الفاينانشيال تايمز: كيف خسر البريطانيون البصرة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية تحت عنوان "الهروب من المدينة: كيف خسر البريطانيون البصرة"، موضوع انسحاب الجيش البريطاني من زاوية تحليلية. ويصف الصحفيان ستيفن فيدلر والكس باركر في المقال التحليلي الطويل مسيرة الجيش البريطاني في البصرة منذ الاحتلال عام 2003، ويجريان مقارنة بين الطريقة التي ظهر فيها الجيش البريطاني في فترة ما بعد الاحتلال حيث لم يكن مظهر التسلح هو الطاغي، بعكس الطريقة التي ظهر فيها جنود الجيش الامريكي منذ اليوم الاول لاحتلال العراق.
وتقول الصحيفة ان المشكلة تكمن في ان "بريطانيا كانت الحليف الصغير في تحالف تتزعمه الولايات المتحدة التي فشلت في التخطيط لفترة ما بعد الحرب، الا ان هذا الفشل لا تتحمل نتائجه واشنطن وحدها بل تتحمله بريطانيا ايضا". وتتابع الصحيفة ان "السبب الرئيسي لنجاح بريطانيا في مراحل سابقة بمكافحة حالات التمرد المسلح في عدة مناطق من العالم كان دائما بفضل تحالف القوات البريطانية مع اطراف داخلية قوية، الا ان البريطانيين لم يكن لهم حلفاء داخليين في العراق، وفي عام 2005، حتى شرطة البصرة التي كان من المفترض ان تكون حليفة، بدأ النظر اليها على انها جزء من المشكلة بدل ان تكون جزءا من الحل".
صراع شيعي- شيعي؟
وتناولت الفاينانشيال تايمز مقتل علي الحساني محافظ المثنى في جنوب العراق من زاوية الصراع الشيعي-الشيعي. وقالت الصحيفة ان مقتل الحساني جاء بعد ايام قليلة من مقتل محافظ الديوانية في 11 اغسطس، آب الماضي. وتشير الصحيفة الى ان المحافظين كانا ينتميان الى المجلس الاسلامي الاعلى وهو الحزب السياسي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم.
وتقول الصحيفة ان "هناك مخاوف جدية من ان تكون هاتان الحادثتان تدلان على تفاقم الصراع السياسي الشيعي-الشيعي لوضع اليد اقتصاديا على جنوب العراق الغني بالنفط"
وتستند الصحيفة الى مقابلة اجرتها مع المحلل السياسي جوست هيلترمان من مركز ابحاث "كرايزس غروب" الذي استبعد ان يكون" للمسلحين السنة علاقة بمقتل المحافظين لان المنطقة التي قتلا فيها هي منطقة تعتبر شيعية بالكامل، كما ان الصراع على السلطة امر طبيعي في مناطق تشهد فراغا سياسيا واقتصاديا".
مسألة حياة او موت
ومن بغداد، كتبت صحيفة التايمز عن ابي عبد الله، الذي عمل كمترجم مع القوات البريطانية في البصرة منذ عام 2003، والذي طلب المساعدة من البريطانيين من خلال رسالة الكترونية بعث بها للصحيفة تحت عنوان: "حالة طارئة - مسألة حياة او موت".
وفي هذه الرسالة يقول المترجم ان صهره خطف وكان الخاطفون يتهمونه بالعمل مع "قوات الاحتلال"، وهو لم يعمل مع البريطانيين، ولكنه اشبع ضربا وتعذيبا، واجبرت عائلته على دفع فدية قيمتها 20 الف دولار لاطلاق سراحه.
ويأمل ابو عبد الله بان يسمح له البريطانيون من مغادرة العراق والمجيء الى بريطانيا مع عائلته لان حياته فعلا بخطر، وروى ان احد المسلحين جاء الى الشارع حيث تسكن عائلة ابو عبد الله واعلم احدهم هناك من ان المسلحين سيجدون المترجم وعلى كل الاحوال بامكانهم خطف عائلته بسهولة.