قلق سويدي من أزمة حول رسوم مسيئة للرسول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
استوكهولم: يسود قلق متزايد في السويد ازاء الجدل القائم في الدول الاسلامية وفي السويد نفسها حول نشر رسم كاريكاتوري للنبي محمد في صحيفة سويدية، اعاد الى الاذهان الازمة التي نشبت عام 2005 اثر نشر رسوم مشابهة في صحيفة دنماركية.ونددت ايران وباكستان ومنظمة المؤتمر الاسلامي بشدة هذا الاسبوع بنشر رسم كاريكاتوري في 18 اب/اغسطس في صحيفة "نيريكيس اليهندا" المحلية يصور الرسول مع جسم كلب.وذكرت وكالة الانباء السويدية ان رجال دين افغانا استنكروا هذا "الاستفزاز" في مقالة نشرتها صحيفة كابول تايمز السبت.
ونشرت الصحيفة السويدية الكاريكاتور مصحوبا بمقالة حول الرقابة الذاتية وحرية التعبير والمعتقد.واحرق مسلمون في باكستان الجمعة العلم السويدي ودمية تمثل رئيس الوزراء فريدريك راينفلد، على ما ذكرت وسائل الاعلام السويدية.وتعقب هذه القضية بسنتين ازمة رسوم النبي محمد التي نشرت في ايلول/سبتمبر 2005 في صحيفة "يلاندس بوستن" الدنماركية واثارت موجة احتجاجات وتظاهرات عنيفة عمت العالم الاسلامي طوال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2006 وتسببت بمقاطعة المنتجات الدنماركية.وتم احراق اعلام دنماركية ومهاجمة بعثات دبلوماسية ونهبها.وتكلم رئيس الوزراء السويدي للمرة الاولى الجمعة معلنا موقفا في هذه القضية.
وشدد على اهمية ان تكون السويد "بلدا يمكن فيه للمسلمين والمسيحيين ان يتعايشوا في اجواء من الاحترام المتبادل"، مدافعا في الوقت نفسه عن "حرية التعبير التي ينص عليها دستورنا".وتابع متحدثا لوكالة الانباء السويدية "هذا يعني اننا لا نتخذ قرارا سياسيا بشأن ما تنشره الصحف السويدية".
ولخصت صحيفة "داغنس نيهيتر" النافذة في افتتاحيتها السبت الوضع الحساس الذي تواجهه السويد حاليا اذ "يترتب عليها في آن الدفاع عن مبادئها وابداء انفتاح على الحوار".وذكرت الافتتاحية ان المسلمين الذين احسوا بالاساءة لن ينالوا الاعتذارات التي يطالبون بها.وتظاهر حوالى مئتي مسلم بهدوء الجمعة في مدينة اوريبرو غرب ستوكهولم حيث تصدر صحيفة "نيريكيس اليهندا".
والتقى اولف يوهانسون رئيس تحرير الصحيفة التي لم تكن الوحيدة التي نشرت الرسم، احد المشرفين على التظاهرة بدون ان يقدم له اعتذارات، مكتفيا فحسب بالتعبير عن "اسفه الكبير لكون العديدين احسوا بالاساءة" واكد "لم يكن هذا هدفي".كما لا يعتزم رسام الكاريكاتور التي اثارت القضية لارس فيلكس الاعتذار وقال متحدثا لوكالة "ريتساو" الدنماركية انه "ينبغي ان يكون في الامكان انتقاد الدين، لكنني لست معارضا للاسلام" مشيرا الى انه رسم ايضا "خنزيرة يهودية".وقال انه تلقى تهديدات بالقتل.
وحذرت صحيفة "سفنسكا داغبلاديت" السويدية السبت من ان الوضع "يهدد الان بالتفاقم والخروج عن سيطرة السويد".غير ان البعض اعتبر ان الوضع الحالي يختلف عن الوضع الذي واجهته الدنمارك قبل نحو سنتين.
فالسويد معروفة على خلاف جارتها بانها ارض استقبال للاجئين والمهاجرين وهي القبلة الاولى في اوروبا لطالبي اللجوء العراقيين الذين يشكلون ثاني اكبر جالية اجنبية فيها.ولم تشهد العلاقة بين السلطات والطائفة الاسلامية المتزايدة حتى الان اي خلافات خطرة.
وفي الدنمارك، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "بوليتيكن" توغر زايدنفادن ان خطر "انفجار" القضية ضعيف.