أخبار

مؤرخ كشف المعلومات :اتفاق فرنسي إسرائيلي لإنتاج قنبلة ذرية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


القدس : تشير سيرة ذاتية جديدة لرجل الدولة الاسرائيلي المخضرم شيمون بيريس الى أن إسرائيل وفرنسا أبرمتا في وقت ما اتفاقا سريا لكي تنتجا قنبلة ذرية معا.وألغي الاتفاق في وقت لاحق ولكن المعلومات التي كشف عنها كتاب المؤرخ الاسرائيلي ميخائيل بار-زوهار تلقي ضوءا جديدا على مدى انخراط فرنسا في جعل اسرائيل القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط.

وصرح بار-زوهار بانه استقى معلوماته من وثائق افرجت عنها الحكومتان الاسرائيلية والفرنسية في الاونة الاخيرة تتعلق بدور بيريس (83 عاما) في تدشين المشروع النووي الاسرائيلي قبل ما يزيد عن نصف قرن.ويشغل بيريس منصب نائب رئيس الوزراء في الحكومة الحالية ومرشح لتولي منصب رئيس الدولة الشرفي واشتهر في خارج بلاده بحصوله على جائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن دوره في ابرام اتفاقيات السلام المرحلية في عام1993.

ويكشف الكتاب النقاب عن تفاصيل جديدة عن بداية الحياة العملية للسياسي البولندي المولد واهداف أقل سلمية سعى إلى تحقيقها بوصفه المهندس الذي اشرف على بناء القوة العسكرية لاسرائيل من خلف الكواليس ودوره في شراء اسلحة سرا وشراء مفاعل ذري فرنسي.

ولم ترد السفارة الفرنسية في تل ابيب التعليق على ما ورد في الكتاب.ويعتقد خبراء أن اسرائيل استغلت مفاعل ديمونة الذي شيدته بمساعدة فرنسية في الستينات لانتاج ما يصل الى 200 رأس نووية. ولا تؤكد اسرائيل أو تنفي امتلاكها اسلحة نووية وتكتفي بقولها انها لن تكون أول من يجلبها للشرق الاوسط.

ويقع كتاب (شيمون بيريس: السيرة الذاتية) (Shimon Peres - The Biography) في 500 صفحة وتحكي الطبعة الانكليزية للنسخة الاصلية التي صدرت بالعبرية عن دار اندوم بعض التفاصيل الجديدة عن محادثات بيريس السرية في باريس من أجل ابرام اتفاق المفاعل النووي.

ويقول خبراء ان أهم ما يتضمنه الكتاب ما يتعلق باتفاق سري وقعه بيريس في عام 1957 مع رئيس الوزراء الفرنسي في ذلك الحين موريس بورجيه مونوري في باريس بعد عدة أشهر من ابرامه صفقة المفاعل النووي.

ونشر في الكتاب "يقول (الاتفاق) بجلاء ان البلدين سيتعاونان في ابحاث الاسلحة النووية وانتاجها."وبعد عدة سنوات الغت فرنسا الاتفاق اثر ضغوط دبلوماسية اميركية هائلة لحملها على وقف تعاونها النووي مع اسرائيل.ورغم ذلك يرى الخبراء ان مجرد ابرام الاتفاق يحمل بعض الاهمية التاريخية.ويقول افنر كوهين الذي ألف كتابا عن بداية البرنامج النووي الاسرائيلي صدر في عام 1998 "ابداء (فرنسا) الاستعداد للتعاون (مع اسرائيل) في تطوير اسلحة نووية عمل ينم عن علاقات وثيقة للغاية من الناحية السياسية والدبلوماسية."

واضاف "كانوا (الفرنسيين) منخرطين بشكل وثيق جدا. بالطبع من المفارقة ان تفعل فرنسا ما فعلته في تلك الحقبة وان تحاول فرنسا اليوم منع ايران من الحصول على (قدرات انتاج اسلحة نووية)."

ويمضي الكتاب لمناقشة كيف عارض زعماء اسرائيليون مثل جولدا مئير تدشين البرنامج النووي خشية اثارة غضب الغرب في حين كانت معظم الدول ترفض بيع اسلحة لاسرائيل.

وباعت فرنسا أول طائرة حربية نفاثة لاسرائيل وكانت تربطها بها علاقات اوثق من معظم الدول الغربية. وابدى بعض المسؤولين الفرنسيين تعاطفا مع الدولة اليهودية في صراعها مع العرب في ذلك الحين الذي شهد تمردا مسلحا ضد الحكم الفرنسي للجزائر وتصدي فرنسا له.

وبار-زوهار كاتب مخضرم وعضو سابق في البرلمان عن حزب العمل الذي يميل الى اليسار والذي كان يرأسه بيريس في وقت ما وذكر ان بيريس طلب منه كتابة سيرته الذاتية ووافق على نشرها دون ان تعرض عليه مسبقا. وأشاد بيريس بالكتاب ومؤلفه.

ويسرد الكتاب تفاصيل نجاحات بيريس وكبواته خلال عمله السياسي الذي بدأه كمساعد شاب لاول رئيس وزراء اسرائيلي دافيد بن جوريون.

وفي الاونة الاخيرة تردد اسم بيريس كخليفة محتمل لايهود أولمرت اذا ما اضطرت ازمة سياسية رئيس الوزراء الاسرائيلي للاستقالة بسبب تقرير انتقد تعامله مع الحرب في لبنان في العام الماضي.

وخسر بيريس فعليا عدة مساع انتخابية لتولي منصب رئيس الوزراء الى جانب اقتراع في البرلمان لتولي منصب رئيس الدولة. وشغل بيريس منصب رئيس الوزراء ضمن اتفاق لاقتسام السلطة مع اليمين في عام 1984.وقال بار-زوهار "باختصار اصفه بانه رجل دولة عظيم وسياسي اقل من المتوسط."وانتقد بيريس علنا غارة جوية اسرائيلية دمرت مفاعلا نوويا عراقيا في عام 1981 وهو الهجوم الذي اشاد به الرأي العام الاسرائيلي.

ويتذكر اسرائيليون كثر واحدة من أحرج اللحظات في حياته حين رد على هجوم عليه في احد مؤتمرات حزب العمل متسائلا "هل أنا شخص خاسر؟" لتذهله الاجابة المدوية للحاضرين "نعم".واخيرا بعدما اصبح رئيسا للوزراء للمرة الثانية عقب اغتيال رئيس الوزراء اسحق رابين في عام 1995 رفض بيريس نصيحة مستشاريه بإجراء انتخابات مبكرة.

وخشية اتهامه باستغلال مأساة وطنية تجاهل شعبيته الكبيرة في استطلاعات الرأي حينذاك وانتظر.وفي العام التالي هزم في الانتخابات أمام اليميني بنيامين نتنياهو عقب سلسلة من الهجمات الانتحارية الفلسطينية التي دفعت كثيرا من الاسرائيليين للتشكيك في حكمة ابرام اتفاقيات السلام المرحلية التي ايدها بيريس.

ويقول بار-زوهار "كان هذا خطأ مشؤوما ارتكبه."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف