أخبار

غزة تحترق بين ويلات الإقتتال والقصف الإسرائيلي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مسلحون يطلقون النار على منزل هنية سمية درويش من غزة : لم تفلح صرخات الأطفال وآهات النساء بإسكات الحرب المستمرة في شوارع غزة بين الحركتين المتناحرتين، وإخماد أصوات القذائف والنيران التي أحرقت الأخضر واليابس، بعدما صمتت الزعامات السياسية آذانها وأصيبت بالطرش. أطفال ونساء حبيسو المنازل في جو يخيم عليه الرعب والقلق، يحتاجون إلى الحليب، وآخرون للدواء وأصحاب أمراض مزمنة بحاجة إلى مراجعة المستشفيات، إلا أن أحدًا منهم نال ما يحتاجه، خوفًا من رصاص المسلحين الذين يعتلون الأبراج السكنية ويضعون الحواجز على الطرقات. قتلى وجرحى بالعشرات في منطقة تل الهوى جنوب غرب غزة، لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم، بسبب كثافة إطلاق الرصاص خلال الاشتباكات، في حين يرقد الجرحى بين الحياة والموت لعدم توفر الدماء وعزوف المواطنين عن التبرع بدمائهم لجرحى الاقتتال الداخلي.

ناصر اللحام المحلل السياسي، يقول في هذا الإطار، إن غزة بحاجة إلى جراح ماهر بعدما أصيبت بالغرغرينة، مشيرًا إلى أن المسلحين تجاوزوا كل الخطوط الحمر بعدما استهدفوا المنازل الآمنة، وروعوا الأطفال والنساء.

وأعرب اللحام الذي يرأس تحرير وكالة معا، عن استغرابه لتحول المواطن لقائد، والأخير لمواطن، مطالبًا بعدم حشر رئيس السلطة الفلسطينية بالزاوية لاتخاذ قرارات قال من شأنها أن تؤثر على الحياة الفلسطينية بمجملها لعشرة أعوام قادمة.

ولم يجد الفلسطينيون إذاعة محلية محايدة تحاول نقل ما يدور لهم بمصداقية، حيثشكلت الإذاعات دورًا تحريضيًا بإمتياز، محاولة أن تسمع المواطنين أصوات الرصاص والتفجيرات في خلفية الأثير، وكأنهم بحاجة إلى سماعها عبر المحطات بدلا من تهدئة نفوسهم.

ولم يمض على الاتفاق الذي توصلت إليه فتح وحماس دقائق معدودة لإنهاء التوتر وسحب كل المسلحين من الشوارع، حتى قتل وأصيب العشرات، وفلح الوسيط المصري النجاة بأعجوبة من النيران التي أطلقت على موكبه بعد تصريحه للإعلام.

ويقول الساسة بفلسطين، إن اتفاق مكة قد انهار وبحاجة إلى اتفاق آخر، غير أن اللحام، يرى بأن الفلسطينيين بحاجة إلى اتفاق غزة و" شارع عمر المختار- خزاعة-بني سهيلا"، في إشارة منه للشوارع والمدن المشتعلة حربا بين فتح وحماس.

عزام الأحمد نائب رئيس الوزراء، شدد على ضرورة العمل الفوري لإخراج ما وصفها بمجموعة القتلة والخونة، الذين لا يريدون الاستقرار لغزة، وهم ماضون في تنفيذ مخططهم ولا يحترمون أي اتفاق.

وإعتبر الأحمد، أن حكومة الوحدة الوطنية أصبحت في خطر حقيقي، وعليه لا بد من التصدي لهذه الفئة الضالة، إذ لا يوجد أي مبرر للاستمرار في الخداع، وقال في تصريح صحافي: "إما يتفق الجميع على التصدي لهؤلاء القتلة، وإلا فإن هذه التحالفات لا قيمة لها إطلاقًا".

وعقدت فتح وحماس، عشرات الاتفاقات السابقة فيما بينهما لإنهاء الاقتتال، غير أن أي من الاتفاقات لم تر نور صباح اليوم التالي مع تجدد الاشتباكات والمعارك الضارية بين العناصر المسلحة.

وحشر الصراع الداخلي الفلسطينيين بالزاوية، حيث باتوا ضحية وفريسة لنيران فتح وحماس من جهة، والصواريخ الإسرائيلية من جهة أخرى، بعدما أطلق سلاح الجو الإسرائيلي نيران صواريخه على الفلسطينيين، ردًا على إطلاق مجموعات مقاتلة صواريخها المحلية تجاه البلدات اليهودية، وإصابة عدد من المستوطنين، حيث أسفر استهدافه لموقع تابع للقوة التنفيذية في رفح جنوب غزة عن سقوط 4 شهداء وإصابة العشرات بجروح مختلفة.

ويرى الكثير من الفلسطينيين بعيدًا عمن تسبب في هذه المجازر، بأنهم أصبحوا ضحية اللعبة السياسية القذرة، مطالبين الزعامات السياسية بالوقوف عن دورها التحريضي، وممارسة الضغط على عناصرها المسلحة.

أبو ماهر في العقد السادس من عمره، صب جم غضبه وسخطه على حركتي فتح وحماس، متهمًا الحركيتين بقتل أبناء الشعب الفلسطيني وتدمير النسيج الاجتماعي والأخلاقي. وتساءل أبو ماهر، "على ماذا يقتتلون ويذبحون بالشوارع، أليس على مناصب وكراسٍ تحتلها إسرائيل؟"، ويضيف قائلا: "لا يستطيع الرئيس عباس ورئيس وزراء هنية وكل الوزراء بالخروج والدخول سوى بإذن مسبق من الجندي الإسرائيلي المتمركز على الحاجز".

وأثقلت الحرب الدائرة والتي أرعبت الكبار قبل الصغار، على كاهل المواطن الفلسطيني الذي يعيش بضائقة مالية بسبب الحصار وعدم تلقيه أية مساعدات من المنظمات الإنسانية المختلفة منذ أكثر من عام.

وقال أبو ادهم صاحب بسطة متنقلة لبيع المكسرات أمام متنزه غزة: "أنا مضطر للوقوف هنا أمام المتنزه رغم أن الأجواء متوترة حتى أتمكن من توفير قوت أطفالي". ولفت أبو ادهم الذي يعيل أسرة مكونة من 8 أفراد، بأنه تعطل عن عمله منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، حيث منعت إسرائيل العمال من الالتحاق بأعمالهم داخل الخط الأخضر، منوهًا إلى أن الحرب الدائرة تثقل كاهل المواطنين وتنغص عليهم حياتهم.

يذكر أن حصيلة الاحداث والاشتباكات الداملية التي دخلت يومها الثالث في غزة اسفرت في الاجمال عن مقتل 42 فلسطينيا وجرح اكثر من مائة، قبل أن يأمر الرئيس الفلسطيني الذي يتزعم حركة فتح "مجمل اجهزة الامن والمسلحين بوقف اطلاق النار على الفور". وتلت دعوة عباس الذي اتفق خلال النهار مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل المقيم في دمشق على ضرورة وقف المعارك، اعلانا لحماس في غزة دعت فيه الى وقف لاطلاق النار من جانب واحد ابتداء من الساعة 00،20 (00،17 ت غ).

ولم يتم الالتزام بثلاثة اتفاقات سابقة لوقف اطلاق النار، وبدا ان المعارك التي تعتبر الاعنف منذ تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بين حماس وفتح في اذار/مارس، خرجت تماما على اي سيطرة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف