أخبار

إستقالة أول وزير إسرائيلي بعد تقرير فينوغراد

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الحكومة تجتمع غدًا لدراسةتقرير فينوغراد
وزير في حزب العمل الإسرائيلي يستقيل على خلفية معارك لبنان


أسامة العيسة من القدس ، غزة، الوكالات: في خطوة قد تهدد الإئتلاف الحاكم في إسرائيل، وفي أعقاب التقرير المرحلي الذي أصدرته لجنة فينوغراد حول حرب لبنان أمس، أعلن وزير الدولة إيتان كابل عن حزب العمل الإسرائيلي، أنه سيقدم إستقالته من الحكومة الثلاثاء، إعتراضًا على نتائج التحقيقات فيما تجتمعالحكومة الإسرائيلية غدًا لمناقشة التقرير الذي حمل رئيس الحكومة إيهود أولمرتووزير الدفاع مسؤولية فشل الحملة العسكرية.

ويفترض أن يقدم كابل إستقالته قبيل ظهر اليوم ليكون أول وزير في حكومة أولمرت يغادر منصبه غداة نشر التقرير.ورفضت متحدثة باسم كابل تأكيد إستقالة الوزير أو نفيها، مكتفية بالقول إنه دعا إلى مؤتمر صحافي صباح الثلاثاء ليعلن أمرًا مهمًا.وقال معلق إذاعة الجيش إن إستقالته يمكن أن تؤدي إلى سلسلة إستقالات لوزراء آخرين بينما كشفت استطلاعات الرأي ان الرأي العام ووسائل الاعلام والمعارضة اليسارية تطالب باستقالة رئيس الوزراء ووزير الدفاع عمير بيريتس. ويعتبر كابل، الوزير من دون حقيبة، أول مسؤول إسرائيل يعلن نيته الاستقالة إثر صدور التقرير، وفق أسوشيتد برس.

وبدأ اعضاء في الكنيست مسعى جديدًا لجمع تواقيع للدعوة إلى اجتماع طارئ لمناقشة تقرير اللجنة وللمطالبة باستقالة أولمرت. الجدير بالذكر أن أولمرت كان قد صرح بأنه لن يستقيل بالرغم من تدني شعبيته، فيما سيواجه الخميس في تل أبيب مظاهرة حاشدة بدعوة من معارضيه من تياري اليمين واليسار، تطالبه بالإستقالة.

وبعد الانتقادات الحادة التي وجهتها لجنة تحقيق اسرائيلية لادارته للحرب في لبنان أمس،أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه لن يستقيل من منصبه. وقال أولمرت الليلة الماضية في كلمة مقتضبة بثتها محطات التلفزة الإسرائيلية بعد اذاعة تقرير اللجنة انه سيقترح على وزرائه تشكيل فريق حكومي لدراسة تقرير لجنة "فينوغراد" بسرعة وإمعان وتطبيق إستنتاجاته وتوصياته.

في نفس الوقت أعلنت واشنطن دعمها لرئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال بيان للبيت الأبيض إن الرئيس جورج بوش ينظر إلى أولمرت على أنه شريك أساسي في جهود السلام بالشرق الأوسط.

وفي لبنان علق مسؤول بحزب الله على أن هذا التقرير هو اعتراف تاريخي بهزيمة إسرائيل في هذه الحرب.

اولمرت لا يصلح لادارة الحرب القادمة

قالت صحيفة، هارتس، في مقال لاحد ابرز معلقيها، بان المسالة الأساسية في تقرير لجنة فينوغراد المرحلي، ليست فقط مسؤولية الحكومة الإسرائيلية برئاسة اهود اولمرت، عن اخفاقات الحرب الأخيرة على لبنان، ولكن بقدرة اولمرت على قيادة إسرائيل في الحرب المقبلة.

وتساءل المعلق العسكري المرموق زئيف شيف، إذا ما كان اولمرت، الذي فشل في إدارة الحرب الأخيرة، قادرا على إدارة حرب، قال بان المرجح وقوعها، وفقا للتقديرات الاستخبارية، وان يحقق اولمرت النصر فيها؟

واجاب زئيف على تساؤله قائلا "ما يمكن استنتاجه من تقرير فينوغراد، هو أن الحكومة الحالية بقيادة اولمرت، لا تصلح لادارة الحرب المقبلة، بالتالي على هذه الحكومة أن تخلي الطريق لغيرها".

وقال شيف بان ما توصل إليه، لم يرد في تقرير لجنة فينوغراد، لانه ليس من صلاحياتها، ولكنه رأى بان هذا الأمر يجب أن يكون على راس اهتمامات الجمهور.

واضاف شيف، بان الجمهور الإسرائيلي يسمع عن حرب محتملة أخرى مع حزب الله، وربما أيضا مع السوريين، وكذلك عن مواجهات مع حماس والفلسطينيين، وبان من المحتمل أن يكون هناك دورا مركزيا للإيرانيين في الحرب المتوقعة، واصبح من المؤكد أن اولمرت ومنتخبه ليس قادرا على خوض الحرب، ولا بد من إحداث تغيير في تركيبة قيادة إسرائيل وفي نهجها تجاه السلام والحرب.

وسخر شيف من اداء الحكومة الإسرائيلية في الحرب الأخيرة، رغم أنها تضم ثلاثة وزراء دافع سابقين هم: شمعون بيرس، وبينامين بن اليعيزر، وشاؤول موفاز، في مقابل ما وصفها التجربة الأمنية الهزيلة للثلاثي اولمرت، ووزير الدفاع عمير بيرتس، ووزيرة الخارجية تسيبي لفني، وهذا الثلاثي لم يكن صالحا لقيادة الحرب، ولم يكن قادرا على دراسة اقتراحات الجيش، وتقييم الخطوات العسكرية المقترحة، ووفقا للجنة فينوغراد فان الحكومة لم تسأل الأسئلة الاستراتيجية والمهنية المناسبة.

وقارن شيف بين اداء اولمرت خلال الحرب، وحكومة أخرى افترض أنها برئاسة شارون قائلا بان الأخير ما كان له ان يقرر شن حربا، دون ان تكون الوحدات العسكرية جاهزة لذلك.

وانتقد شيف أيضا الجيش الإسرائيلي، قائلا بأنه يجب أن تحدث فيه هزة عنيفة، لكي يكون مؤهلا لاي حرب مقبلة.

وكان تقرير لجنة فينوغراد المرحلي، الذي اعلن امس، حمل اولمرت المسؤولية عن التقصيرات التي وصفت بالخطيرة خلال حرب لبنان، ومن بينها انه مسؤولا عن عدم تحديد أهداف المعارك بدقة، وبأنه أبدى قصوراً في عملية اتخاذ القرار بخوض الحرب، ولم يعدل خطته حتى بعد أن تبين بأن الأهداف المحددة غير قابلة للتطبيق، واتهم التقرير وزير الدفاع بأنه لم يكن على علم وخبرة بالأمور الأمنية والسياسية والمبادئ الخاصة باستخدام القوة العسكرية كأداة لتحقيق الأهداف السياسية ولكنه اتخذ قراراته بدون التشاور بصورة منتظمة في هذه المواضيع، ولم يأخذ في الحسبان التحفظات الموجودة ولم يتأكد من جاهزية الجيش وملاءمة الأهداف لما يمكن تحقيقه.

وقالت اللجنة بان وزير الدفاع لم يطور نظرة استراتيجية عن تداعيات الأمور، ولم يكن بإمكانه وضع التحديات أمام رئيس الوزراء وقيادة الجيش.

وعن مسؤولية رئيس الأركان في أثناء الحرب دان حالوتس جاء في التقرير، بان حالوتس عمل بشكل متهور ولم يطلع الجهات السياسية على مدى تعقيد الأمور وعلى الخطط التي كانت موجودة بحوزة الجيش والتي كان يمكن استخدامها، وكان على علم بأنه لا تتوفر لدى بيرتس واولمرت الخبرة السياسية والعسكرية اللازمة.

استطلاعات رأي
وأظهر استطلاع للرأي أن اثنين من بين كل ثلاثة اسرائيليين يرون ضرورة استقالة أولمرت. ولكن أولمرت كما كان متوقعا على نطاق واسع قادر على تخطي الصعاب بعد أن قبل المسؤولية عن "الكثير من الاخطاء" التي أسفرت عن سقوط 1300 قتيل خلال 34 يوما من القتال مع حزب الله ولكنه أصر على أنه أفضل شخصية يمكن أن تصوب تلك الاخطاء. وأعلن أولمرت الذي نجا على مر عقود من الصراع السياسي في اسرائيل الشهر الماضي انه "غير قابل للتدمير".

وعلى الرغم من أن استطلاعا للرأي أظهر أن 69 في المئة من الاسرائيليين يرون أنه لابد من استقالته بعد أن أصدرت لجنة فينوجراد التي شكلتها الحكومة تقريرها الاولي يوم الاثنين فان الكثيرين يقرون بأن أولمرت البالغ من العمر 61 عاما لا يزال مركزه قويا وسط هذا الائتلاف المعقد ليتجاوز العاصفة.

ولم تصدر اللجنة توصيات باجراء أي تعديلات في المناصب. ولكن وزير الدفاع عمير بيريتس يبدو في موقف ضعيف للغاية وقالت اللجنة انها ربما توصي بضرورة إستقالة بعض الشخصيات.

الائتلاف الحاكم
ولكن ليس هناك شخصيات تذكر في الائتلاف الحاكم الذي يسيطر على ثلثي مقاعد الكنيست مستعدة لمواجهة انتخابات جديدة كما أن أيا من منافسي أولمرت في حزب كديما لم يسع علانية لتولي المنصب الذي يعتبره الكثيرون عسلا مرا. وقال اسرائيل مايمون العضو في مجلس الوزراء "علينا أن نسأل سؤالا: هل هذا وقت ملائم لخوض انتخابات أم لتنفيذ ما ورد بالتقرير". ومضى يقول "الان هو الوقت الملائم لتنفيذ ما ورد بالتقرير."

وبخلاف رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو من حزب ليكود اليميني المعارض فان أمام أولمرت منافسين محتملين في فريقه منهم اسم يتردد كثيرا وهو اسم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني وان كان البعض يشكك في مدى خبرتها.

وبعد سلسلة من اتهامات بالفساد والكسب غير المشروع أصبح الكثير من الاسرائيليين مستائين من الطبقة الحاكمة ورأى البعض التقرير على أنه القشة التي قصمت ظهر رئيس الوزراء. وقال ديدي كوهين وهو محام في تل أبيب "انتهى عصر أولمرت. عليه تحمل المسؤولية والاستقالة. ينطبق الامر ذاته على...القيادة كلها التي شاركت في حرب لبنان".

وما زال اخرون يشعرون أن أولمرت في موضع يسمح له بمعالجة مشكلات اسرائيل. وقال أورين نيديك وهو عامل كيماوي نجا من الصواريخ التي ضربت مدينة حيفا في العام الماضي "يجب ألا يستقيل...لقد ورث وضعا على الحدود اللبنانية كان أسلافه هم السبب فيه...أنا لا أعلم ما اذا كان هناك أي شخص اخر تصرف بصورة أفضل".

تقرير فينوغراد: بداية النهاية
وحملت لجنة "فينوغراد" رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعه إضافة إلى رئيس هئية الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس الجانب الاكبر من المسؤولية عن الفشل الذي واجهه الجيش الإسرائيلي في الحرب على لبنان الصيف الماضي. وحملت لجنة التحقيق التي يرأسها القاضي المتقاعد إلياهو فينوغراد، أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس ورئيس هيئة أركان الجيش المستقيل الجنرال دان حالوتس مسؤولية الإخفاقات والفشل في الحرب.

واتهمت الأول بالتهور في إتخاذ القرار وإساءة التقدير، والثاني بعدمالقيام بأي دور أو ممارسة أي نفوذ على قيادة الجيش، والثالث بعدم تقديم بدائل للخطة العسكرية الأولى واستفراده بالقرار.

وتسود توقعات في إسرائيل أن تشهد إسرائيل تحركات في المستقبل القريب من أجل الضغط على أولمرت ووزير دفاعه عمير بيرتس للإستقالة من منصبيهما بعد أن حملهما التقرير مسؤولية الفشل.

وكان 1200 لبناني معظمهم مدنيون و160 إسرائيليًا معظمهم عسكريون قد قتلوا في الهجمات التي شنتها اسرائيل على لبنان والهجمات الصاروخية المضادة التي شنها حزب الله على شمالي إسرائيل والتي استمرت قرابة الشهر في أعقاب قيام مقاتلي حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين.

يأتي تقرير اللجنة في الوقت الذي يعاني فيه اولمرت من تدهور غير مسبوق في شعبيته. وقد يضعف التقرير من شعبية أولمرت أكثر مما هي عليه الآن،ولكن أولمرت في المقابل يتمتع بحكومة مستقرة وإئتلاف قوي سيضمن له البقاء في سدة الحكم ما لم يهاجمه الشارع الإسرائيلي بقوة.

وانتقد التقريرالقيادات السياسية والعسكرية وعموم من هم في الصف القيادي الأول وبقي زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو بعيدًا عن اخفاقات الحرب و ذلك سيرفع من شعبيته كثيرًا على حساب حزبي كاديما والعمل.

يذكر أن هذا التقرير ليس نهائيًا وستنشر نتائجه الكاملة لاحقًا، كما أن هناك تقريرًا سريًا لكبار المسؤولين الإسرائيليين يتناول تفاصيل عسكرية وأمنية حساسة.

واعتبر ديفيد اورفيتز رئيس تحرير الجيروزاليم بوست الإسرائيلية في تصريحات لبي بي سي إن هذا التقرير قد يكون بداية النهاية لأولمرت.

وتتألف لجنة التحقيق، التي يرأسها رئيس المحكمة العليا السابق فينوغراد، من قاض آخر وجنرالين سابقين وخبير في السياسة العامة. وقال فينوغراد إن قرار شن الحرب من دون خطة موضوعة بإحكام، يظهر فشلاً حادًا في التقدير. واضاف ان هدف الحرب وهو تدمير حزب الله واجباره على تسليم الجنديين الاسيريين كان طموحًا بشكل زائد، ويستحيل تحقيقه. وأوضح أن المسؤولية تقع على عاتق رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان.

وكان رئيس الاركان السابق دان حالوتس قد استقال بالفعل، بينما ينتظر أن يزيد التقرير من الضغوط على وزير الدفاع عمير بيريتس. وقالت ميري ايسين المتحدثة باسم أولمرت إن رئيس الوزراء هو الذي شكل اللجنة. وهو يحترم اللجنة وسيحترم توصياتها.

ويواجه أولمرت تحقيقات في قضايا فساد بينها تحقيق بشأن دوره كوزير للمالية في بيع بنك في عام 2005 والموافقة على تقديم دعم حكومي عام 2003 لمصنع يمثله أحد اصدقائه. كما يبحث المحققون أيضًا في شرائه لمنزل بالقدس عام 2004 في الوقت الذي قال فيه مراقب نفقات الدولة انه حصل عليه بخصم كبير للغاية. ونفى أولمرت ارتكاب أي مخالفات في كل هذه القضايا.

ونجحت عناصر حزب الله في اختطاف جنديين إسرائيليين في عملية عبر الحدود في 12 تموز (يوليو) سقط خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين قتلى، مما أدى لاندلاع المواجهات العسكرية بين الطرفين. وتشير التقارير الصحفية إن الجيش الإسرائيلي قدم عدة مقترحات حول كيفية رد الحكومة على اختطاف جندي، وأن أولمرت اختار خطة تتضمن شن ضربات جوية وعمليات برية محدودة.

ولقي أكثر من 30 جنديًا إسرائيليًا مصرعهم خلال المواجهات، كما سقط ما يزيد عن ألف قتيل من الجانب اللبناني، من بينهم 250 من مقاتلي حزب الله، وفق المحصلة الرسمية اللبنانية، فيما تقدر إسرائيل عدد قتلى الحزب بنحو 600 قتيل.

توقع تصعيد الهجوم على الفلسطينيين بعد فينوغراد

من جهة ثانية توقع نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الاحمد اليوم ان تلجأ الحكومة الاسرائيلية الى تصعيد الاوضاع مع الفلسطينيين للفت انتباه جمهورها عن اثار تقرير لجنة فينوغراد. وقال الاحمد في تصريحات للاذاعة الفلسطينية ان هذا التصعيد قد يأخذ شكلا سياسيا او عسكريا محذرا من ان أولمرت قد يجد ان هذا هو الوقت الملائم له للتصعيد مع الفلسطينيين للانتهاء بسرعة من حالة الجدل في اسرائيل وتسليط الاضواء على الصراع مع الجانب الفلسطيني.

وذكر ان اولمرت وقبل هذه الازمة الجديدة التي تواجهه لم يكن يستطيع اتخاذ قرار حتى في قضية مثل تلك الخاصة بالجندي الاسير في قطاع غزة جلعاد شليط فكيف سيتخذ قرارات خاصة بالعملية السلمية في المستقبل.

ودعا الاحمد الفلسطينيين الى الوقوف امام نتائج تقرير هذه اللجنة وما ستخلفه على العلاقات مع شعبنا ودراسة كل الاحتمالات بشأنها خاصة في مجال جدوى الاتصالات مع الحكومة الاسرائيلية مع الاحتياط من امكانية لجوء هذه الحكومة للقيام بعمليات عدوان غير عقلانية ضد الشعب الفلسطيني.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف