أخبار

مصادر دبلوماسية: زيارة المعلم إلى السعودية مقررة منذ أسبوع

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الرياض ألغتها في اللحظات الأخيرة خشية استغلالها سياسياً
مصادر دبلوماسية: زيارة المعلم إلى السعودية مقررة منذ أسبوع


إيلاف من جدة: ذكرت مصادر دبلوماسية عربية بين الرياض وجدة أن الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر يوم أمس الثلاثاء كان مقرراً لها أن تتم في موعدها، إذ تم التنسيق لها بين البلدين منذ أسبوع تقريباً لتكون المحطة التالية بعد زيارة المسؤول السوري إلى تركيا. إلا أن السعوديين ألغوا هذه الزيارة في اللحظات الأخيرة بسبب خشيتهم استغلالها في أي تحرك سياسي قد يتم على الساحة اللبنانية، خصوصاً في ظل اقتراب الاستحقاق الرئاسي، وذلك لأن الرياض لا تريد القفز على ملفات الخلاف الرئيسية بينها وبين حليفتها السابقة، إلى ملفات أخرى حسب ما يرى محللون سياسيون.

وهناك مسببات أخرى لإلغاء هذه الزيارة رفضت المصادر الإفصاح عنها.

ولم تشأ مصادر رسمية في المملكة العربية السعودية التعليق على نبأ إلغاء الزيارة أو إبداء توضيحات حول مسببات هذا الإلغاء الذي جاء في اللحظة الأخيرة غير أنها قد تعد مؤشراً أكثر وضوحاً حول ما آلت إليه العلاقات بين البلدين بسبب تداعيات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الذي كان يحمل الجنسية السعودية أيضاً.

وفي دمشق نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر إعلامي سوري نفيه نية المعلم زيارة السعودية. ونفى المصدر الإعلامي "ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن زيارة يقوم بها السيد وليد المعلم وزير الخارجية يوم الثلاثاء للمملكة العربية السعودية".

وكان من المقرر أن يحمل المعلم الزائر رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز تتعلق بخصوص الملف اللبناني في ظل اقتراب الاستحقاق الرئاسي، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وشهدت العلاقات بين دمشق والرياض توترًا في الفترة الأخيرة، بعد أن انتقد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في 14 آب/اغسطس السعودية لتغيبها عن الاجتماع الاخير للدول المجاورة للعراق الذي عقد في العاصمة السورية، ووصفه لدور السعودية في المنطقة بأنه "شبه مشلول".

وردت الرياض على كلام الشرع متهمة اياه بالسعي الى الاساءة الى صورة المملكة، وموجهة ايضًا تهمة مبطنة إلى دمشق بالعمل على "نشر الفوضى والقلاقل في المنطقة".

وليس صحيحاً أن إلغاء هذه الزيارة جاء بسبب الظروف الصحية لوزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل كونه لم تمض سوى عدة أسابيع على عملية جراحية أجراها مؤخراً في الرقبة، إذ ظهر الوزير ، الذي يقضي أياماً في جدة، على شاشة التلفزيون الرسمي وهو في كامل لياقته الصحية خلال استقباله أحد مبعوثي الأمم المتحدة، المبعوث الخاص، تيري رود لا رسن.

ويبدو أن الرياض قد أصيبت بالخيبة المتكررة بسبب تعهدات دمشق المتكررة التي لم يتم الوفاء بها، باستثناء انسحابها العسكري من لبنان، بينما يريد الأسد دعماً قوياً من قبل المملكة لإلغاء فكرة وجود محكمة دولية في اغتيال الحريري، الأمر الذي قد يصل إلى سكان القلاع الكبرى في دمشق الشام.

وبسبب ذلك فإنها قد تترك الباب مغلقاً لفترة ليست طويلة أمام أي وساطة بين البلدين على الرغم من أن مصادر متطابقة أشارت إلى أن مصر تعتزم القيام بتحرك يعيد العلاقات بين البلدين إلى نصابها وفرض فترة تهدئة مؤقتة.

وتوقفت الصحف الرسمية في كلا البلدين عن الهجوم ضد بعضهما البعض مما يشير إلى أن ثمة جهوداً تدور خلف الكواليس، دون أن يتفائل مراقبون مطلعون في أن تستمر هذه الحالة.

وفي الرياض نقلت وكالة الصحافة الفرنسية يوم أمس الثلاثاء عن مصدر سعودي رسمي -طلب عدم نشر اسمه- قوله إن زيارة المعلم إلى المملكة التي كانت مقررة اليوم ألغيت، دون إعطاء أي إيضاحات أخرى.

كما نقلت وكالة رويترز عن مصدر سياسي لبناني إشارته إلى أن زيارة المعلم المفترضة جزء من جهود لتهدئة التوتر بين دمشق والرياض.

وكان يفترض أن يكون هذا أول لقاء بين البلدين منذ أن شهدت العلاقات بين البلدين توترا بعد أن انتقد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في 14 أغسطس السعودية لغيابها عن مؤتمر الدول المجاورة للعراق الذي عقد في دمشق ووصف دورها بالمنطقة بأنه "مشلول".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف