أسرار النووي الإيراني باتت مفضوحة في واشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خلف خلف من رام الله: كشف مصدر أميركي كبير لصحيفة يديعوت أن الجنرال الإيراني علي رضا عسكري، الذي اختفى في اسطنبول في شباط من هذا العام - ونشرت تخمينات متعددة بشأن ما حصل له - فر إلى الغرب وهو محتجز لدى الولايات المتحدة، في منشأة استخبارتية حصينة.
وبحسب المصدر الأميركي فأنه خلال التحقيقات العديدة التي أُجريت معه، كشف الجنرال عن سلسلة مواضيع وقضايا تتعلق بأشد أسرار النظام الإيراني حيث كانت له قدرة مباشرة و غير مباشرة للوصول اليها.
وحسب المصدر الأميركي، فأن فرار الجنرال الذي يعتبر أحد رجال الاستخبارات الأكبر والأبرز في إيران منذ الثورة، حصل بعد حملة استخبارتية مركبة نشأت في إطارها علاقة بين الـ سي.آي.ايه والجنرال وفي ختامها ارتبط عسكري برجال استخبارات غربيين في اسطنبول، بل ونجح في أن يُخرج من إيران جزءا من أفراد عائلته الذين يتواجدون معه اليوم في المنشأة المحصنة التي يُحتجز فيها.
وتشير يديعوت الى أن اهم المعلومات التي سلمها الجنرال عسكري تتعلق بالمشروع النووي الإيراني، حيث روى الجنرال بأن هناك مسارا إضافيا، سريا، حتى الآن ليس معروفا لدى الغرب وفي اطاره نجح الإيرانيون في تحقيق تقدما ذي مغزى.
وحسب مصادر صحافية إسرائيلية فأنه حتى الآن كان معروفا أن الإيرانيين يبنون مفاعلين نوويين في بوشهر وفي باراك ويخصبون اليورانيوم في أجهزة طرد مركزية في نتانز. وأضاف الجنرال بأنه بالتوازي مع هذه المسارات تقدم العلماء الإيرانيون في مسار آخر يستند إلى تكنولوجيا قديمة نسبيا لتخصيب اليورانيوم من خلال استخدام أشعة الليزر ولكن مع زيادة تطويرات كيماوية مختلفة تجعل التكنولوجيا أكثر تقدما.
"وفصل الجنرال سلسلة الجهود التي تبذلها إيران كي تخفي هذا المسار عن المفتشين في وكالات الاستخبارات الغربية وذلك فيما لو شوش ضغط دولي أو عملية عسكرية على المسارين المعروفين فسيكون بوسع إيران أن تصل في المسار السري الى أن تبني القنبلة الذرية الشيعية الأولى"، كما تقول يديعوت.
وكان الجنرال عسكري شغل عدة مناصب رفيعة في الحرس الثوري الإيراني. وهذه هي الهيئة المسؤولة عن الحراسة المادية وحراسة المعلومات لمنشآت المشروع النووي الإيراني. ومن هنا تنبع معلوماته العميقة في هذا الشأن. ويذكر أيضا أنه شغل منصب مساعد الرئيس السابق خاتمي وكان عضوا في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وتذكر صحيفة يديعوت أن المعلومات المفصلة التي سلمها عسكري عن المشروع النووي الإيراني، ولا سيما عن المسار السري، تثيرقلقا شديدا في وساط أصحاب القرار في عدة دول غربية وفي أوساط بعض من المنشغلين في الموضوع الإيراني في تلك الدول ممن اطلعوا على المادة الاستخبارية بكاملها.
وأعرب المصدر الأميركي عن التقدير الشديد لجهاز الاستخبارات الإيراني قائلا: "صحيح أننا في نهاية المطاف اكتشفنا المسار السري واخذنا اليوم علما في هذا الموضوع، ولكن ينبغي التصفيق لجهاز الأمن الإيراني الذي نجح مرة أخرى في أن يفاجئنا وتميز مرة أخرى بالذكاء والدهاء الكبيرين وعلى مدى سنوات طويلة أدار عملا سريا دون أن نعرف عنه شيئا".
ويُذكّر الكشف الجديد بعض الشيء كيف نجحت إيران في تضليل أجهزة الأمن الإسرائيلية والأميركية على مدى التسعينيات. وبحسب مصادر صحافية إسرائيلية فانه في العام 2002،و في اللحظة الأخيرة، بعد أن أوشكت إيران على الشروع في عملية تخصيب اليورانيوم، وأجهزة الطرد المركزي التي تلقتها من الباكستان، انكشف هذا المسار وتبين أن العلاقات مع روسيا في أساسها تمويه على الأمر الحقيقي.
والآن حسبما تقول يديعوت يتبين أن الصراع الدولي الجاري خلال السنوات الثلاثة الأخيرة حول موقع أجهزة الطرد المركزي في نتانز، شكل هو الآخر تمويها، جزئيا على الأقل، للمسار السري الذي يتحدث عنه عسكري.
وتعنى محافل استخبارتية غربية بتحليل المعلومات التي سلمها عسكري وبإعادة تقدير الزمن الذي ستستغرقه إيران للوصول إلى القنبلة النووية. ويقول المصدر الأميركي بأن المعلومات التي سلمها عسكري تقف أيضا خلف الأمور التي قالتها وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس يوم الجمعة الماضي لدى إشارتها للخطر الجسيم المحدق من جانب إيران.
ويضيف المصدر الأميركي بان الحاجة إلى التحليل وإضافة المعلومات إلى معلومات العسكري هي التي تقف وراء قرار عدم نشر معلومات أخرى سلمها عن دور ايران في الإرهاب الدولي، بما في ذلك العمليات ضد الولايات المتحدة في لبنان وفي السعودية.