بوش يسرق أفكار بوتين حول الشرق الأوسط
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وفي غضون ذلك طرحت فكرة عقد المؤتمر الدولي لأنه بات من الواضح أن عباس لا يستطيع التغلب على "حماس" بدون خطوات فعلية تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية. وبطبيعة الحال، من الصعب أن يعترض أحد على مبادرة عقد مؤتمر دولي للسلام خاص بالشرق الأوسط، مع الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طرح هذه الفكرة في أبريل عام 2005، حيث كان من المفترض عقد هذا المؤتمر في موسكو برئاسة روسيا. تلخصت الفكرة من وراء تنظيم هذا المحفل في مناقشة الواقع الجديد في المنطقة على أعتاب عملية الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وكذلك مناقشة آفاق التسوية العربية الإسرائيلية الشاملة على أساس مقترحات الجامعة العربية. ورحب العالم العربي بمقترح الرئيس الروسي في حين رفضته إسرائيل، ذلك لأنه وبحسب مبادئ "خارطة الطريق" التي أعدتها اللجنة الرباعية يتم تبني اتفاق خلال المؤتمر المزمع عقده يقضي بإقامة دولة فلسطينية في حدود موقتة مع البدء بمناقشة شروط التسوية النهائية، مما أخاف إسرائيل آنذاك من أن ترغم على تقديم تنازلات لم تكن مستعدة لها. أما الآن فإن دعوة بوش لقيت تأييدا من الجانب الإسرائيلي لانسجامها مع فكرته بشأن الحوار مع عباس. ومما لا شك فيه أن السلطات الإسرائيلية تأسف على عدم تقديم الدعم اللازم لعباس قبل سنتين عند انتخابه رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية. التساؤل المطروح هنا: ما مدى استعداد إسرائيل للاستجابة إلى مطالب عباس وتقديم تنازلات لصالحه؟ مع العلم أن مطالب أنصار عباس و"حماس" الخاصة بعملية السلام مع إسرائيل متشابهة عمليا! لو أن مقترح الرئيس الروسي حول عقد المؤتمر حظي بالاهتمام المطلوب في عام 2005 لما حدث الانقسام المأسوي على الساحة الفلسطينية الآن،
ولو كان الفلسطينيون يثقون آنذاك في قدرة عباسعلى تحقيق السلام لأصبح من المستبعد أن تفوز حركة "حماس" في الانتخابات البرلمانية في عام 2006. وبدون شك إن عقد المؤتمر ولو في وقت متأخر أفضل من عدم عقده بتاتاً، ومع ذلك توجد نقطة مهمة يجب أخذها في الحسبان حيث إنه لا يوجد في خطط الولايات المتحدة ما يدعو الى الوحدة بين "حماس" وأنصار عباس. ولكن هل يمكن أن يكون السلام بين إسرائيل والفلسطينيين واقعيا بدون تحقيق الوفاق داخل المجتمع الفلسطيني؟ ألا تشكل فكرة بوش مجرد محاولة يائسة لإنقاذ سياسته الشرق أوسطية؟ مع العلم بأنه وعد منذ عام 2002 بتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلا أنه وضع رهانه لاحقاً على العراق، وكانت النتيجة فشلا كاملا على كافة الأصعدة. وفي ما يخص موقف موسكو فلقد عرضه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منذ بداية يوليو وهو يتمحور في " تأييد روسيا للأفكار الواقعية التي بوسعها تسوية الامور وفي مقدمتها الوضع الإنساني في قطاع غزة. الى ذلك من الضروري التحرك نحو إعادة اللحمة بين الفلسطينيين التي تعتبر شرطا أساسيا لاستئناف عملية السلام في المنطقة". وكانت هذه المطالب عرضت قبل أن يطرح بوش فكرة عقد المؤتمر ومع ذلك تنسجم معها تماما. وبالمناسبة فإن الوقت لا زال كافياً حتى الخريف وبوسع موسكو المشاركة في تنقيح الفكرة الأميركية على الرغم من الأسف لضياع مبادرتها.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف