الادعاء يتهم الكيمياوي بقتل معتقلين بمسدسه الشخصي
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الادعاء يتهم "الكيمياوي" بقتل معتقلين بمسدسه الشخصي
أسامة مهدي من لندن: وجه رئيس هية الادعاء العام في المحكمة العراقية الجنائية العليا الاتهام لخمسة عشر متهما من اركان النظام السابق بالمشاركة في ممارسات قمعية ادت الى مقتل مائة الف شخص في مناطق البلاد الشيعية الجنوبية مركزا على دور علي حسن المجيد وزير الدفاع السابق وابن عم الرئيس السابق صدام حسين الذي اكد انه ارتكب مذابح متعمدة وستخدم سلاحه الشخصي في قتل المعتقلين.. وذلك لدى بدء المحكمة جلساتها في بغداد اليوم للنظر في ضلوع عدد من كبار المسؤولين السابقين في قمع انتفاضة الجنوب عام 1991 والمعروفة بالانتفاضة الشعبانية. وقد مثل جميع المتهمين امام المحكمة التي تراسها القاضي محمد الخليفة العريبي الذي قاد محاكمة المتهمين بقضية الانفال الاخيرة حيث ينتظر ان يدلي 90 شخصا من الشهود والضحايا باقوالهم ضد المتهمين بينما تولى رئاسة الادعاء العام عبد الامير الهدو. ومحكمة اليوم هي واحدة من محاكمات عدة ستجري لمسؤولين سابقين لاتهامهم بارتكاب جرائم قتل في محافظات العراق الجنوبية حيث تختص المحكمة التي بدأت اليوم في قضة المنتفضين بمحافظتي البصرة وميسان الجنوبيتين بعد ان قسمت القضايا على مراحل تنظر فيها المحاكم بكل محافظتين على حدة. وستجري محاكمات لاحقة لمتهمين اخرين في القضية نفسها سيحاكون عن مشاركتهم في قمع انتفاضة التي انطلقت في الاول من اذار (مارس) عام 1991 واستمرت حتى العاشر من نيسان (ابريل) الذي تلاه وصادف اندلاعها في شهر شعبان لذلك اطلق عليها "الانتفاضة الشعبانية". ولم يتم نقل المحاكمة تلفزيونيا بشكل مباشر كما تم في المحاكمتين السابقتين الا انه عرضت لقطات منها حيث طلب القاضي الخليفة في بداية جلسة اليوم من المجيد ان يعرف عن نفسه فقال "انا المقاتل علي حسن المجيد". بعد ذلك تقدم الهدو رئيس هيئة الادعاء العام لالقاء مطالعته حيث اتهم المجيد بارتكاب جرائم ضد الانسانية وقتل الاف الشيعة بصورة كنهجية ومنظمة. واشار الى ان مروحيات تابعة للنظام السابق قامت بقصف المدن ومنازل الامنين. واضاف ان المجيد دأب على الحضور الى المعتقلات وقتل المعتقلين بسلاحه الشخصي واعطاء اوامر بقتل اخرين اضافة الى الاشراف على عمليات دفن الضحايا في مقابر جماعية تم العثور عليها بعد اساقاط النظام السابق في اذار (مارس) عام 2003. واشار المدعي العام الى ان الشعب العراقي قد انتفض ضد سياسات صدام الارهابية حيث استخدم القوات المسلحة العراقية لاحتلال الكويت وعين المجيد حاكما عسكريا وارتكب اعمالا محرمة واجبر الكويتيين على الفرار الى البلدان المجاورة. واضاف ان صدام لم يستجب لمطالب الانسحاب من الكويت فهاجمته القوات الاميركية ودمرت جيشه مما اضطره الى الانسحاب بدون اي شروط ووقع اتفاقية وقف اطلاق النار.. وقال الا ان الشعب العراقي انتفض ضد سياسته الارهابية وعصابته. واشار الى ان صدام فقد السيطرة على اغلب محافظات الجنوب وبعد ذلك امر دبابته وقواته البرية المنسحبة من الكويت بالهجوم على البصرة وميسان كما خول المجيد "ازالة اي شيء وقتل اي احد في طريق قواته". واكد ان الممارسات التي قام بها هؤلاء المتهمين واخرون ستتم محاكمتهم لاحقا قد ادت الى مقتل مائة الف عراقي من ابناء المحافظات الجنوبية. والمتهمون الذين بدأت محاكمتهم هم :
..علي حسن المجيد عبد الغفور قائد قوات المنطقة الجنوبية سابقا ومقرها البصرة وعضو مجلس قيادة الثورة المنحل.
.. سلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع سابقا.
.. حسين رشيد محمد التكريتي معاون رئيس اركان الجيش سابقا.
.. عبد الحميد محمود الناصري السكرتير والمستشار الخاص لصدام حسين سابقا.
.. ابراهيم عبد الستار محمد الدهان قائد الفيلق الثاني في البصرة.
.. وليد حميد توفيق الناصري ضابط في الحرس الجمهوري.
.. اياد فتيح خليفة الراوي قائد الحرس الجمهوري.
.. سبعاوي ابراهيم الحسن مدير جهاز المخابرات.
.. عبد الغني عبد الغفور فليح العاني، ضو القيادة القطرية لحزب البعث المنحل مسؤول فرع البصرة سابقا.
.. اياد طه شهاب، امين سر جهاز المخابرات.
.. لطيف حمود السبعاوي، عميد ركن، عضو اللجنة الامنية في البصرة..
.. قيس عبد الرزاق محمد الاعظمي قائد قوات حمورابي التابعة للحرس الجمهوري سابقا.
.. صابر عبد العزيز حسين الدوري مدير الاستخبارات العسكرية.
.. سعدي طعمة عباس الجبوري وزير الدفاع والذي تولى قيادة القوات العسكرية في المنطقة الجنوبية.
.. سفيان ماهر حسن، قائد اللواء المدرع الثاني التابع للحرس الجمهوري سابقا.
ومن المنتظر ان يدلي حوالي 90 شخصا من الشهود والضحايا باقوالهم ضد المتهمين خلال مجريات المحكمة في هذه القضية. وقد اندلعت الانتفاضة لدى انسحاب القوات العراقية من الكويت التي احتلتها صيف العام الذي سبقه واستطاع خلالها المنتفضون في شمال وجنوب العراق من السيطرة على 14 محافظة من مجموع محافظات العراق الثمان عشرة لفترة من الوقت قبل ان تتمكن قوات النظام السابق من القضاء عليها بعد ان سمحت لها القوات الاميركية انذاك باستخدام المروحيات ضد المنتفضين.
وقد تمكن الالاف من المشاركين في انتفاضة الجنوب من الهروب بعدها الى ايران والسعودية على الخصوص التي استضافتهم في معسكرين للايواء احدهما في منطقة الارطاوية الذي خصص للعسكريين الذين تركوا الجيش والاخر في رفحاء للمدنيين وخاصة رجال العشائر الى حين سقوط النظام ربيع عام 2003 وبدء عودتهم الى العراق. وقال مصدر قضائي انه سيتم اسقاط التهم عن من ينفذ فيه حكم الاعدام على خلفية ادانته بقضية الانفال لان المتوفي تسقط عنه التهمة. وكانت محكمة الأنفال قد أصدرت الحكم على خمسة متهمين من متهميها السبعة بعد ان تم اعدام الرئيس الاسبق صدام حسين واسقاط التهمة عنه بقضية الدجيل و تبرئة المتهم طاهر توفيق العاني, وحكمت المحكمة على المتهمين علي حسن المجيد وسلطان هاشم وحسين رشيد بالاعدام وهم من بين المتهمين في قضية انتفاضة 1991 بالاضافة الى اصدار الحكم بحق صابر الدوري بالسجن مدى الحياة وهو ايضا من بين المتهمين في هذه القضية.. وكذلك الحكم بالسجن مدى الحياة على فرحان مطلك الجبوري.
واوضح انه سيتم توزيع القضية على 14 محافظة وتدمج كل محافظتين في محاكمة واحدة بسبب ضخامة عدد المتمهين والمحامين.
وهذه المحاكمة هي الثالثة التي تعقدها المحكمة العراقية العليا بعد محكمتي الدجيل والانفال حيث ستتقصى هذه المحاكمة عدد القتلى الشيعة الذين ابادتهم سلطات النظام السابق بعد انتفاضتهم عام 1991 اثر خروج القوات العراقية من الكويت واندلاع حرب الخليج الثانية حيث سيطر المنتفضون على معظم مناطق الجنوب العراقي. لكن عشرات الالاف منهم قتلوا في مجزرة اعقبت انتفاضتهم في مدن النجف وكربلاء والحلة والبصرة حيث استخدم النظام السابق الدبابات والمروحيات ضدهم.
يذكر ان رموز النظام السابق يحاكمون على اربع عشرة قضية اساسية ثبتتها المحكمة الجنائية العراقية العليا على متهمي النظام السابق وهي بالاضافة الى قضية الدجيل التي تم الحكم على متهميها والانفال التي تنتظر تمييز احكام متهميها فهناك قضية حلبجة واحداث1991 وتصفية الاحزاب الاسلامية وتصفية الاحزاب العلمانية وانتهاكات حقوق الانسان وقتل الشخصيات المستقلة و التهجير والقتل في الاهوار وهدر الثروات الوطنية وإعدام التجار وتصفية عشيرة البارزانيين وتهجير الكرد الفيليين.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف