أخبار خاصة

ذكرى 7/7:البريطانيون يراجعون إستراتيجيتهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بالتزامن مع استلام براون والإعتداءات الجديدة
البريطانيون يراجعون استراتيجيتهم في ذكرى 7/7

خدعة الإسلاموفوبيا

اعتداء غلاسكو ارتجل بدافع اليأس

الإعتداءات الفاشلة: وصول محققة بريطانية إلى أستراليا

أربعة ملايين كاميرا مراقبة في بريطانيا

بريطانيا تبحث تخفيف حالة الاستنفار الامني

القاعدة حذرت البريطانيين قبل ثلاثة أشهر من الإعتداءات

يوم للعبوات المريبة بلندن: اغلاق صالة هيثرو

عادل درويش من لندن،وكالات: في الذكرى الثانية لهجمات 7/7 الإرهابية على لندن، تعيد الأطراف المعنية حساباتها، وتغير من استراتيجيتها، في الاسبوع الذي شهد هجمات جديدة كادت تؤدي بحياة المئات، لولا مزيج من حسن الحظ وسوء تدبير المتآمرين وعدم كفاءتهم.الحكومة البريطانية لم تعد تستخدم تعبير "الحرب على الإرهاب"، وتتعامل وزيرة الداخلية الجديدة، جاكي سميث، مع المقبوض عليهم في هجمات الأسبوع الماضي الفاشلة، على أنهم مجرمون يجمع البوليس الأدلة عن نشاطهم، بدلاً من استخدام تعبير"ارهابيين".

المسلمون البريطانيون، عبر منظماتهم وجمعياتهم، نشروا اعلانات ضخمة في معظم الصحف ينددون بها بالإرهاب ويبتعدون بانفسهم عن المنظمات الارهابية. البوليس ينفي عن نفسه تهمة استهداف ذوي البشرات الغامقة والملامح الآسيوية والشرق أوسطية وإخضاعهم للتفتيش، أمام اتهامات من منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الليبرالية.

في حين تعرضت محلات عدد من المسلمين في مدينة جلاسجو الاسكتلندية للحرق. الصحافيون، امام اتهامات نشطاء المنظمات الإسلامية بتأجيج لهيب الاسلاموفوبيا، والتهويل من الخطر، يجادلون فيما بينهم حول التعبير المناسب لوصف المتطرفين والارهابيين الذين يطلقون على منظماتهم اسماء اسلامية، بأسلوب لا يثير حساسية المسلمين، وفي الوقت نفسه يعكس الواقع.

منظمة القاعدة نفسها وملحقاتها من المنظمات الارهابية، غيرت من استراتيجيتها وبدأت في تجنيد خلايا لا يشك فيها احد كالاطباء في شبكة تمتد من مستشفيات وزارة الصحة البريطانية وحتى استراليا.

اما الساسة، فما زالوا، كعادتهم، يحاولون استغلال كل حادثة ومناسبة لزيادة شعبيتهم والمزايدة على بعضهم البعض في مجلس العموم، بحثًا عن الأصوات الانتخابية والتنافس على عواطف وقلوب الناس للتظاهر بمن هو اكثر حرصًا على السلامة.

براون
رئيس الوزراء الجديد، جوردون براون ، والذي اكتشفت السيارات المفخخة، قبل اقل من 48 ساعة على دخوله رقم 10 داوننج ستريت، ناشد الجميع رفع العلم القومي البريطاني على كل المباني الرسمية معظم الوقت، بدلا من الاكتفاء ب 18 يوما فقط في العام كله، هي ايام المناسبات الرسمية القومية للبلاد. ووضع براون وشخصيات عدة بينها رئيسا بلديتي لندن وباريس، صباح السبت باقات ورد قرب محطة كينغز كروس في العاصمة البريطانية، في احتفال متواضع في الذكرى الثانية لاعتداءات عام 2005 التي اسفرت عن 56 قتيلا.

وظلت مشاركة براون في الاحتفال طي الكتمان حتى اللحظة الاخيرة، علما انها لم تكن مدرجة في البرنامج الرسمي.

ووضع رئيس بلدية لندن كين ليفينغستون ونظيره الباريسي برتران دولانويه الذي يزور لندن لاطلاق دورة سباق فرنسا للدراجات بعد ظهر السبت، باقتي ورد في حديقة تحاذي المحطة.

وتمنت عائلات الضحايا ان يكون هذا الحفل متواضعا من دون الوقوف دقيقة صمت على المستوى الوطني.

الصحافة
اما نحن كصحفيين، فننظر الى كثير من هذه التطورات بنظرة شك وريبة في النوايا وراء التحركات والاخلاص. مسالة الاعلانات في الصحف، وابعاد المسلمين انفسهم عن الهجمات الارهابية، ونشاط المتطرفين، تدعوا للشك. فالمجلس الاسلامي البريطاني، وغيره من المنظمات، المكونة من " زعماء" للمسلمين، لم ينتخبهم احد، بل نصبوا انفسهم متحدثين باسم مسلمي البلاد، اقاموا الدنيا واقعدوها، مثيرين الضجيج الكبير وسيروا المسيرات ووقعوا العرائض حتى ايام مضت احتجاجا على منح الملكة وسام ولقب فارس ( سير) للروائي البريطاني الهندي المولد، سلمان رشدي الذي فاز بجوائز قومية وعالمية عدة على اعماله الروائية.

السير سلمان رشدي والمنظمات الإسلامية
المنظمات الاسلامية غاضبة، واعتبرت التكريم صفعة متعمدة لمسلمي العالم، لان احد كتب السير سلمان رشدي؛ "آيات شيطانية" الصادر عام 1988، فسره كثير من المسلمين، واغلبهم لم يقرأوا الكتاب، على انه اهانة للاسلام والرسول، رغم اجماع النقاد، واكثرهم مسلمون على عكس ذلك.

ولذا يشك الصحفيون في نوايا واهداف منظمات كالمجلس الاسلامي البريطاني، من نشر الاعلانات التي تدين العمليت الارهابية الاخيرة، في صحف امس واليوم.
فمعظم مسلمي بريطانيا، ترتبط ثقافتهم في الراي العام البريطاني بباكستان وشبه القارة الهندية، والموضوع مرتبط بقضايا الهجرة. ومدبرو ومنفذو هجمات يوليو قبل عامين، من اصول باكستانية، لكن هجمات الاسبوع الماضي، دبرها ونفذ احدها شرق اوسطيون من الاردن والسعودية والعراق.

ولذا يشك الصحفيون في ان النشطاء، ومعظمهم باكستانيون، يحاولون استغلال الموقف هنا للتعبير عن الغضب وادانة ماحدث.

لكن منظمة اخرى جديدة، او تجمعا جديدا، اسمهم "المسلمون من اجل السلام" نشرت اعلانات في صحف الامس ( الجمعة) يشيدون برد فعل المستر براون، والحكومة المعتدل، وعدم الذعر والتركيز على انها محاولات اجرامية، ولم يتحدث الوزراء عن صدام ثقافي، او حرب على الارهاب، ولم تسارع الحكومة بالدعوة إلى اصدار قوانين جديدة كما فعلت حكومة توني بلير.

لكن هذا لم يمنع الصحف والمعلقين من التساؤل عن الفائدة العملية من نشاط مجلس الامن القومي الذي يقترح رئيس الوزراء براون انشاءه.

وفي الوقت نفسه ظهرت منظمات جديدة لم يسمع بها احد من قبل، توزع البيانيات على الصحف وتنشر الاعلانات، تدين الارهاب وتنأي بنفسها عنه، ومنها جمعية الجمعية القومية للبريطانيين العرب؛ واتحاد الاطباء البريطانيين المسلمين، واتحاد الاطباء العرب في بريطانيا.

وقد اثارت هذه الاعلانات بدورها امتعاض دعاة الاندماج القومي لكل البريطانيين تحت جنسية واحدة وثقافة واحدة بصرف النظر عن اصولهم العرقية وانتماءاتهم الدينية، حيث ان الجميع من رعايا التاج البريطاني يتمتعون بالحقوقنفسها وعليهم نفس الواجبات ويحميهم القانون نفسه.

المعارضة
زعيم المعارضة المحافظة، دافيد كاميرون، واجه رئيس الوزراء، المستر براون، ووزيرة الداخلية، المدام سميث، في مجلس العموم الاربعاء بالسؤول عن عجز الحكومة عن حظر نشاط حزب التحرير، وهو منظمة اسلامية تدعوا ادبياتها إلى العنف وقتل اليهود والنصارى. الحكومة ردت بعدم عثور البوليس على ما يكفي من الادلة لوقف النشاط. وان كان عدد من اعضاء الحزب، تلقوا، كأفراد، عقوبات تتراوح بين الغرامة والسجن من ستة اشهر الى ثلاثة اعوام، بتهمة "التحريض على القتل" بعد دعوتهم على مواقعهم الالكترونية العراقيين والافغان "إلى اعادة البريطانيين الى بلادهم في النعوش".

الشرطة
البوليس نفسه يتعرض لانتقادات المنظمات الليبرالية ومنظمات وتجمعات المسلمين واتهامه باعتراض سبيل كثير من المسلمين وتفتيشهم لان ملامحهم اسيوية او شرق اوسطية حسب مايسمى Racial Profiling وهو ما نفته مصادر البوليس العادي، وبوليس المواصلات. ولم تستطع المنظمات الاسلامية والليبرالية تقديم الادلة لان البوليس لا يحتفظ بتقارير مفصلة وارقام عن عدد الذين تم اعتراض سبيلهم وتفتيشهم، كعينات عشوائية، في وسائل المواصلات والمطارات، او اصولهم العرقية، لان التقارير تشمل فقط من تم القبض عليهم او اتهامهم، او تدوين بياناتهم؛ ويخشى البوليس ان يؤدي تدوين بيانات الشخص، دون توجيه تهمة محددة له، الى ان يقاضي هذا الشخص البوليس. ولذا تبقى المسألة في اطار تبادل الاتهامات دون ان يقنع اي طرف الرأي العام بصحة موقفه.

إعتراضات سياسية
بقية الساسة بدأو يتبادلون الاتهامات، بعد اكتشاف ان الخلية الجديدة من الاطباء ، وثمانية من اعضائها موقوفون لان، واحدهم طبيب عراقي، بين الحياة والموت في المستشفى التي كان يعمل بها بعد اصابته بحروق بنسبة 90% عقب قيادته سيارة مشتعلة بهدف تفجيرها في صالة الركاب بمطار جلاسجو. سبب الاتهامات ان الخلية كلها من الاطباء، واتهم نواب المعارضة الحكومة بعدم الاستثمار في مجال تعليم الاطباء مما يضطر وزارة الصحة الى استيراد اطباء من العالم الثالث. بينما اتهم ساسة آخرون وكالات الامن والمخابرات، بعدم تطوير اساليبهم وسياستهم لتوقع الخطوات القادمة للقاعدة والمنظمات الارهابية التي بدأت تستخدم اساليب جديدة غير متوقعة كتجنيد الاطباء، بحيث لايشك فيهم احد.

ورد المسؤولون على هذه الاجهزة بان المباحث تراقب أكثر من 2000 مشتبه فيهم على مجار الساعات الا 24، كما انها تمكنت من احباط 32 مؤامرة وعملية ارهابية تدبر في بريطانيا، ونجحت في تقديم اربعة عصابات و14 شخصًا للمحاكمة حتى الان بادلة اودعتهم جميعًا السجن بعد ان ثبتت تهم التآمر للقتل واحداث الاضرار في المحاكم.

رفع الأعلام على المباني العامة
اقتراح رئيس الوزراء براون، ودعوته لرفع الاعلام على المباني العامة والمجالس المحلية تعبيرا عن الوحدة والتضامن القوميتين، اثار السخرية، لان البريطانيين قوم باردو الاعصاب غير عاطفيين لا يعبرون عن مشاعرهم الوطنية عاطفيا بشكل غوغائي مثير، كما هو حال الامريكيين الذين يرفعون اعلامهم على بيوتهم، واصبح الامر مثار إطلاق للنكات اللاذعة من كوميدي المونولوجات.

وكالعادة، يتلقى الصحفيون اللوم من الجميع، من الساسة الذين يريدون اخضاع الصحافة للاجندة السياسة لهم، ومن المسلمين باتهامهم الصحافة بتعمد ربط الارهاب بالمسلمين. وقد اثار عدد من كتاب الاعمدة الجدل بعد أن تساءلوا عن الاسم الذي يرضي الجميع لاطلاقه على الارهابيين؟

فالصحافة حاليًا تستخدم التعبير Islamists والاقرب عربيًا له هو الاسلامويون او الاسلامجية، وهو ما يثير اعتراض المسلمين. لأن المنظمات التي تنتقد وسائل الإعلام تطلق على نفسها اسماء اسلامية، مما يضع الصحافيين في موقف لا يحسدون عليه.

اما النكتة التي يرددها الصحفيون الان حول فشل القاعدة في تنفيذ العمليات الارهابية الاخيرة عبر خلية الاطباء، ان القاعدة لجأت الى المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة، بدلاً من لجوئها للمستشفيات الخاصة التي تقدم خدمة فاخرة ممتازة.

توجيه التهمة الى بلال عبدالله في محاولات التفجير في لندن وغلاسكو

اكدت شرطة سكتلنديارد مساء الجمعة توجيه تهمة "التآمر لتنفيذ تفجيرات" الى بلال عبدالله احد المشتبه بهم الثمانية الذين تم توقيفهم بعد محاولات الاعتداء الفاشلة في لندن وغلاسكو، بناء على توصية النيابة.

واوضحت النيابة ان التهمة تشمل محاولتي التفجير في لندن حيث عثر الجمعة الماضي على سيارتين مفخختين، وحادثة غلاسكو السبت الماضي.وسيعرض عبدالله صباح السبت على محكمة في وسط لندن.

وبلال عبدالله طبيب عراقي في السابعة والعشرين من عمره وكان في سيارة الجيب التي ارتطمت في 30 حزيران/يونيو بمدرج مطار غلاسكو وتم اعتقاله في مكان الحادث ونقل الى مركز الشرطة في بادنغتون غرين في لندن للتحقيق معه.

وقالت مديرة مكافحة الارهاب في النيابة سوزان همنغ ان "الشرطة لا تزال تحتجز اشخاصا اخرين اوقفتهم على صلة بمحاولات التفجير والاعتداء، بانتظار اتخاذ قرار بشأن توجيه التهمة لهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف