التايمز: الانسحاب البريطاني انتصار لايران وقلق للجوار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: طغى انسحاب الجيش البريطاني من وسط مدينة البصرة الى مطار المدينة على الاخبار الشرق اوسطية في الصحافة البريطانية الصادرة في العاصمة لندن صباح الثلاثاء. ففي صحيفة التايمز، كتب المحرر السياسي ريتشارد بيستون عن الانسحاب البريطاني من وسط البصرة تحت عنوان: انتصار لايران وقلق لجيرانها.
ويقول المحرر ان الميليشيات في البصرة تملك حرية تحرك تسمح لها بتعزيز مواقعها والسيطرة حتى على حركة التجارة غير الشرعية بالنفط المربحة جدا، الا ان بيستون لا يستثني امكانية تناحر الميليشيات فيما بينها.
اما عن ايران، فيقول بيستون انها ستنظر لهذا الانسحاب على انه انتصار كبير لسياستها التي تقضي بتشجيع الميليشيات الشيعية على مواجهة القوات البريطانية والاميركية.
وعن ردة فعل جيران العراق، يقول المحرر ان خطوة الانسحاب البريطاني سوف ينظر اليها على انها انتصار لايران في بلد عربي مهم، ومن شأن ذلك ان يقلق خاصة الكويت المجاورة للبصرة.
"يخسرون الحرب"
من جهتها، نشرت صحيفة الغارديان استطلاعا للرأي اجري في بريطانيا افاد بأن اكثر من ثلثي البريطانيين يعتقدون ان بلادهم تخسر الحرب في العراق، كما اشار 42 بالمئة من الذين سئلوا الى انه على الجيش البريطاني الانسحاب من العراق في اسرع وقت ممكن، فيما يرى 33 بالمئة ان الوجود البريطاني في العراق يجعل الحالة الامنية اسوأ.
و نشرت صحيفة الديلي تلجراف من جهتها على صفحتين صور انسحاب الجيش البريطاني من وسط البصرة وتسليم المهام الى القوات العراقية. الا ان الصحيفة ركزت في عنوانها على الخوف من "سفك الدماء" بعد الانسحاب البريطاني. وتقول الصحيفة ان السكان في البصرة يتخوفون من تصبح المدينة مسرحا للقتال بين مختلف الميليشيات بعد انسحاب القوات البريطانية.
ويقول المراسلون توماس هاردينغ وداميان ماك الروي وعقيل حسين ان سكان البصرة يتخوفون فعلا من تنازع الميليشيات الثلاث الموجودة في البصرة على السلطة اذ بدأت ميليشيا جيش المهدي القول بان لها الفضل في اخراج القوات البريطانية.
صفقة؟
وتقول الصحيفة انه "يبدو ان القوات البريطانية عقدت صفقة مع مقتدى الصدر ليتم الانسحاب بسلام بينما شهد الشهر الاخير استهداف قصر البصرة يوميا بواسطة قذائف الهاون. وفي تحليل لكون كافلن نشرته الصحيفة على صفحة كاملة تقريبا يقول الكاتب ان الجيش البريطاني الذي كان ينظر اليه كمحرر للعراق من قبضة نظام الرئيس السابق صدام حسين اصبح ينظر اليه في العامين الاخيرين على انه جيش احتلال.
ويتابع كاتب المقال انه على الرغم من انسحاب القوات البريطانية من وسط البصرة الى مطار المدينة، فان ذلك لا يعني انسحابا نهائيا، اذ سيتدخل الجيش البريطاني لمساندة القوات العراقية اذا اقتضت الحاجة، ونهاية، فان سياسة الحكومة البريطانية على الامد الطويل تقضي بمساعدة العراق على التحول الى الديمقراطية، وذلك يعني ان الجيش البريطاني سوف يبقى في البصرة لاعوام عدة وليس لاشهر قليلة.
وخصصت صحيفة الاندبندنت صفحتها الاولى للموضوع العراقي في شقيه الاميركي والبريطاني.
ونشرت الصحيفة صورة لبوش مع ما جاء على لسانه بان نجاح العمليات في العراق سيسمح بتخفيض عدد الجنود في العراق، بينما جاء على النصف الثاني من الصفحة صورة كبيرة للمدرعات البريطانية تنسحب من وسط البصرة كتب تحتها: "الجنود البريطانيون يسلمون البصرة للعراقيين: هروب".
مفاوضات
وفي تقريره من البصرة يقول مراسل الصحيفة كيم سينجوبتا ان الحكومتين العراقية والبريطانية كانتا تتفاوضان بشكل مستمر ومكثف من وراء الكواليس مع عدة اطراف شيعية في البصرة من اجل "عزل المتطرفين الشيعة المدعومين من ايران".
ومن نيويورك، كتب ديفيد اوزبورن للاندبندنت عن معاني زيارة بوش الى العراق في هذا الوقت بالذات، ويقول اوزبورن ان "زيارة بوش المفاجئة وصفت في بعض الاوساط الاميركية بأنها محاولة من قبل بوش للتركيز على نجاح ضئيل والمبالغة فيه مع اقتراب موعد المبارزة مع الحزب الديمقراطي في الكونجرس حول الموضوع العراقي ومطالبة الرئيس بوضع جدول زمني للانسحاب من العراق".
وعلقت الغارديان كذلك على الزيارة المفاجئة للرئيس بوش الى محافظة الانبار والتي وصفتها الصحيفة بانها "تذوق لاحد النجاحات النادرة التي حققت على الارض".
وترى مراسلة الجارديان في واشنطن سوزان جولدنبرغ ان "هذه الزيارة التي دامت 6 ساعات تم التحضير لها بجدية كبيرة من اجل القاء الضوء على احد النجاحات النادرة التي حققت في العراق، اذ يقاتل السنة في الانبار الى جانب الجيش الامريكي ضد مسلحي تنظيم القاعدة".