أخبار

اليونيفيل جاءت لحماية لبنان وباتت تحتاج لحماية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"حزب الله" وسورية ينفيان علاقتهما
"اليونيفيل" جاءت لحماية لبنان وباتت تحتاج لحماية
الياس يوسف من بيروت:
يستأثر الاعتداء الإرهابي على الوحدة الاسبانية في القوة الدولية المعززة "اليونيفيل" في جنوب لبنان لليوم الثالث على التوالي بالإهتمام السياسي والأمني والإعلامي. وفي موازاة أقصى مراسم التكريم الملوكي الذي أسبغته إسبانيا على جنودها الستة الضحايا، تواصل إخضاع الإعتداء لتحليل أبعاده ومراميه، ولا سيما مع إعلان وزير الدفاع الاسباني خوسيه انطونيو ألونسو الذي تفقد أمس موقع الاعتداء ان السيارة المفخخة من نوع "رينو- رابيد" والتي كانت تحمل لوحتي تسجيل مزورتين ، يدل رقم هيكلها انها استقدمت من خارج لبنان وليست لها أي أوراق في دوائره . ومع رفع درجة الحيطة والحذر في مناطق عمل القوة الدولية وتنديد مجلس الأمن "بأقوى العبارات" في بيان رئاسي " بالهجوم الارهابي" أثيرت تساؤلات في أروقة الأمم المتحدة عن سبب عدم اتخاذ قوة "اليونيفيل" تعزيزات أمنية مشددة منذ ان وردت تقارير تفيد ان معتقلين من" فتح الإسلام" اعترفوا بأنهم كانوا ينوون مهاجمة القوة الدولية. وكان "حزب الله" أبلغ قيادة " اليونيفيل" انه بدأ تجميع المعطيات والمعلومات بطريقته الخاصة من خلال الأشخاص الذين يمتلكون الاستراحات المجاورة لمكان الانفجار والعمال وبعض الناس وشهود العيان، ووعد قيادتي القوة الدولية والجيش اللبناني بأن يضع الخلاصات التي سيصل اليها في عهدتهما . بينما كثف القادة العسكريون في حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذين يمثلون الدول المشاركة في "اليونيفيل" اجتماعاتهم في بروكسل مع بقية الأعضاء في الحلف لمتابعة التقارير الاستخباراتية الواردة اليهم عن تصاعد التهديدات لهذه القوة، وجرت اتصالات مع مسؤولين في دول "معتدلة" في الحلف مع قيادات "حزب الله" في محاولة للتأكد من بقاء الحزب على تعهداته والتزاماته التي كان قدمها بعدم التعرض للقوة الدولية. وفي قراءة "حزب الله" السياسية لانفجار سهل الخيام انه، معطوفا على حوادث أمنية أخرى " يعبر عن نجاح الادارة الاميركية في استخدام فريق السلطة من اجل فتح معركة لحساب الاميركيين ضد تنظيم " القاعدة" من دون توفير المقدمات اللازمة لهذه المعركة ". والخطورة في أداء فريق الغالبية، وفق قيادي في الحزب انه" يغطي على حقيقة ان لبنان تحوّل بسبب السياسة التي يتبعها الى ساحة صراع بين القاعدة والاميركيين، مصرا على الاستمرار في المكابرة العبثية وتوظيف ما يجري في سياق تصفية حساباته مع سورية والمعارضة." ويضيف القيادي ان "لا أحد يستطيع ان يحرضنا على الذهاب نحو أمن خاص او ذاتي في الجنوب، وان الجيش اللبناني وقوة" اليونيفيل" هما المسؤولان عن مناطق انتشارهما والحزب ليس سلطة أمنية موازية، وان الجهاز الأمني التابع ل" حزب الله" يركز على ملاحقة التحركات والشبكات الاسرائيلية ويبذل أقصى الجهد على هذا الصعيد ولكنه ليس جهازا أمنيا داخليا". وفي باريس لاحظ متابعون للتطورات في لبنان أن الكلام المنسوب الى الرئيس السوري بشار الاسد عن "اشتعال مرتقب للمنطقة ما بين قزوين وساحل المتوسط اذا ما أقرت المحكمة الدولية"، طرح في خلفية كلام رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي يزور فرنسا على مرتكبي العمل الارهابي ضد الكتيبة الاسبانية، اذ قال "ان تحريات وتحاليل تجري لمعرفة من قام بهذا العمل، وهناك ربما تصريحات أوحت من وقت إلى آخر تهديدات بالعبث باستقرار لبنان، والنتائج التي قد تترتب على اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي، من تداعيات على الاستقرار في لبنان" . لكن السنيورة تدارك بالقول : "لا نود ان نطلق من الآن أي مواقف، ينبغي ان ننتظر نتائج التحاليل والتحريات، آخذين في الإعتبار كل التصريحات والأفكار التي أطلقت في الأسابيع الماضية". أما في دمشق فللمرة الأولى منذ توسيع الأعمال الارهابية في لبنان واتهام الغرب وقوى الأكثرية النظام السوري بالوقوف وراءها، نقل عن مصدر سوري، لم يكشف عن إسمه، قوله ان التفجير الذي استهدف عناصر القوة الدولية يندرج في السياق نفسه من الأحداث التي يمر بها لبنان "تنفيذا لمشروع اميركي - اسرائيلي يستهدف التخلص من سلاح حزب الله"، وشدد على ان دمشق" لن تساوم على السيد حسن نصرالله"، معتبراً ان "الهدف النهائي من كل ما يجري هو تسليم رأس السيد نصرالله وسلاح حزبه، وسورية لن تفعل ذلك مهما حصل، فالسيد نصرالله زعيم لبناني له صدقية عربية ويحظى باحترام الجميع". ولا يرى حلفاء النظام السوري في لبنان ان لها مصلحة في الإعتداء على القوة الدولية لافتين الى أن علاقة دمشق بمدريد جيدة، وقد سبق لوزير خارجيتها ميغيل أنخل موراتينوس ان قام بزيارة ناجحة لدمشق قبل فترة وتعرض بعد ذلك لتأنيب من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ووزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس. أما القول إن سورية متواطئة مع "القاعدة" من خلال تسهيل مرور عناصرها وأسلحتها عبر الحدود فهو "غير منطقي لأن دمشق تعرف ان الهدف التالي لتنظيم "القاعدة" بعد العراق ولبنان هو الشام، التي لن تكتمل من دونها الامارة الاسلامية المنشودة". ويشار في السياق إلى أن موراتينوس اتصل بنظيره الايراني منوشهر متكي ودعا طهران من خلاله الى تقديم المساعدة في الكشف عن المسؤولين عن مقتل الجنود الاسبان ، في وقت تواصل الحذر بين السكان الجنوبيين في لبنان مما يحمله لهم المستقبل ولسان حال بعضهم : " يبدو أن من جاؤوا لتأمين سلامتنا اصبحوا بحاجة الى من يؤمن لهم سلامتهم ".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف