المرشح اليميني نيكولا ساركوزي الذي يريد تغيير فرنسا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ويشيد مناصروه بنشاطه وتصميمه وهم مقتنعون بانه سيتمكن من اخراج البلاد من الوضع الصعب الذي تواجهه بينما يصفه معارضوه بانه "عنيف" و"خطر" ويشبهونه ب"قيصر صغير". والمسيرة السياسية لنيكولا ساركوزي دو ناغي بوكسا المتحدر من اب مجري مهاجر وام باريسية محامية هي مسيرة رجل حرق المراحل.
فقد دخل المعترك السياسي في التاسعة عشرة من عمره ويرز بسرعة في محيط جاك شيراك زعيم اكبر احزاب اليمين حينذاك. وفي الثامنة والعشرين من عمره انتخب رئيسا لبلدية نويي، احدى الضواحي الباريسية الراقية.
وفي الرابعة والثلاثين من عمره اصبح نائبا وبعد اربعة اعوام عين وزيرا.
وفي 2004 انتخب ساركوزي الذي درس المحامة رئيسا للحزب الحاكم الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي انشأه جاك شيراك في 2004 ليحل محل الحزب الديغولي "التجمع من اجل الجمهورية". ويومها صرح ساركوزي "مرت 25 سنة على معرفة الناس بي. في لحظة من اللحظات قالوا انها له، انها فرصته (...) انا مسكون بها، افكر بها على الدوام". و"هذه" قصد بها ساركوزي بالطبع رئاسة الجمهورية.
ويرغب المرشح اليميني في طي صفحة عهد شيراك الذي تدهورت علاقته به منذ "الخيانة" التي ارتكبها ساركوزي بحقه في 1995 حين دعم ادوار بالادور في مواجهة عرابه السياسي الذي فاز بالرئاسة.
وبعد هذه المرحلة، لم تطل الفترة الصعبة من حياة ساركوزي السياسية، اذ سرعان ما اصبح لاعبا اساسيا في اليمين الذي اراده "بلا تعقيدات". وفي وزارة الداخلية التي شغلها بين 2002 و2005 (باستثناء بضعة اشهر تولى خلالها حقيبة الاقتصاد) انصرف ساركوزي الى بلورة صورة "المرشح الرئاسي".
وعمل وزير الداخلية على تسليط اضواء الاعلام على ادائه في مكافحة انعدام الامن والهجرة غير الشرعية وشدد على سعيه "لقول الحقيقة" ما دفع البعض الى اتهامه ب "الشعبوية". وادت جملة استخدمها ساركوزي للتعبير عن رغبته في "تطهير" الضواحي من المشاكل من اجل مكافحة الجانحين وكلمة "الرعاع" الى سلبه شعبيته بين الشبان المتحدرين من اصول اجنبية.
وهذه العباران اثارت انتقادات شديدة له خلال ازمة الضواحي خريف 2005.
فقد اقترح مثلا استحداث "وزارة للهجرة والهوية الوطنية" ما اثار انتقادات حادة من جانب خصومه. لكنه رد على منتقديه بالقول انه يمكن للمرء الحديث عن الهجرة "من دون ان يكون عنصريا" وانه يريد "استعادة" ناخبي جان ماري لوبن.
ولم يكشف ساركوزي عن موقف ضعف سوى مرة واحدة حين تحدث عبر التلفزيون عن "مشاكله الزوجية" مع زوجته سيسيليا التي هجرته لفترة قبل ان تعود وتظهر الى جانبه. ولساركوزي ولد واحد من سيسيليا وولدان من زواج اول.
ولتغيير صورته عمد "ساركو" كما يطلق عليه مؤيدوه تحببا الى ابراز "انسانيته" وهو يحرص على القول انه "تغير".وفي مقابلة نشرت قبيل الدورة الاولى من الاقتراع، اكد انه يحمل "ندوبا في كل مكان"، لكنه اضاف ان "هذا الامر طبيعي في المعركة السياسية عندما نريد الارتقاء".
برنامج نيكولا ساركوزي
في ما يلي اهم الاقتراحات التي تضمنها برنامج المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية نيكولا ساركوزي:
-- الوظيفة والقوة الشرائية:
"مزيد من العمل لتحقيق دخل اكبر". التشجيع على الساعات الاضافية التي يزيد اجرها 25 في المئة عن الساعات العادية، واعفاؤها من الضريبة.
تحقيق هدف التوظيف الكامل خلال خمسة اعوام، اي خفض نسبة العاطلين عن العمل الى اقل من خمسة بالمئة مقابل 8% حاليا) عبر تحريك النمو.
ايجاد عقد عمل وحيد اكثر ليونة واعتماد تسريح الموظفين بموافقة الطرفين.
-- الضرائب ومالية الدولة:
الاولوية لتخفيف الضرائب. والهدف: خفض الضرائب الاجبارية اربع نقاط خلال عشرة اعوام. اعتماد "درع ضريبية" تحدد الضريبة بخمسين في المئة من عائدات الافراد والغاء رسوم انتقال الملكية ل95% من الاسر.
تقديم اعفاءات ضريبية للشركات التي تؤمن وظائف.
تعيين موظف واحد مقابل كل اثنين يتقاعدان.
انهاء "الانظمة الخاصة" التي تعود بفائدة اكبر على المتقاعدين من بعض المؤسسات العامة.
-- الهجرة:
انشاء "وزارة للاستيعاب والهوية الوطنية". تطوير مفهوم "الهجرة الانتقائية" الذي يعني تسهيل وصول المهاجرين المؤهلين والتشدد في شروط لم الشمل العائلي. الزامية تعلم الفرنسية.
-- الضواحي:
اعتماد التمييز الايجابي وفق النموذج الاميركي لتسهيل تأمين وظائف (للمهاجرين) وبلوغ مناصب مسؤولية. خطة تأهيل لشبان الضواحي الذين يواجهون صعوبات.
معاقبة الاهل المقصرين ومحاكمة القاصرين الذين يكررون ارتكاب التجاوزات اعتبارا من سن السادسة عشرة مثل الراشدين.
-- المؤسسات:
يريد ساركوزي "الدفاع" عن الجمهورية الخامسة التي اعلنت في 1958 وحماية مؤسساتها.
تحديد عدد اعضاء الحكومة ب15 وزيرا فقط.
تجديد ولاية الرئيس مرتين فقط على ان يعلم البرلمان بعمله "بشكل دوري".
-- التربية والشباب
الغاء البطاقة المدرسية التي تجبر الاهل على تسجيل اولادهم في مدرسة حسب عنوان السكن. دروس موجهة في كل المؤسسات التربوية.
ضرورة تأمين عمل لجميع الشباب او متابعة تأهيل نوعي.
-- البيئة:
انشاء وزارة للتنمية المستدامة. فرض ضرائب على التلوث. الاستثمار في حقل الطاقات المتجددة وفي المجال النووي الذي لا ينتج غازات الدفيئة.
-- اوروبا:
مصادقة البرلمان على "معاهدة مبسطة" حول اصلاح المؤسسات الاوروبية. يأمل ساركوزي ان تضغط الحكومات الاوروبية على المصرف المركزي الاوروبي للحؤول دون ارتفاع سعر اليورو. معارضة انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
-- الكلفة:
قدرت كلفة برنامج ساركوزي في شباط/فبراير باربعين مليار يورو من جانب "معهد المؤسسة" الذي يضم خبراء من مختلف التوجهات.