هل تفعلها دمشق وتغلق حدودها مع لبنان؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: بالإستناد الى مايجري على الارض حاليا من دراسات الأمم المتحدة وزيارات فرقها الميدانية الى الحدود السورية اللبنانية يمكن توقع قيام رقابة دولية من نوع ما على هذه الحدود او حتى انتشار قوات اليونيفل على هذه الحدود في فترة ما بعد أن يتم امتصاص اعتراضات داخلية ولجم اعتراضات خارجية .
ولكن المشكلة المتأتية من مثل هذه الخطوة قد تكون وخيمة العواقب على لبنان اذا لم يتم ضمان عدم تنفيذ سورية لتهديداتها بإقفال الحدود السورية اللبنانية اذا ما انتشرت قوات اممية هناك لانها تعتبر ذلك انتقاصا من سيادتها وتكريس للعداء مع لبنان فضلا عن مخاوف سوريا من أن تستخدم هذه القوات من أجل أغراض أخرى لاعلاقة لها بالمهمة التي استجلبت من أجلها .
السوريون كانوا وبحسب تعبير وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس (لقنوا اللبنانيين درسا ) فاغلقوا الحدود لعدة أيام وهو الامر الذي دفع باللبنانيين إلى الصراخ عاليا حيث آلمتهم التداعيات الإقتصادية فلا ممر للبضائع اللبنانية إلى الخليج إلا الى سوريا فضلا عن ان سوريا ذاتها سوق كبير للمنتجات اللبنانية ويقوم يوميا عشرات آلاف اللبنانيين بعبور الحدود الى دمشق وغيرها من المدن السورية من أجل شراء حاجياتهم مستفيدين من التفاوت الكبير في الأسعار ولكن عندما أغلقت الحدود فإنهم خسروا الكثير وتظاهر الفلاحون في البقاع وتدخلت مرجعيات تمون على سوريا حتى تم فك الحظر.
مصادر سورية عليمة هنا كشفت لـ "إيلاف" بأن سوريا لاتبيع وتشتري المواقف وأكدت بان انتشار اليونيفل على الحدود مع لبنان يعني اتوماتيكيا اغلاقا للحدود كاشفة عن أن الموقف السوري هذا لم يتغير مع كل الاتصالات التي اجريت مع المنظمة الدولية.
وترى المصادر ان حكومة السنيورة تريد ان تفتعل المشاكل لانها وجدت فيها الوصفة السحرية من اجل ديمومة بقاءها ومن أجل تقطيع الوقت حتى الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو انه سيكون على شاكلة اقرار المحكمة الدولية ومن الواضح أن الحكومة اللبنانية الحالية لاتريد أي علاقات ودية مع سوريا.
وعن القوانين والاعراف الدولية التي تمنع إغلاق الحدود تقول المصادر : لايوجد قانون في العالم يمنع دولة من إغلاق حدودها فهذا اجراء سيادي ثم لماذا يكون مطلوبا من سوريا تسهيل الامور على حكومة لاتفعل شيئا سوى شتمها واتهامها باقذع الِإتهامات.
ولكن ستواجه مشكلة عندما تغلق الحدود وهي انها ستكون محرجة جدا وتحرج حلفاءها اللبنانيين الذين لن يكونوا قادرين على ديمومة التواصل مع سوريا بالسهولة السابقة فضلا عن ان مناصريهم لن يرضوا عن ذلك وهو امر ربما دفع السوريين حتى الان الى عدم استخدام اغلاق الحدود كورقة ضغط مفضلة التريث في هذا الامر الى مرحلة ترى أنه من غير الممكنة عدم استخدامها.
وتشير المصادر الى ان بعض السوريين يعتقدون بأن لبنان بات مصدرا رئيسيا للخطر على سورية ويجب اتخاذ اجراء ما من قبيل إغلاق الحدود كما حدث في الخمسينيات عندما أغلقت الحدود لسنوات وهو امر قد لا يبدو اليوم مقبول في الشارع السوري واللبناني على السواء.