صحف: تساؤلات حول دور ساركوزي بالإفراج عن الممرضات

باريس، لندن: رحبت الصحف الفرنسية اليوم الأربعاء بنجاح سيسيليا ساركوزي زوجة رئيس الجمهورية التي شاركت في عملية الإفراج عن الممرضات والطبيب البلغار، لكنها طرحت تساؤلات بشأن هذه "الدبلوماسية العائلية الجديدة غير المسبوقة".

فكتبت صحيفة لوموند في مقال افتتاحي، أن الرئيس نيكولا ساركوزي "يشجع زوجته على أن تختلق دورًا لها. لذلك سيكون من المفيد أن يوضحه"، لافتة إلى أن الأرضية قد مهدت إلى حد كبير قبل الرحلة الاولى للسيدة ساركوزي". واضافت الصحيفة (يسار وسط) "ان زوجة رئيس الدولة لا يمكنها أن تفخر بان لها اي صلة خاصة وسابقة لمهمتها كسيدة اولى لفرنسا مع رئيس الدولة الليبية".

وكتبت صحيفة ليبراسيون (يسارية) بدورها "نعلم أن الدبلوماسيات شبه الرسمية غالبًا ما تكون اكثر فعالية من القنوات الرسمية، ونكتشف في المناسبة دبلوماسية عائلية غير مسبوقة ومخيبة". واوضحت "ان اسلوب ساركوزي يستحق (...) ان نتفحصه من دون انفعال. فمع المجازفة بقلب العادات والشركاء ان استراتيجية المقامرة التي ينتهجها بشكل دائم ربحت مرة اخرى".

واعتبرت صحيفة لومانيتيه (شيوعية) من جهتها ان "في هذا الظرف من المفاوضات الصعبة (...) جازف الرئيس نيكولا ساركوزي بإرسال زوجته سيسيليا للقيام بعرض اعلامي في طرابلس".

اما صحيفة لوفيغارو (يمينية) فرأت "ان الرئيس لعب بطريقة مبتكرة جدًا على آلته الدبلوماسية (...) فأدخل رمزًا أقوى من وزير: +زوجة الرئيس+". واضافت "كتجربة انها ضربة معلم".

وأخيرًا كتبت صحيفة لاكروا الكاثوليكية ان "نيكولا ساركوزي يستحدث ويقلب العادات ويقوم بتشغيل دائرة مقربة جدا منه مع اتخاذ بعض الحرية تجاه الاعراف الدبلوماسية. وذلك ينجح".

الغارديان

وتحت عنوان "أمَّا وقد عادوا إلى وطنهم، فقد تحمل العاملون الطبيون ثماني سنوات من الجحيم"، تنشر الغارديان تحقيقًا مطولاً ترصد فيه لحظات الإفراج ولم شمل السجناء السابقين مع ذويهم وأصدقائهم في بلغاريا وما يتبع هذه الخطوة من انعكاسات على طرابلس الغرب مع أوروبا والعالم.

صورة الحفيدة

تنقل الصحيفة عن إحدى الممرضات المفرج عنهن، وهي سنيزهانا ديميتروفا البالغة من العمر 54 عامًا، قولها إن صورة حفيدتها الصغيرة كانت مصدر المواساة الرئيس لها طوال سنوات السجن الطويلة التي أمضتها في السجون الليبية.

تقول ديميتروفا بعيد وصولها إلى العاصمة البلغارية صوفيا التي انشغلت بالأمس، ومعها كافة المدن البلغارية الأخرى، بنبأ عودة الممرضات: "لقد انتظرت هذه اللحظة طويلاً جدًا".

أمَّا زميلتها كريستيانا فالتشيفا، التي اتُهمت بأنها "قائدة مجموعة مرتبطة بالموساد الإسرائيلي وكانت تسعى لتقويض استقرار ليبيا"، فتقول: "ما زلت لا أستطيع التصديق أنني أقف على التراب البلغاري".

النبأ السار

وتضيف فالتشيفا: "لقد تم إبلاغنا بنبأ الإفراج عنا في تمام الساعة 4 فجرًا، ومن ثم غادرنا السجن الساعة 5:45 لنصعد على متن الطائرة... سأسعى الآن إلى استعادة حياتي السابقة".

ونقرأ في الصحيفة نفسهاأيضًا تقريرًا بعنوان "سوبر-ساركو يهب للإنقاذ"، يتحدث عن اللقاء المرتقب بين الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "الذي يسعى لقطف الثمارالسياسية والاقتصادية والدبلوماسية لدوره في إطلاق سراح الممرضات والطبيب البلغار".

يقول مراسل الصحيفة في باريس، آدم ساغي: "سيرغب الرئيس الفرنسي، الذي يزعم أن له الفضل في نهاية محنة العاملين الطبيين البلغار التي استمرت ثماني سنوات، بتعزيز وضعه الدولي الذي اكتسبه منذ انتخابه رئيسًا لبلاده في شهر مايو/أيَّار الماضي".

صفقة ليبية

ولكن، تضيف الصحيفة، "تنضوي الصفقة على تعليق الحكم الأخلاقي في القضية والتركيز على النتيجة بدل المسؤولية. فكما رأينا في قضية الرهائن البلغار، فإن الأمر ليس بالسهولة التي يبدو عليها".