فردان تنفض غبار الموت لتعود من جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يد الغدر لم تطل من كبريائها وجمالها الشامخ
فردان تنفض غبار الموت لتعود من جديد
ريما زهار من بيروت: الى فردان هذه المرة، التي طالتها يد الغدر بالامس، فانفجرت فيها قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلًا بعض متفجرات وضعها من اراد ان يقول للبنانيين لا حياة لكم بعد اليوم والزموا منازلكم خوفًا.
الى فردان هذه المرة، التي طالتها يد الغدر بالامس، فانفجرت فيها قرابة الساعة العاشرة والنصف ليلًا بعض متفجرات وضعها من اراد ان يقول للبنانيين لا حياة لكم بعد اليوم والزموا منازلكم خوفًا.لكن اللبناني الذي اعتاد بطبيعته ان يتحدى الموت منذ قرابة نصف قرن نزل اليوم كالعادة الى عمله، وحتى الى منطقة فردان لتفقد الخسائر ولملمة الجراح من اجل البناء من جديد.
فردان التي قصدناها ابت شامخة الا ان تستعيد رونقها وجمالها السابقين، زجاج المحلات التجارية كلما اقتربنا من محيط محلات امبوريو ارماني تبدو مندثرة على الطرقات، لكن اصحاب المحلات بدأوا تقدير الخسائر كما رجال الامن طوقوا المنطقة ومنعوا حتى الصحافيين من الاقتراب اكثر من مكان الانفجار بهدف ان قوى الامن هناك تقدر الخسائر.
اصحاب المحلات لزموا الصمت وفضلوا عدم الكلام، لكن عيونهم كانت تتحدى كل الخسائر والجروح التي المت بهذا الوطن الصغير الكبير بكبريائه ورفضه للموت.
احدى العاملات عند "الماكيير" المعروف بسام فتوح كانت تتأمل المحل من بعيد لان الشرطة الامنية منعت الجميع الا باذن خاص من تفقد المحلات، قالت لنا ان شقيق بسام فتوح كان في المحل قبل ساعة من حصول الانفجار، وان الاضرار في المحل كثيرة ولا تقدر بثمن، لتضيف اننا لم ننته بعد من الحرب اللبنانية لتأتي هذه الحروب الصغيرة فتقفل ابواب رزقنا من جديد.
هي كغيرها من الصبايا اللواتي اصرين على البقاء في لبنان رغم كل شيء لان الخارج رغم الحالة الامنية التي قد تكون مستقرة لن يؤمن لها الحياة الاجتماعية الجيدة التي تعيشها في ربوع لبنان.
كثيرون تجمعوا قرب مكان الانفجار، شريط اصفر زنّر الموقع لتظهر بالقرب منه السيارة المتفحمة التي اودت بارزاق الناس، لم تنفع النداءات المتكررة التي وجهناها الى قوى الامن بالدخول اكثر الى المكان، وكان الجواب صارمًا...لا تتخطوا الشريط الاصفر.
احد العاملين مع المزين المعروف جو اشقر قال لنا ان المحل اصيب والزجاج تكسر ويقوم صاحب المحل بتقدير الاضرار.
محل "امبوريو ارماني" لم يعد نفسه فهو بدا خاليًا تمامًا حتى من البضائع خوف ان تسرق، والجميع فيه منهكون بنقل البضائع الى مكان آخر قد يكون أكثر امنًا من فردان، وامتنعت صاحبة المحل من التحدث معنا واكتفت بان قالت:"انشالله ما تتكرر بمكان تاني".
في محل "فيرو مودا" الذي تضرر ايضًا قالت لنا احدى البائعات هناك وتدعى سارة:"قام الامن الداخلي والتأمين بمسح للاضرار، وهناك اضرار كثيرة، والشركة ليست صغيرة وتشمل بضائع كثيرة، والمحل يقفل عادة الساعة التاسعة مساء، ولكن في بعض المرات كانت تبقى في المحل من اجل جردة للحسابات حتى وقت متأخر، وانشاء الله الا يتكرر الموضوع، علما ان الضرر اصاب ايضًا فرعهم في مجمع ال ABC في الاشرفية اول من امس، وسيؤثر الامر على ارتياد الزبائن في سوق فردان، كذلك ادى الامر الى عجقة كبيرة في السيارات من اجل الوصول الى فردان بسبب الاجراءات الامنية، والموظفون اتوا اليوم كالعادة لانهم يريدون العيش وتحصيل الرزق.
محل آخر تكسر فيه الزجاج بدا فيه صاحب المحل وهو يأخذ مقاسات الزجاج من اجل تركيبها في ما بعد، ربما لان ارادة الحياة او الاستمرار في الحياة باتت من الامور البديهية في لبنان، فحيث نرى الدمار، نشاهد اياد قوية ترتفع رافضة كل اشكال الموت وراسمة بعضًا من وجوه قوة الحياة المستمرة.
غريب عجيب لبنان بصموده، يتعب الارهاب وتتراكم الضحايا تتعب النيران ولا تتعب الشمس وتصدح فيروز في اغنيتها بصوتها القوي الذي يتحدى الموت:" قلال نكون مش مهم ...منكمل باللي بقيوا"
فرنسا تدعو اللبنانيين الى مقاومة "الترهيب"
أدانت فرنسا الثلاثاء الاعتداء الذي استهدف بيروت مساء الاثنين، وهو الثاني خلال 24 ساعة في العاصمة اللبنانية، داعية اللبنانيين الى "مقاومة محاولة الترهيب".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان "فرنسا تدين بشدة الاعتداء الذي ضرب بيروت مساء امس واسفر عن نحو عشرة جرحى".
واضاف ان بلاده "تدعو جميع اللبنانيين الى البقاء موحدين خلف سلطات الدولة في مواجهة من يريدون المساس باستقرار البلاد".
وتابع المتحدث ان "فرنسا تكرر تضامنها مع الشعب اللبناني وستبذل ما في وسعها لمواكبة لبنان في معركته الهادفة الى معاقبة مرتكبي هذه الافعال".
واكد "اننا مستعدون طبعا لمساعدة اللبنانيين اذا طلبت الحكومة ذلك وعلى لبنان ان يقاوم محاولة الترهيب هذه".
واوضح المتحدث ان "التحركات في نيويورك لتشكيل محكمة خاصة للبنان مستمرة والمجتمع الدولي مصمم، على غرار كل لبنان، على عدم الرضوخ للترهيب".
* تصوير ريما زهار