بغداد تتريث قبل إنتهاء التحقيق بفضيحة الميتم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : إنعقد في بغداد اليوم اجتماع وزاري لبحث تداعيات الكشف عن فضيحة تعرض صبية وجدوا عراة لإعتداءات عثر عليهم في ميتم في بغداد، لكن هيئة علماء المسلمين اعتبرت المعاملة بمثابة إبادة إنسانية في حين اتهم مشرفون تربويون رسميون الاعلام بتضخيم معاناة الصبية الاربع والعشرين الذين اثارت قضيتهم الرأي العام الداخلي والخارجي وكشفت عن حالتهم قبل ايام دورية مشتركة للجيشين العراقي والأميركي مقيدين الى اسرتهم وعراة جائعين تغطيهم اوساخهم .
فقد بحث قضية الصبية الذين عثر عليهم في ميتم "الفجر" في ضاحية بغداد الشمالية الغربية اليوم نائب رئيس الوزراء سلام الزوبعي مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمود الشيخ راضي ووزيرة حقوق الانسان وجدان سالم ميخائيل تداعيات العثور على الصبية واوضاعهم، وقال: "نحن بصدد الوقوف على حقيقة الموقف وإنتظار نتائج اللجنة التحقيقية المختصة قبل الشروع بأي عمل تجاه ما أثير". واستمع الزوبعي الى شرح تفصيلي قدمه وزير العمل والشؤون الاجتماعية، اوضح فيه: "ان ما اثير من انباء حول الميتم حمل في طياته الكثير من المبالغة الصحافية، وإن الاطفال ليسوا ايتامًا بل إن لديهم أسر مسؤولة عنهم وقد سلموهم الى الدار نتيجة لإشداد العوق الذي يعانونه". وكان الوزير قال امس في مؤتمر صحافي ان الصبية كانوا عراة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وشدة الحر .
من جانبها قالت وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية إن الميتم حديث المنشأ وقد انفصل عن دار الحنان "ولدينا فريق زاره وكان بحالة جيدة ويحتوي على جميع المسلتزمات" واضافت "اعتقد ان التجاوزات لا تستحق مثل ردة الفعل الحاصلة الان" .
ومن جانبها وصفت هيئة علماء المسلمين السنية المعروفة بمعارضتها للعملية السياسية وللحكومة الناشئة عنها حادثة الميتم بانها "فضيحة من الفضائح التي تنجلي بشكل يومي عن هذه الحكومة البائسة".
وقالت الهيئة في بيان لها " داهمت قوات أميركية محتلة ومعها قوات حكومية قبل أيام مبنى حكوميًا مخصصًا لرعاية الأطفال الأيتام وذوي الحاجات الخاصة من المعاقين في بغداد، وتبين أن هذا المكان هو إلى معتقلات الجادرية وأبي غريب أقرب منه إلى دار للأيتام حيث منع عن الأطفال الغذاء والدواء حتى بلغ الهزال ببعضهم حدًا بدوا فيه على صورة الأطفال الذين يتعرضون لمجاعة في مجاهيل أفريقيا وجردوا من ملابسهم تمامًا وربط بعضهم إلى الأسرة أكثر من شهر وتعرض بعضهم لإعتداء جنسي وامتلأ محل إقامتهم بالقاذورات وما تفرزه بطونهم من فضلات لم تجد يدًا تزيلها عن مكانها وتركوا يلاقون مصيرهم بين أمراض الجرب الجلدي أو المغص المعوي وغير ذلك حتى وجد بعضهم نفسه مضطرًا إلى الهروب".
واضافت: " إن هذه الجريمة المروعة التي يندى لها الجبين بحق أبنائنا الأيتام والمعاقين لتدل بوضوح لا لبس فيه على هشاشة هذه الحكومة ومدى الإجرام الذي يصيب العراقيين في ظلها وأنها ليست من الانتماء الوطني في شيء وأنها لو كانت نابعة من الشعب لأدت مسؤولياتها عنه بصدق، ولحالت دون هذا الواقع الظالم الذي يطال أبناءه ولما سمحت به حتى تقع فضيحتها على أيدي أسيادها في الظلم والطغيان".
واعتبرت الهيئة وضع الصبية بانه "يقع ضمن جرائم الإبادة الإنسانية التي تمارس بحق أبناء الرافدين"... وطالبت الحكومة "بترك مواقعها إن بقي لديها وازع من ضمير أو حس إنساني". ودعت الهيئة "العالم الحر ومنه العالم العربي والإسلامي بما فيه من حكومات ومنظمات إنسانية إلى أخذ دورهم في انتشال العراق وشعبه مما هم فيه من ظلم الاحتلال واستبداد الحكومة التي نصبها".
وعلى العكس من هذا الموقف اتهمت احدى المشرفات في دار للعناية بالاطفال المعوقين ذهنيًا وجسديًا في بغداد وسائل الاعلام بـ "تضخيم" معاناة اطفال عثرت عليهم دورية للجيش العراقي مقيدين الى اسرتهم وعراة جائعين تغطيهم اوساخهم قبل فترة كما قالت وكالة الصحافة الفرنسية .
وقالت انتظار مهدي مديرة قسم المعوقين جسديا في "دار الحنان لشديدي العوق" ان الموظفين في الدار "هربوا من الخوف، لقد ضخمت وسائل الاعلام الموضوع بينما هم اطفال فاقدو الرعاية الاسرية ومتخلفون ومشلولون". واضافت "اذا البستهم ثوبا فسرعان ما يخلعوه".
وقد عثرت دورية عراقية في شمال غرب بغداد قبل عشرة ايام على اطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من الاهمال والجوع الشديد كما تعرض بعضهم لاعتداء جنسي في احدى دور الايتام التابعة لمؤسسة حكومية.
وكانت "دار الحنان" في العطيفية تؤوي المعوقين ذهنيًا وجسديًا من الجنسين لكن المسؤولين نقلوا الذكور الى دار اخرى تم افتتاحها في ايار (مايو) الماضي في حي الفجر بمنطقة الشالجية .
من جهتها قالت مديرة الدار كريمة داود خضير "ليس جميع المستفيدين وهم 24 ذكرًا و76 انثى، ايتامًا فبعضهم يستغني اهلهم عنهم او يتطلق الوالدان فلا يستطيعان تقديم الرعاية لهم".
وفي هذا السياق، قالت سهام حسين والدة احدى المريضات، "لا نستطيع توفير متطلبات ابنتي، واسمها وسن عباس او شراء الحفاضات لها". واضافت "بعد طلاقي من والدها اودعها الدار قبل ان يموت، واقوم بزيارتها مرة في الشهر لكن اشقاءها لا يستطيعون المجيء للاطمئنان عليها بسبب انشغالهم". وعبرت سهام عن اعتقادها بان ابنتها "تلقى العناية اللازمة فهم يطعمونها ويكسونها، كما اكد لي المسؤولون هنا انخفاض عدد نوبات الصرع التي تعاني منها" ابنتها.
وقد لاحظ الصحافيون انه من الصعوبة بإمكانية توجيه سؤال للاطفال لانهم متخلفون عقليًا لدرجة يتعذر معها محاورتهم، فبعضهم كان يضرب وجهه بيده لكن مروة (9 اعوام) ونورة (10 اعوام) اجابتا بالنفي على سؤال حول تعرضهم للضرب. لكن احمد فارس (13 عامًا) اجاب بنعم، فيما اومأت امل (10 اعوام) برأسها ايجابًا لدى سؤالها عن اضطرارهم الى خلع ملابسهم ليلا بسبب انقطاع الكهرباء. وقال الطفل احمد عبدالله (17 عامًا) بصعوبة "هنا افضل من مكاننا السابق" في اشارة الى دار البنين المستحدثة في الشالجية.
وقد بثت شبكة "سي بي اس" الاميركية التلفزيونية تقريرًا مصورًا للأطفال الذين ظهرت عليهم اثار المجاعة والمرض والاهمال مؤكدة أن هول الموقف اثار هلع الجنود الاميركيين والعراقيين المعتادين على رؤية ابشع الصور".
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أصدر أمرًا قبل اسبوع بإعتقال كل موظفي الميتم و"التحقيق معهم وانزال العقوبة بهم" دون توضيح الاسباب. وقال مصدر في الجيش العراقي ان "الاطفال كانوا غير قادرين على الوقوف والحركة بسبب حالة الهزال". ونقلت الشبكة عن ضابط اميركي قوله "باستطاعة تعداد عظام الاطفال بسبب شدة النحول" مؤكدًا ايضًا ان "بعضهم تعرض لاعتداء جنسي".
من جهتها، قالت شيماء سلمان الموظفة في الدار "نتسلم 32 حفاضًا في الاسبوع ونعمل وفق جدولين زمنيين اولهما بين الثامنة صباحًا والثانية بعد الظهر في حين تستمر النوبة الثانية حتى الصباح"، مضيفة "لدينا مرضى من بعض المحافظات".
وقالت المديرة إن بعض الأهالي يهملون اطفالهم تمامًا فغفران الموسوي (13 عامًا) لم يأت ذووها لتسلم جثتها من المستشفى بعد موتها بالسرطان". بدورها اوضحت نضال المعالجة الطبيعية في الدار "يعاني بعض الاطفال امراضا جلدية كالتقرح الناجم عن البقاء فترة طويلة في الفراش فنعطيهم الدواء وان حدثت حالة طارئة فمستشفى الكرخ قريب منا". واضافت ان "كثيرا منهم يعاني شللا دماغيا او التلف في العصب الحركي او الحسي في الدماغ جراء الاصابة بالتهاب السحايا او بحمى شديدة القوة يزور الدار الطبيب خمس مرات في الاسبوع". واوضحت نضال قائلة "كنا بحاجة الى جهاز تقوية عضلات اليد والارجل لكن الجهات المسؤولة اعطتنا دراجة لتخفيض الوزن .. لكن الدار بحاجة الى عاملات خدمة".