طالباني يقود جهودا لاعلان جبهة قوى سياسية معتدلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يبدأ زيارة رسمية غدا الى الصين لتوقيع اتفاقات تعاون
طالباني يقود جهودا لاعلان جبهة قوى سياسية معتدلة
أسامة مهدي من لندن: يقود الرئيس العراقي جلال طالباني حاليا مباحثات واتصالات واسعة بين احزاب وقوى سياسية بهدف الاعلان عن تأسيس جبهة سياسية معتدلة يبدو انه سيتم الانتهاء منها خلال ايام قليلة ردا على محاولة قوى معارضة تشكيل جبهة اتهمت بالتعاون مع مخابرات دول عربية واجنبية لتقويض العملية السياسية .. في وقت يبدأ طالباني يوم غد زيارة رسمية الى الصين لتوقيع عدة اتفاقات تعاون .
وضمن هذه الجهود فقد ترأس الرئيس طالباني اليوم الثلاثاء في بغداد اجتماعاَ مشتركاَ استغرق ساعتين، بين المجلس الأعلى الاسلامي العراقي بزعامة السيد عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزان والاتحاد الوطني الكوردستاني بزعامة طالباني لتدارس الاوضاع السياسية في العراق ومتطلبات تشكيل هذه الجبهة الجديدة .
وشارك في اجتماع اليوم عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية والنائبين الشيخ همام حمودي وجلال الدين الصغير عن المجلس الأعلى الاسلامي ونوري المالكي وعلي الأديب وحيدر العبادي عن حزب الدعوة الاسلامية وروز نوري شاويس وفاضل ميران وعارف طيفور عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وبرهم صالح وفؤاد معصوم وجلال جوهر ولطيف رشيد وآزاد جندياني عن الاتحاد الوطني الكردستاني.
وبحث المجتمعون "الشؤون السياسية العامة للبلاد والمشكلات التي تواجه العملية السياسية واتفقوا على طريقة وضع برنامج عمل مستمر للإجراءات المناسبة للتغلب على المشكلات القائمة واعتماد آليات عمل متفق عليها لتنفيذ القرارات خدمة للمصلحة العامة وبما يوحد الصفوف ويضمن مواصلة اللقاءات مع القوى والأحزاب الأخرى لتحقيق الأهداف الوطنية المتفق عليها" كما اشار بيان لمكتب اعلام الاتحاد الوطني بزعامة طالباني .
وضمن الجهود نفسها الرامية لتاسيس هذه الجبهة فقد اجتمع طالباني امس مع طارق الهاشمي رئيس الحزب الاسلامي العراقي نائب رئيس الجمهورية بحضور اعضاء المكتبين السياسيين للحزبين .
وتباحث الجانبان "في الاوضاع السياسية والامنية في العراق وسبل تجاوز الظرف الاستثنائي في العراق والعلاقات الثنائية بين الحزبين وسبل تطويرها بغية تأسيس مرحلة جديدة في العلاقات ضمن شبكة وطنية اوسع من العلاقات والتحالفات وتضم جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية خاصة الكيانات الاساسية منها كسبيل لانجاح حكومة الوحدة الوطنية".
كما بحث المجتمعون "المعطيات الموجودة عراقياَ واقليميا ودولياَ الاليات الممكنة لرص الصفوف وتأمين الاطر الضرورية لقيادة البلد في هذا الظرف الحساس بشكل متضامن بين جميع الاطراف وذلك من خلال تأمين المشاركة الفعالة والحقيقية للكيانات والمكونات العراقية في الهيئات القيادية للدولة" . وشدد المجتمعون على "ضرورة تجسيد وتجييش جميع الطاقات داخل اطار جبهوي للقوى المعتدلة التي تعتبر مهمة اخراج العراق من الازمات الحالية مهمة ومسؤولية مشتركة لتلك القوى" كما قال الاتحاد .
وقال مصدر في الاتحاد الوطني الكردستاني "أن الاجتماع كان مثمراَ جداَ لان الجانبين ناقشا جميع الفقرات الموجودة في اجندة الاجتماع بروحية وشفافة وبصراحة تامة". واضاف "أن مسؤولي الحزب الاسلامي رحبوا كثيراَ بهذا الاجتماع وأثنوا على جهود الرئيس طالباني المستمرة لتوحيد صفوف العراقيين واعتبروا هذا الاجتماع مهماَ لانه يأتي في مرحلة حساسة .. فيما اعتبر الهاشمي العمل لانجاز مشروع وطني ناجح امر مهم وضروري .
واضاف أن طالباني اكد في الاجتماع "ضرورة انهاء التخندقات الطائفية والقومية وشدد على تخندق عراقي متجسد في قيادة مشتركة للدولة واعتبر الاوضاع ناضجة لهذا الغرض" مشيرا الى أن الرئيس طالباني أكد لمسؤولي الحزب الاسلامي وحدة موقف التحالف الكردستاني في هذا الصدد.
واوضح أن وفد الاتحاد الوطني الكردستاني أكد أن الجبهة المزمع تشكيلها يمكن أن تبدأ أولاَ بمشاركة الكيانات الاساسية وشدد ايضاَ على دور الجبهة في صون الصلاحيات الدستورية وقال ان الطرفين اتفقا على أن تستمر مثل تلك اللقاءات بين الطرفين لتعزيز العلاقات الثنائية.
وشارك في الاجتماع من جانب الاتحاد الوطني الكردستاني اعضاء المكتب الاساسي برهم صالح وفؤاد معصوم وجلال جوهر ولطيف رشيد وازاد جندياني وفرياد رواندزي .. ومن الحزب الاسلامي العراقي اعضاء المكتب اياد السامرائي واسامة التكريتي وزياد العاني وعلاء مكي وعمر عبدالستار وعبدالكريم السامرائي ورشيد العزاوي وبهاء النقشبندي وعمار وجيه ونصير العاني .
وقال مراقبون سياسيون في بغداد أن طالباني منهمك في الوقت الحاضر بتوحيد مواقف الاطراف الاساسية في العملية السياسية حول ايجاد الاليات المناسبة والمرنة لترسيخ القيادة الجماعية و مشاركة الجميع في صنع القرار السياسي وادارة البلاد ولهذا الهدف عقد مجلس الرئاسة امس الاول اجتماعا مع المالكي بحثت خلاله ورقة عمل حول امكانية مشاركة المجلس لرئيس الحكومة بعض صلاحياته الواسعة .
وكانت قوى سياسية عراقية مشاركة في العملية السياسية قد هاجمت الاسبوع الماضي قوى عراقية قالت انها شكلت جبهة سياسية جديدة تضم قوى شوفينية تعاونت مع نظام الرئيس السابق صدام حسين مؤكدين ان مخابرات اجنبية معادية تقف وراءها . واشارت الى انها تضم "اسماء خونة للشعب الكردي من ايتام صدام" في اشارة على مايبدو انه الاعلان عن تشكيل حزب كردي جديدة تحت اسم "حزب العدالة والحرية" بزعامة وزير الدولة الكردي السابق في عهد صدام ارشد الزيباري . واضافت ان الاجتماع الذي تمخضت عنه الجبهة قد دبرته مخابرات دول اجنبية تمخضت عنه هذه الجبهة المعادية للمسيرة الديمقراطية للشعب العراقي والساعية الى نسف منجزاته الدستورية. وعبرا عن الأسف و الاستغراب الشديدين لقبول قوى وطنية عراقية صديقة الاذعان لمشيئة مخابرات دول اجنبية وعقد الاجتماع واعلان جبهة سياسية تحت اشرافها .
الرئيس العراقي بدأ غدا زيارة رسمية الى الصين
يبدأ طالباني غدا اول زيارة لرئيس عراقي للصين منذ نصف قرن لتوقيع اتفاقيات في التربية والصحة والخارجية بين بغداد وبكين .وعتبر طالباني اول رئيس عراقي يزور الصين منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بين العراق والصين قبل تسعة واربعين عاما . ويقوم طالباني بزيارته هذه التي تستغرق يومان تلبة لدعوة من الرئيس الصينى هو جين تاو لاجراء محادثات مع تاو وكبير المشرعين الصينيين وو بانغ قوه ورئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو على التوالى حول العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك .. سيثمر عن توقيع اتفاقيات حول التعاون بين وزارتى الخارجية والتعاون فى مجالات تشمل التعليم، والصحة.
والى جانب بكين سيزور الرئيس العراقى ايضا مدينة شى آن القديمة جنوب غرب الصين ونانجينغ عاصمة مقاطعة جيانغسو شرق الصين . واعرب طالبانى عن امله فى ان تدعم زيارته التاريخية التبادلات والتعاون بين العراق والصين فى كافة المجالاتبما فيها السياسة والاقتصادوالثقافة وصناعة البترول. وقال لوكالة شينخوا الصينية "باعتبارى صديقا قديما للشعب الصينى، فإننى آمل ان استطيع خلال فترة رئاستى فى القيام بدورى فى تعزيز العلاقات الثنائية وهو الهدف من زيارتى، وكذا امنية كبرى فى حياتى".
واضاف طالبانى ان العراق والصين وكلتاهما تتمتعان بحضارة عريقة تربط بينهما صداقة طويلة وقد قدمت الصين مساعدات كثيرة للعراق فى فترات مختلفة وفى مناسبات مختلفة. واوضح انه منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1958 وبموجب مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة شهد التعاون بين العراق والصين نموا سلسا فى شتى المجالات.
وقال "ان المواطنين العراقيين يشعرون بتأثر بالغ ازاء المحبة والصداقة التى منحها لهم الشعب الصينى، ويشعرون باعجاب بالغ لاسلوب عملهم الايجابى والحكيم"، معربا عن امله فى ان تواصل الصين القيام بدورها الايجابى فى العملية السياسية فى العراق.
ومن المقرر ان يشارك الرئيس العراقي جلال طالباني في ختام زيارته للصين في مؤتمر الاشتراكية الدولية المزمع انعقاده بجنيف في 28 الى 30 من الشهر الحالي . وسيزور الرئيس العراقي يرافقه وفد يضم 10 مسؤولين مدينة جنيف للمشاركة في مؤتمر الاشتراكية الدولية. وقال سركو عثمان نائب مسؤول العلاقات الخارجية للإتحاد الوطني الكوردستاني ان المؤتمر سيتضمن بحث عدة مواضيع منها العراق وسيلقي طالباني كلمة عن اوضاع العراق خلال المؤتمر.