أخبار

تواصل الهدنة والنزوح من نهر البارد: دعم عسكري عربي ودولي للبنان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


وكالات:
لا يزال اللاجئون الفلسطينيون اليوم الاربعاء يفرون من مخيم نهر البارد شمال لبنان حيث يبدو ان الهدنة بين الجيش ومقاتلي فتح الاسلام لا تزال قائمة، على ما افاد مراسل وكالة فرانس برس في المكان. ولم يسمع اي طلق ناري منذ الصباح من الصحافيين الذين طلب منهم الجيش اللبناني التواجد على بعد كيلومتر واحد من مخيم اللاجئين الذي دارت حوله معارك عنيفة على مدى ثلاثة ايام بين الجيش ومقاتلي فتح الاسلام المحصنين في المخيم.

وخرج الاف اللاجئين الفلسطينيين مساء الثلاثاء من مخيم نهر البارد مستغلين هدنة هشة في المعارك بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الاسلام، وذلك عبر الممر الانساني الذي سمحه الجيش عند المداخل الجنوبية للمخيم. وانتقل هؤلاء اللاجئون الى مخيم البداوي الواقع على بعد عشرة كلم من نهر البارد.

وقال مسؤول فلسطيني ان "الاف اللاجئين من رجال ونساء واطفال بدأوا عند المساء يفرون من نهر البارد (يقيم فيه نحو 30 الف شخص)، سيرا او في سيارات ولجأوا الى مخيم البداوي المجاور". وقتل في المعارك في طرابلس عاصمة الشمال ونهر البارد ما مجموعه 68 شخصا هم 30 جنديا لبنانيا و18 مسلحا من فتح الاسلام و19 مدنيا فلسطينيا ومدني لبناني منذ الاحد.

وواصلت أحداث "نهر البارد" والاشتباكات التي اندلعت بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم "فتح الإسلام" الهيمنة على صدر الصفحات الأولى للصحف العربية.

القدس العربي اللندنية

كتبت الصحيفة تحت عنوان "آلاف اللاجئين الفلسطينيين يفرون من مخيم نهر البارد.. مخيمات لبنان تهدد بانتفاضة وتهتف ضد لحود والحريري": "استمرت الاشتباكات في مخيم نهر البارد بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الإسلام في وقت بدأت تتزايد الاحتجاجات الفلسطينية على قصف المدنيين في المخيم وسجلت تظاهرات لأهالي مخيمات برج البراجنة والرشيدية والبداوي وعين الحلوة."

وقالت الصحيفة إن آلاف اللاجئين الفلسطينيين استغلوا توقف المعارك بين الجيش اللبناني ومقاتلي فتح الإسلام مساء أمس وفروا من مخيم نهر البارد. وأضافت الصحيفة تقول: "وقال الحاج رفعت احد المسؤولين في مخيم البداوي الذي تسيطر عليه حركة فتح إن آلاف اللاجئين من رجال ونساء وأطفال بدأوا عند المساء يفرون من نهر البارد سيرا أو في سيارات ويلجأون إلى مخيم البداوي المجاور." مضيفاً "أن سكان نهر البارد الذي يقيم فيه نحو 30 ألف شخص، انتهزوا فرصة توقف المواجهات للهروب من المخيم الذي يحاصره الجيش."

وتابعت الصحيفة تقول: "وأكد أمين سر حركة فتح في لبنان العميد سلطان أبو العينين أننا أعطينا غطاء لإنهاء الحالة الشاذة في مخيم نهر البارد ولم نعطِ غطاء لقصف المدنيين، وإذا استمر هذا الوضع نتخوف من انفلات الأمور من عقالها."

ونقلت الصحيفة عن أبو العينين قوله "إذا لم يتوقف القصف العشوائي علي مخيم نهر البارد الذي يقوم به الجيش اللبناني والذي أدى منذ بدء الاشتباكات الأحد إلى استشهاد 17 مدنيا داخل المخيم ستنتفض كل المخيمات في لبنان التي يبلغ عددها 12."

وأشارت إلى أن المحتجين "في مخيم عين الحلوة أشعلوا الإطارات احتجاجاً علي ما يجري في مخيم نهر البارد، وأطلقوا الهتافات المنددة برئيس الجمهورية إميل لحود ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري وقائد الجيش العماد ميشال سليمان. وقد نفذ اعتصام أمام مسجد النور في المخيم بدعوة من لجنة المتابعة الفلسطينية التي كانت قررت خلال اجتماع صباحي لها، الإضراب المفتوح في عين الحلوة استنكاراً لعدم تجنب المدنيين في مخيم نهر البارد."

معارضة لبنانية وأميركية لمشروع بيان قطري يدين فيه مجلس الامن احداث لبنان

من جهة ثانية عارض لبنان مبدئيا اليوم تحركا قطريا في مجلس الامن لاصدار بيان رئاسي "يدين باشد العبارات" الاحداث الدموية التي يشهدها لبنان وسط غموض احاط اسباب هذا الاعتراض من جانب لبنان والذي اتى مع اعتراض أميركي مماثل. وكشف دبلوماسي في المجلس لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد ان طلب حجب هويته ان مشروع البيان القطري ينص على اعراب المجلس عن تعازيه لعائلات الضحايا وتشديده على ضرورة جلب مرتكبي التفجيرات ومخططيها ومموليها امام العدالة.

واضاف ان قطر انتهت من اعداد مشروع البيان امس لكنها كانت تنتظر موافقة بيروت عليه لطرحه امام المجلس مشيرا الى ان معظم الدبلوماسيين في المجلس لا يزالون اليوم غير واعين بالمشروع.

وبحسب ما رشح من انباء قليلة فان هذا الاعتراض يأتي لرغبة لبنان في عدم تشويش هذا البيان على الجهود الحثيثة الرامية إلى إصدار المجلس قرارا بتاسيس المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري وباقي الجرائم السياسية في لبنان.

وعلى الرغم من عدم وجود صلة ظاهرية واضحة بين الامرين فان اللبنانيين يرون ان اصدار مثل هذا البيان الرئاسي على الرغم مما يحمله من تضامن مع لبنان ودعما له الا انه قد يمثل تشتيتا لانتباه المجلس عن بحث مشروع قرار تأسيس المحكمة وهو الامر الذي ياخذ اولوية قصوى لدى بيروت. كما ان احد اوجه الاعتراضات ان مشروع البيان ينص على ادانة عامة للتفجيرات التي شهدها لبنان مؤخرا دون ان يسمي بالاسم اي من تلك الاحداث سواء تفجيري بيروت او اشتباكات طرابلس. وامتنع اعضاء البعثة اللبنانية لدى الامم المتحدة عن اصدار اي تعليق او تصريح حول المسألة بانتظار معرفة رد بيروت الرسمي على المشروع القطري.

ورأى مسؤول رفيع في البعثة الأميركية لدى الامم المتحدة ان مشروع البيان "قد يزيد الامور تعقيدا في ما يخص مساعي تأسيس المجلس للمحكمة الخاصة فاغلب الناس يركزون الان على مسألة المحكمة التي نحاول اقرارها باسرع ما يمكن". واضاف "نقيس الموقف الروسي ازاء مشروع قرار تأسيس المحكمة كل يوم والى حد اقل مع الصينيين ايضا ونتحدث اليهم في العواصم فلديهم مشاكل مع النص الذي نعتبره اولوية لدينا" اي رعاته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. واعتبر ان تأسيس المحكمة وفقا للفصل السابع الالزامي من ميثاق الامم المتخدة "خط احمر بالنسبة إلينا".

وكان المندوب الروسي الدائم فيتالي تشوركين قد ذكر في تصريح مشترك ل(كونا) وقناة الجزيرة الفضائية الجمعة الماضي ان مشروع قرار تاسيس المحكمة "يثير عددا من المسائل القانونية الشائكة وسيكون علينا تحليلها بعناية فائقة لذا فان رعاة المشروع لا يتوقعون منا ان نبصم على القرار قبل ان نتفحصه مليا..ونحن نؤمن ان الوقت لا يزال متاحا لحل المسألة في بيروت".

على صعيد متصل أدان السكرتير العام بان كي مون بشدة اليوم "الهجمات الاجرامية التي شهدها لبنان اليومين الماضيين" سواء التفجيرين في بيروت او اشتباكات الجيش اللبناني مع جماعة فتح الاسلام في طرابلس والهجوم على قافلة مساعدات انسانية تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) في مخيم نهر البارد داعيا إلى إنشاء فوري لممرات آمنة تسمح للقوافل الطبية بالعبور الى المخيم لمساعدة قاطنيه من المدنيين.

وقالت المتحدثة باسم السكرتارية العامة ميشل مونتاس في ايجاز صحافي ان تلك الاعمال "تمثل عدوانا على استقرار لبنان وسيادته وتعرض المدنيين لاخطار فادحة". واضافت ان بان قلق للغاية حول اوضاع اللاجئين الفلسطينيين في المخيم ويناشد كافة الاطراف القيام بكل ما بوسعهم لتجنب سفك المزيد من الدماء.

ونقلت المتحدثة عن بان ادانته الشديدة للتفجير الذي تعرضت له بيروت الليلة الماضية في ضاحية فردان ومناشدته الشعب اللبناني التوحد بمواجهة التحديات التي تواجه بلادهم.

بان كي مون يدين

بدوره أدان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يوم الثلاثاء "الهجمات الاجرامية" وقال بيان اصدرته المنظمة الدولية "الامين العام يدين الهجمات الاجرامية التي شنت على مدى الايام القليلة الماضية ضد الجيش اللبناني وقوات الامن." "هذه الاعمال تشكل اعتداء على استقرار لبنان وسيادته وتعرض المدنيين لخطر جسيم ويتعين ان تتوقف على الفور."

وتعكس اللهجة القوية لبيان بان دعما في مجلس الامن الدولي للحكومة اللبنانية. ويبدو ان المجلس يستعد لانشاء محكمة خاصة لمحاكمة المشتبه فيهم في جريمة قتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري رغم اعتراضات من ساسة المعارضة اللبنانية.

الحكومات العربية تتعهد تقديم دعم عسكري لبيروت

وتعهدت الحكومات العربية تقديم دعم عسكري للجيش اللبناني في اجتماع خاص وجهت الدعوة اليه لبحث المواجهة العسكرية التي يخوضها الجيش. وفي بيان صدر عقب اجتماع في القاهرة قال سفراء الدول الاعضاء في الجامعة العربية "ان مجلس الجامعة. (يوجه) الشكر للدول العربية التي قدمت مساعدات وتجهيزات عسكرية لدعم الجيش والقوى الامنية اللبنانية."

وأضاف البيان ان المجلس أكد "ضرورة مواصلة الدعم من قبل الدول العربية لاسيما في الظروف الامنية المستجدة التي يمر بها لبنان." ولم يتضح ما اذا كان البيان يقصد ان الدول العربية قدمت دعما عسكريا منذ بدء المواجهات يوم الاحد.

وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحافي في وقت لاحق انه لا يمكنه ان يقدم أي تفاصيل عن أي مساعدة عسكرية الى الحكومة اللبنانية. واضاف قائلا ان الجامعة ستواصل النظر في كيفية مساعدة لبنان وان الامر يتوقف على تطورات الوضع.

وأدان السفراء أنشطة جماعة فتح الاسلام وأشاروا الى ان فتح الاسلام لا تمت للاسلام بصلة ولا للقضية الفلسطينية. وكانت سوريا بين الدول المشاركة في الاجتماع. وكان بعض الساسة اللبنانيين اتهموا سوريا باثارة المواجهات من أجل تعطيل خطوات الامم المتحدة الرامية إلى إنشاء محاكمة من يشتبه في انهم نفذوا سلسلة اغتيالات في لبنان. وتنفي سوريا هذا.

واشنطن تدعم السنيورة وتعتزم مساعدته عسكريا

واعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء دعمها الكامل لرئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة مؤكدة استعدادها لمنحه مساعدة عسكرية عاجلة لمواجهة تصاعد العنف الذي يهدد بزعزعة استقرار البلاد.وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "يحق للبنان السعي الى حماية شعبه وفرض احترام سيادته ونحن ندعم ، لذلك، كثيرا جهود حكومة السنيورة".

وقالت رايس انها "قلقة على لبنان حيث تواجه حكومة السنيورة عدوا متطرفا شرسا".ويخوض الجيش اللبناني منذ ثلاثة ايام معارك عنيفة مع مجموعة فتح الاسلام المتحصنة في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين قرب طرابلس في شمال لبنان.وفضلا عن المعارك ضد حركة فتح الاسلام التي تربطها واشنطن باغتيال احد دبلوماسييها في 2002 في الاردن، وقع اعتداءان بالقنبلة في بيروت الاحد والاثنين.

وقررت واشنطن التحرك بسرعة والاستجابة لمطلب السنيورة لمساعدة عسكرية عاجلة.واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك للصحافيين في واشنطن "اننا ندرس حاليا طلب مساعدة من الحكومة اللبنانية".ولم يحدد قيمة هذه المساعدة، لكن متحدثة باسم وزارة الدفاع تحدثت عن ذخائر وشاحنات وقطع غيار لمروحيات وآليات بقيمة 4،30 ملايين دولار.

واشارت اللفتنانت كولونيل كارين فين الى وجوب موافقة الكونغرس على هذا المبلغ وامامه 15 يوما لرفضه. وذكرت ان المبلغ "سيؤمن للبنان في الاشهر المقبلة معدات وآليات وقطع غيار اضافية وفرق صيانة وتدريب".واضافت "نامل في تأمين مساعدات في المجال الامني للجيش اللبناني عام 2007 مع المزيد من المعدات والتدريب".

وذكر ماكورماك ان الولايات المتحدة سبق ان قدمت 40 مليون دولار من المساعدات العسكرية الى لبنان خلال 2006، وخمسة ملايين دولار خلال 2007.وهناك مساعدة اضافية بقيمة 280 مليون دولار واردة في ملحق موازنة 2007، لكن الكونغرس لم يوافق بعد عليها.واضاف ماكورماك ان الحكومة اللبنانية استخدمت من المبالغ التي منحت في العام 2006، 30 مليون دولار خصصت للحصول على مسدسات وذخائر وآليات مصفحة خفيفة وشاحنات وقطع غيار لآليات ومعدات للجنود مثل السترات الواقية من الرصاص والخوذات والاحذية العسكرية بالاضافة الى التدريب.

واستخدم ما تبقى من المبلغ لتصليح آليات برية ومروحيات او لمعدات خاصة بتفجير الالغام في جنوب البلاد.وينص ملحق الموازنة الاميركية للعام 2007 على مساعدات بقيمة 220 مليون دولار للجيش اللبناني و60 مليون للاجهزة الامنية الاخرى في لبنان.واوضح ماكورماك ان المساعدات الطارئة التي تدرس واشنطن منحها ستضاف الى هذه المبالغ. وتابع "ان الجيش اللبناني يخوض معركة صعبة ضد مجموعة من المتطرفين العنيفين الذين لجأوا الى مخيم فلسطيني للاجئين".

وفي البيت الابيض اكد المتحدث باسم الرئاسة توني سنو مجددا ان "الولايات المتحدة تجدد دعمها لرئيس الوزراء (فؤاد) السنيورة وحكومة لبنان الشرعية والمنتخبة ديمقراطيا في مواجهة تهديد الارهاب والعنف السياسي".واضاف سنو امام الصحافيين "لن نتسامح مع اي محاولة من جانب سوريا او مجموعات ارهابية او اي طرف، تهدف الى تأخير او عرقلة جهود لبنان لترسيخ سيادته او تحقيق العدالة في قضية الحريري".

لكن سنو اوضح ان ليس بامكانه القول ما اذا كانت سوريا تقف وراء المعارك في محيط مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان.وقال "في هذه المرحلة نحن لا نزال ندرس بدقة ما يجري، لكن من المهم ارسال اشارة" الى سوريا.غير انه اضاف "ان من يقفون وراء الهجمات الاخيرة يرمون الى هدفين هما تقويض امن لبنان وتحويل الانظار الدولية عن جهود اقامة المحكمة الخاصة للبنان". واشار تحقيق الامم المتحدة حول اغتيال رفيق الحريري في 2005 باصبع الاتهام الى مسؤولين لسوريا التي كانت حينها تسيطر على لبنان. وتنفي سوريا اي علاقة لها بعملية الاغتيال وتعارض اقامة المحكمة الدولية.

ووزعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مشروع قرار دولي بهدف اقامة هذه المحكمة التي تعطلت بسبب الازمة السياسية التي يشهدها لبنان منذ اشهر.واكد المتحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة "ستضاعف جهودها" في مجلس الامن في هذا الاتجاه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف