ساركوزي وكوشنير توازن حساس على الساحة الدولية

كوشنير: إنفتاح كبير على سوريا إذا احترمت سيادة لبنان باريس: بعد ثلاثة اشهر من العمل المشترك، يرغب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير خارجيته برنار كوشنير في ان يكونا متكاملين لكن يبدو ان وزير اخارجية يضطر غالبا الى الاحتجاب او البحث عن موقعه وسط كثافة نشاط رئيس الدولة.وظهر الرئيس اليميني والوزير الذي اختاره من اليسار باسم "الانفتاح" واصبح حرا من اصدقائه الاشتراكيين السابقين، مع طرح الملفات احيانا في انسجام وتارة في تنافس يكاد يكون صريحا.

واقر كوشنير في تصريح لصحيفة "لوباريزيان" الاحد انه "عندما يريد رئيس الجمهورية المنتخب مباشرة من الشعب وبتلك النتيجة ان يهتم بملف، فانه ياخذه" مؤكدا "انا لدي الكثير من الملفات".وستتاح لكل منهما فرصة طرح تطلعاتهما في السياسة الخارجية خلال المؤتمر الخامس عشر لسفراء فرنسا الذي يفتتح الاثنين ليدوم ثلاثة ايام في باريس.واعلن الناطق باسم الرئاسة دافيد مرتينون ان الاجتماع سيكون "فرصة لالقاء خطاب مهم في مجال السياسة الخارجية" هو الاول منذ انتخاب ساركوزي في السادس من ايار/مايو الماضي.

من جانبه ينوي كوشنير في الكلمة التي سيلقيها دعوة السفراء الى "التساؤل" و"التفكير بطريقة مختلفة" في تحرك فرنسا في الخارج، على ما افادت وزارة الخارجية.الا ان التقاليد الفرنسية التي تجعل من السياسة الخارجية "مجالا محصورا" بالرئاسة ستحترم. وقال دبلوماسي ان "الرئيس هو الذي سيحدد الرهانات الكبرى ليتحرك وزير الخارجية في اطارها".لكن يفترض ان يحاول كل من ساركوزي الذي يبذل نشاطا حثيثا لفرض نفسه على الساحة الخارجية وكوشنير "الطبيب الفرنسي" السابق الذي عرف بنشاطه في المجال الانساني الدولي منذ نحو اربعين سنة، اثبات وجوده.

وقال مصدر في وزارة الخارجية ان "للرئيس شخصيته واسلوبه وكذلك وزير الخارجية".ورأى دومينيك مويزي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية "تكاملا بين الرجلين في دارفور وبغداد"، مشيرا بذلك الى نشاط كوشنير حول النزاع بين السودانيين وزيارته الاخيرة الى العراق التي كانت الاولى لمسؤول فرنسي منذ اندلاع الازمة في 2003 .وفي هذين المجالين اعرب ساركوزي عن دعمه لوزيره.

لكن في المقابل قال مويزي "لاحظنا التنافس بشأن ليبيا" في اشارة الى دور باهت خصص لكوشنير في عملية الافراج عن الممرضات والطبيب البلغار الذين كانوا معتقلين في ليبيا في حين خطف ساركوزي وزوجته سيسيليا منه الاضواء.

ورأى برونو تيرتريه من مؤسسة البحث الاستراتيجي ان برنار كوشنير نجح في فرض نفسه في وجه النشاط المفرط لساركوزي بتركيزه على بعض الملفات التي يعرفها جيدا نظرا لنضاله الطويل في المجال الانساني لكن على حساب مواضيع اخرى.

واضاف انه "يعطي الانطباع بانه وزير الازمات والملفات الساخنة" مثل لبنان والعراق ودارفور وكوسوفو. لكن بشان مشكلة الملف النووي الايراني الاساسية "ما زلنا ننتظر ان يعرب عن رأيه" بشكل جوهري "ونتوقع مواقف قوية بشان مناطق مهمة مثل آسيا".

اما بشان التنافس مع ساركوزي الذي يحاول ان يسرق منه الاضواء، فقال تيرتريه "انها مشكلة يمكن ان يتعرض لها لكن لا اكثر ولا اقل من بقية الوزراء. تلك هي طريقة ساركوزي في تسيير الرئاسة وعلى كا حال في الوقت الحالي".