيتس هي جزء من مساع دبلوماسية اوسع لشرح الاهداف الاميركية من الدرع الصاروخية. وصرح مسؤول بارز في الادارة الاميركية يرافق غيتس "نحن نتفهم ان يجري البولنديون نقاشا ديموقراطيا حول هذه المسالة لانها تهمهم". وقال "نريد ان نتاكد اننا نشارك في نقاش سياسي، ونحرص على ان تفهم كافة الاطراف في البرلمان والحكومة سبب نشرنا لهذا النظام". واضاف "هذه مجرد بداية للنقاش والحوار، ويجب ان لا نحكم على كيفية سير الامور قبل الاوان".
ومن المقرر ان يلتقي غيتس بالقادة الالمان في برلين الاربعاء قبل ان يعود الى واشنطن. ورغم الرفض الروسي، الا ان غيتس قال انه "متفائل ولكن بحذر" عقب محادثاته الاثنين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والنائب الاول لرئيس الوزراء سيرغي ايفانوف ووزير الدفاع اناتولي سيردويكوف. كما التقى اليوم الثلاثاء برئيس مجلس الامن القومي الروسي ايغور ايفانوف". وصرح غيتس للصحافيين "اعتقد اننا بدأنا الدخول في قضايا محددة تقلق روسيا، واعتقد ان الخبراء سيزيلون اي سوء تفاهم ويعالجون المخاوف الروسية".
وقال ان الولايات المتحدة قدمت لروسيا مقترحا هو الاكثر تفصيلا حتى الان للتعاون "في مجال واسع من نشاطات الدفاع الصاروخي". واضاف ان الاقتراح يشمل بحث مفاهيم وتقنيات جديدة بين البلدين، واجراء ابحاث مشتركة وتطوير انظمة دفاع صاروخية، وتبادل بيانات الانذار المبكر، وتحسين قدرات قوات البلدين على العمل معا على الدفاع الصاروخي.
واشار الى انه دعا الروس الى تفقد موقع نظام الدفاع الصاروخي الاميركي في فورت غريلي بولاية الاسكا الاميركية ونظام رادار في كاليفورنيا يشبه الذي تنوي واشنطن تركيبه في جمهورية تشيكيا. واوضح "نود ان يكون الروس شركاءنا في هذه العملية. ونود ان نتبادل المعلومات معهم، ونحن مستعدون للاشتراك معهم في وضع الرادارات. ونعتقد ان هناك فرصا حقيقية للجانبين".
لافروف يطالب بتحليل مشترك
من جهة ثانية وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجددا اليوم الثلاثاء انتقادات لواشنطن لمشروعها توسيع منظومة الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا الشرقية وطالب "بتحليل مشترك للتهديد" المتوجب ان تحمي منه هذه الدرع. وقد اعرب لافروف اثناء زيارة الى لوكسمبورغ عن عدم ارتياحه لعروض التعاون التي قدمتها الولايات المتحدة لروسيا بخصوص هذا المشروع الذي قد يؤدي تحقيقه بحالته الراهنة الى "زعزعة استقرار الوضع في اوروبا".
وقال الوزير الروسي في مؤتمر صحافي "ينبغي ان يتضمن اي تعاون مساواة في الحقوق"، مضيفا "ما نراه في العرض الاميركي ينطوي على اهداف عدة لا تشتمل على الاساسي اي التحليل المشترك للتهديد. لدينا الانطباع ان كل شيء قد تقرر مسبقا في واشنطن".
ولم يكن المشروع الذي اعلنته واشنطن في كانون الثاني/يناير لنصب عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ورادارا متطورا جدا في جمهورية تشيكيا لاكمال منظومة الدرع المضادة للصواريخ، موضع ترحاب لدى روسيا التي رات في ذلك مساسا مباشرا بامنها.