المعلم ينفي علاقة سوريا بتنظيم فتح الإسلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمشق: نفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم ان تكون لسوريا اي علاقة بتنظيم فتح الاسلام وان القوات السورية مستنفرة في مواجهة هذا التنظيم الذي تمكن من العبور الى سوريا من العراق.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما الذي اختتم زيارة رسمية استمرت يوما واحدا ان "القوات السورية قتلت ستة من اعضاء هذا التنظيم الذي يعتبر احد فروع تنظيم القاعدة في المنطقة وهو مثل تنظيم جند الشام الذي حاول ارتكاب جرائم ارهابية في سوريا".
واكد ان اعضاء هذا التنظيم ملاحقون في سوريا حيث جرى القبض على 24 شخصا منهم وهم موجودون في السجون السورية ومعظمهم سوريون وهناك تونسي ولبناني واحد في عدادهم.
وشدد المعلم على ان هذا التنظيم لا يمت للقضية الفلسطينية بصلة بل هو عنصر ضار بها مضيفا ان " من يحاول اتهام سوريا في هذا التنظيم يحاول اخفاء من يدعم هذا التنظيم ومن يرعاه و لماذا يرعاه".
وحمل وزير الخارجية السوري الولايات المتحدة من خلال غزوها للعراق مسؤولية زيادة نشاط تنظيم القاعدة في العراق الذي يستهدف حياة المدنيين العراقيين وقال ان " اعضاء تنظيم هذه القاعدة جاءوا الى سوريا وانتشروا فيها وفي لبنان وهم يخدمون اهدافا واضحة هدفها زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة".
وعن موضوع المحكمة الدولية قال المعلم "ان سوريا اوضحت موقفها مرارا من المحكمة و نحن ميزنا بين التحقيق الدولي والمحكمة وتعاونت سوريا تعاونا كاملا مع التحقيق الدولي لاننا نريد معرفة الحقيقة في اغتيال رفيق الحريري". واضاف ان قراءة سوريا لموضوع المحكمة مختلف معربا عن اعتقاده بان"مجلس الامن الدولي حل وفي سابقة خطرة مجلس النواب اللبناني".
وقال المعلم "كنا نتمنى ان يصل اللبنانيون الى إجماع وطني حول المحكمة لان الاكرم للحريري لو ان المحكمة تحظى باجماع كل اللبنانيين". وقال المعلم ان داليما اجرى "محادثات بناءة"مع الرئيس السوري بشار الاسد و نائبه فاروق الشرع ومعه شخصيا.
واوضح ان مواقف سوريا وايطاليا ازاء التحديات التي تواجه المنطقة كانت "متقاربة" معتبرا ذلك امرا طبيعيا كون البلدين من دول حوض البحر الابيض المتوسط و يتأثران سلبا و ايجابا بما يجري في المنطقة.
وقال ان المحادثات شملت الملف العراقي والعملية السياسية والمصلحة الوطنية فيه انطلاقا من ان امن العراق امر مهم لسوريا وكذلك موضوع الصراع العربي - الاسرائيلي وسبل تحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط.
واكد ان سوريا وايطاليا عبرتا عن دعمهما للمبادرة العربية للسلام ولحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وعلى ضرورة وقف القتال بين الفلسطينيين واهمية التشاور حول وقف اطلاق النار.
و قال ان البلدين اكدا كذلك ضرورة التخفيف عن الشعب الفلسطيني من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي ورفع الحصار عنه. و اشار المعلم الى ان المحادثات تناولت الوضع في لبنان حيث اكد الطرفان السوري و الايطالي ضرورة تشجيع الاطراف اللبنانية على تحقيق الامن والاستقرار في لبنان وابديا حرصهما على سلامة الجيش اللبناني الذي هو رمز الوحدة الوطنية اللبنانية.
وقال ان سوريا وايطاليا جددتا رفضهما للارهاب معتبرين ما يجري من اعمال ارهابية من قبل تنظيم القاعدة يهدد امن واستقرار المنطقة. واضاف انه جرى خلال زيارة داليما بحث العلاقات الثنائية بين البلدين حيث اعرب الجانبان عن ارتياحهما التام لما تشهده هذه العلاقة من تطورات في مختلف المجالات.
من جانبه وصف دالميا مباحثاته مع الرئيس الاسد انها كانت "بالغة الاهمية" معربا عن امله في الانطلاق بعلاقات وثيقة من التعاون لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة في المرحلة الراهنة. واكد داليما ان ايطاليا تدعم طموح سوريا في موضوع الشراكة الاوروبية وازالة العقبات التي تحول دون التوصل الى هذا الاتفاق.
وعن عملية السلام في المنطقة قال " لايمكن ان تحل مسألة السلام من دون مشاركة فاعلة من سوريا ونحن نولي اهتماما كبيرا بمباردة السلام العربية لانها تفتح الافاق الى حل شامل وعادل". واكد ان "عملية السلام بين سوريا واسرائيل هي نقطة جوهرية" داعيا الى ضرورة اعادة الاراضي السورية المحتلة من خلال اتفاقية سلام حقيقة تضمن امن اسرائيل.
واعتبر داليما حكومة الوحدة الفلسطينية خطوة الى الامام آملا ان تستمر بوقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل وان تتمكن السلطات الفلسطينية من السيطرة على قطاع غزة وان يترجم الحوار بين الفلسطينيين والاسرائيليين الى تحسين ظروف حياة الفلسطينيين و"ان نبدأ باسرع وقت للحديث عن اتفاق سلام يقوم على اعتراف اسرائيل بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم وحق اسرائيل في الامن".
واشاد بالنتائج التي خرج بها مؤتمر شرم الشيخ الاخير قائلا انه اتخذ خطوات مهمة في ما يتعلق بالجهود الرامية الى احلال الاستقرار في العراق على اساس المصالحة الوطنية ومواجهة ارهاب القاعدة.
وعن الوضع في لبنان قال داليما ان المجتمع الدولي لا سيما الاوروبي يتحمل مسؤولية كبيرة مشيرا الى ان بلاده تقف في الخط الاول لان لديها حوالى ثلاثة الاف عنصر في قوات اليونفيل. وشدد على ضرورة تطبيق القرار الدولي رقم 1701 ومساعدة لبنان في مواجهة ما يتعرض له من ارهاب يؤدي الى زعزعة امنه واستقراره.
وقال انه سيتوجه الى لبنان لاجراء مباحثات في بيروت مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري وانه يحمل "رؤية مشجعة" لايجاد حل لكل المشاكل.
وحول المحكمة الدولية قال "ان ايطاليا كانت تفضل ان تشكل المحكمة بموجب قرار لبناني لكن مع الاسف لم يتوصل اللبنانيون الى قرار مشترك مضيفا ان المحكمة التي ستتشكل تحاول ان تستجيب الى احقاق العدل في لبنان. وقال "نحن متفائلون بان المحكمة ستعمل بتوازن ولن تشكل تهديدا لاحد" لا سيما في ظل التعاون الذي ابدته سوريا مع التحقيقات التي لم تنته حتى الان.
واعرب داليما عن تخوفه من خطر العناصر الاصولية في لبنان باعتبارها تشكل خطرا اكبر على قوات اليونيفيل مشيرا الى انه جرى التحذير من دخول تلك العناصر الى المخيمات الفلسطينية. واوضح انه تم اتخاذ الاجراءات الامنية الواقية لحماية قوات اليونيفيل بالتعاون مع القوة الفلسطينية الاساسية والجيش اللبناني لعزل هذه العناصر.