أخبار

الأزمة القضائية قد تعصف برئيس وزراء باكستان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

اسلام آباد - علي محمد مطر: بدأ الرئيس الباكستاني الجنرال برفيز مشرف يتململ من العواقب التي نجمت عن دخوله في مواجهة مع السلطة القضائية بعزله أعلى سلطة فيها في وقت مبكر من شهر آذار (مارس) الماضي والتي يبدو انه لم يحسب نتائجها جيدًا، فلا زالت الاحتجاجات على تدخله في عمل السلطة القضائية قائمة على الرغم من مرور ما يزيد عن الشهر عليها. خرج الرئيس مشرف بتصريح أخير، قال فيه إن رئيس الوزراء شوكت عزيز هو الذي رفع له الدعوى ضد القاضي وانه تم اقناعه بصحتها وانه رفع الدعوى لمجلس القضاء الأعلى ضد قاضي القضاة المعزول إفتخار شودري بعد توصية رئيس الوزراء بذلك.

قاضي القضاة المعزول كان قد اغضب القيادة السياسية الباكستانية لأنه اوقف عملية خصخصة معامل الحديد والصلب الباكستانية بسعر التراب لمجموعة شركات في مقدمتها شركة سعودية واحتج قاضي القضاء حينها بان السعر الذي حصلت عليه باكستان من جرائها، لا يكاد يفي بثمن الارض المقامة عليها تلك المعامل. العيون وقتها اتجهت نحو رئيس الوزراء، مشككة في نزاهة وشفافية عملية الخصخصة تلك، وفتحت الاعين على عملية خصخصة شركة الاتصالات الوطنية الباكستاينة وبيع 26 في المئة من اسهمها الرابحة دومًا الى شركة الاتصالات الامارتية مع منحها حق ادراة الشركة الباكستانية. وكانت هناك مخاوف اخرى من أن ينظر قاضي القضاة المعزول في قضية قضائية تتناول مدى دستورية بقاء الرئيس مشرف في منصبي الرئيس والقائد الاعلى لأركان القوات المسلحة الباكستانية في آن معًا، وان يحكم حيالها بما يغضب الحكومة لذا عاجلت بعزله.

الكثير من الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى باكستان يتانقلون عددًا من الخواطر المتباينة حينا والمتطابقة أحيانًا أخرى حول الأوضاع العامة القائمة بباكستان وخصوصًا الأوضاع السياسية والتي تشهد تقلبات وعدم استقرار، قد تكون له آثار بعيدة المدى على التركيبة السياسية القائمة حاليًا في الحكومة الباكستانية. حيث من بين أمور كثيرة يسردها المطلعون على خفايا الامور أن هناك من يرى أن الرئيس مشرف قد سئم جدًا من الأزمة القضائية والتي بدات تتحول الى صداع شديد بالنسبة له لذا فانه بدأ تدريجيا في تحويل المسؤولية عنها تجاه رئيس الوزراء آملا بذلك في ان يخفف من حدة الضغوط الكثيرة التي يتعرض لها بسببها، ووجد ان المخرج منها قد يكون بإلقاء اللائمة على رئيس وزرائه شوكت عزيز والذي يرى الكثير من الدبلوماسيين بانه قد يضطر الى مغادرة موقعه السياسي من خلال الجهود التي يبذلها الرئيس مشرف للتقارب مع السيدة بينظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة والتي تقوم الولايات المتحدة بالضغط على الرئيس مشرف من اجل منحها فرص ثالثة للوصول الى منصب رئيسة وزراء باكستان، مما من شأنه تعزيز جهود القوى العلمانية المتنامية في باكستان والتي تعمل لتغيير صورة باكستان النمطية ودفعها باتجاه الحداثة والاعتدال المستنير. اي ان حظوظ رئيس الوزراء شوكت عزيز قد تكون ضئيلة جدًا للبقاء في موقعه وانه سيحمل جميع سلبيات القرارات التي اتخذها الرئيس مشرف ويرحل.

الرئيس مشرف صرح مؤخرًا بأنه لا يستطيع ان يتحمل الهزيمة وانه لا يمكن ان يهزم، في اشارة الى الازمة القضائية التي اصبحت تقض مضجعه ويؤكد على انه لا سبيل هناك سوى الانتصار في مواجهته مع قاضي القضاة المعزول افتخار شودري. وقد يعني رفض مشرف للهزيمة ان يلجأ الى تحويلها ببراعة نحو كبش فداء يكون في هذه الحالة رئيس الوزراء شوكت عزيز.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف