أخبار

العالم يقاطع احتفالات إسرائيل بيوم القدس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في ظل إستمرار عمليات تغيير الطابع العربي للمدينة
العالم يقاطع احتفالات إسرائيل ب"يوم القدس"

عرب في البلدة القديمة من القدس أسامة العيسة من القدس: أضاءت إسرائيل أسوار بلدة القدس القديمة، احتفالا بالذكرى الأربعين لاحتلالها القسم الشرقي من المدينة المقدسة، وبجانب هذه الأسوار، تستمر إسرائيل في عمليات تغيير الطابع العربي للمدينة، واستحداث ميدان في منطقة باب الخليل، تطلق عليه (ميدان تساهل) أي ميدان الجيش الإسرائيلي، ويقع هذا الميدان الذي تعمل المعدات على مدار الساعة لإنجازه، بين القسم الغربي من المدينة الذي احتل عام 1948، قبل 59 عاما، والقسم الشرقي من القدس الذي احتل في عام 1967. اما في داخل البلدة القديمة، التي لا تتجاوز مساحتها الكيلو متر المربع، تستمر عمليات الحفر، والاستيلاء على منازل عربية، ضمن خطط لتهويد المدينة.

وترفض غالبية دول العالم ما تفعله إسرائيل في القسم الشرقي من القدس الذي ضمته إليها بعد أيام من حرب الأيام الستة، والذي انتصرت خلالها إسرائيل على عدة دول عربية، وظهر ذلك من خلال رفض ممثلي هذه الدول، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية حليفة إسرائيل الاستراتيجية، حضور الاحتفالات الضخمة التي أطلقتها إسرائيل بما تصفه (يوم القدس) الذي أعلنت فيه ما تسميه توحيد القدس وتسميتها "عاصمة موحدة وأبدية للشعب اليهودي ولدولة اسرائيل".

وبعد أربعين عاما من الاحتلال الاسرائيلي للقدس، ترفض غالبية دول العالم، نقل سفاراتها إلى القدس، بما فيها الولايات المتحدة التي يؤجل رئيسها، كل ستة اشهر، تنفيذ قرار سابق للكونغرس، بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

كما قاطعت دول الاتحاد الأوروبي، والسفير الأميركي في تل أبيب، جلسة عقدتها الكنيست في ذكرى احتلال القدس، وفقا للتقويم العبري. وحاول المتحدثون في جلسة الكنيست الاحتفالية، التي عقدت في نفس القاعة التي اتخذ فيها قرار ضم القدس قبل أربعين عاما، توجيه رسائل طمأنة للعالم، مع التأكيد على تمسك إسرائيل بضم القدس المحتلة إليها.

وقال أيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه "يجب تحويل مدينة القدس إلى مركز للوفاق والتفاهم بدلا من النزاعات الدموية والى مدينة تحل النزاعات بدلا من إثارتها". واضاف "نحن معنيون أن تكون القدس لجميع سكانها، أن تكون لليهود والمسلمين والأرمن، معنيون أن تكون القدس واحدة لجميع سكانها".

وفي الوقت ذاته تحدث اولمرت، عن قرارات اتخذتها حكومته لتعزيز الوجود اليهودي في القدس، ونقل المزيد من الدوائر الحكومية إلى المدينة، واقامة مجمعا للمحاكم فيها ووضع خطة لتحقيق النمو الاقتصادي وإلغاء الضريبة المفروضة على أرباب العمل في المدينة المقدسة.

مسيحيون يزورون كنيسة القيامة في القدس وفي كلمتها، دعت رئيسة الكنيست داليا ايتسك إلى رصد ميزانيات أكبر لدعم القدس محذرة من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيها. وتجاهلت ايتسك، الإجراءات الإسرائيلية التي تمنع الفلسطينيين من المسيحيين والمسلمين، الوصول إلى أماكنهم المقدسة في القدس، وقالت إن إسرائيل "تتيح حرية العبادة الكاملة للمؤمنين من مختلف الأديان في القدس".

وقال زعيم حزب الليكود اليميني، رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو إن العلاقة التي تربط الشعب اليهودي بالقدس شديدة العمق منذ آلاف السنين. واستشهد بأقوال لدافيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي قال فيها انه "لا دولة لإسرائيل دون القدس".

وقال نتنياهو "هناك ديانات أخرى لها علاقة بالقدس ولكن أصحاب هذه الديانات لم يتمتعوا بحرية العبادة فيها إلا بعد أن عدنا إلى المدينة" وحضر الجلسة الاحتفالية، رموز المجتمع الإسرائيلي، من شخصيات سياسية، وفنية، وثقافية، وجنود وضباط شاركوا في احتلال القدس.

وخيم على جو الجلسة، الموقف الدولي المقاطع لاحتفالات احتلال القدس، وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، راهنت حتى اللحظة الأخيرة، على النجاح بخرق هذه المقاطعة، ولكنها فشلت.

وكان السفير الألماني في إسرائيل، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، وجه رسالتين إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، والكنيست، ابلغهما فيهما بعدم مشاركة الاتحاد الأوروبي في الاحتفالات، بضم القسم الشرقي من القدس تماشيا مع الموقف الدولي الذي يعتبر هذا القسم أراض محتلة.

وتعقيبا على هذا الموقف، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل، وسوف نحتفل بمرور أربعين عاما على توحيدها، وسندعو الكثير من الضيوف، بما فيهم السفراء، ونتوقع منهم الحضور".

وحتى الان لم يحضر أحد من ممثلي الدول العالمية المؤثرة، الاحتفالات التي ستستمر حتى الذكرى الستين، لتأسيس دولة إسرائيل، أي إلى نحو عام، وتعتقد وزارة الخارجية الإسرائيلية بان الوقت لم يفت بعد لتغيير الموقف الدولي.

ولكن مصادر في السفارة الألمانية في إسرائيل، قالت ان المجتمع الدولي ينظر إلى القدس من وجهة نظر مختلفة، عن وجهة النظر الإسرائيلية. وأضافت هذه المصادر "أننا نعتقد أن مستقبل القدس يجب أن يكون جزءا من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وجهة نظرنا ليست جديدة بهذا الخصوص".

وأكدت هذه المصادر "أننا لا نستطيع أن نرغم بلدانًا أخرى في الاتحاد الأوروبي على قبول رأينا، ولكن يمكننا بالتأكيد أن نقرر لأنفسنا. ألمانيا لا تشارك في النشاط الرسمي للحكومة الإسرائيلية في القدس، لان هذا يعني أن علينا الاعتراف بأن هذه هي حدود القدس".

واستجلب هذا الموقف من دول الاتحاد الأوروبي غضبا من ممثلي الأحزاب السياسية في إسرائيل، ووجه عضو الكنيست يوئيل حسون عن حزب كاديما انتقاداً شديداً إلى ألمانيا بصفتها الرئيسة الدورية للاتحاد الأوروبي لقرارها التغيب عن الاحتفالات، ووصف حسون القرار بـ "الوقح" ودعا السفير الألماني إلى العودة إلى برلين "إذا لم يكن بمقدوره احترام عاصمة الشعب اليهودي الموحدة".

وأدان الوزير المختص بشؤون القدس يعقوب إدري قرار الاتحاد الأوروبي، ودعا الاتحاد إلى إعادة النظر في قراره و"حضور الاحتفالات التي ستكون تكريماً لمدينة القدس وهي المدينة المقدسة للديانات السماوية الثلاث وعاصمة دولة إسرائيل".

واعلن ايهود اولمرت ان حكومته ستخصص 7 مليارات و750 مليون دولار، لتطوير القدس، وانه سيتم تقديم تخفيضات ضريبية كبيرة، ونقل وحدات أخرى تابعة للوزارات الإسرائيلية إلى القدس، واقامة مجمع للمحاكم فيها.

وحذر اوري لوبنسكي رئيس بلدية القدس من أن المدينة، قد تصبح في رئاسة حركة حماس عن طريق الارتفاع الفلسطيني الديمغرافي خلال 12 عاما، وقال الوزير يعقوب ادري إنه يجب اخذ آراء رئيس البلدية على محمل الجد لأنها ذات مغزى على المدى البعيد، واضاف "علينا تعزيز وتقوية القدس لتبقى عاصمة إسرائيل إلى ابد الآبدين".

وبمناسبة ذكرى احتلال القسم الشرقي من القدس، نشرت دائرة الإحصاء المركزية الاسرائيلية معطيات عن المدينة المقدسة بشطريها، ويستدل منها بان القدس هي اكبر مدينة في إسرائيل، حيث بلغ عدد سكانها 732 ألف نسمة، يشكل اليهود 64% من السكان، وبلغ عدد المسلمين 239 ألف بنسبة 32%، بينما بلغ عدد المسيحيين 15 ألف مسيحي، أي 2% فقط من عدد السكان.

وحسب هذه المعطيات فان ثلث سكان القدس "الموحدة" من الأولاد التي تقل أعمارهم عن 14 عاما، وبلغت نسبة البطالة فيها 9،4% في حين أن معدل البطالة في إسرائيل 8,4%.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف