أخبار

كوشنير في بيروت يعد سورية بانفتاح فرنسي يدهشها

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الياس يوسف من بيروت: امضى وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بضع ساعات في بيروت أكد خلالها أن "فرنسا ستؤيد رئيسا للجمهورية اللبنانية ينتخب بغالبية قليلة". وتمنى على سورية "الا تتدخل في عملية الانتخاب التي يجب ان تتم بكل صدق وامانة وشفافية واستقلال". وقال: "اذا لم تتدخل وتركت الإنتخاب يحصل كما يجب، فستُدهش دمشق وتفاجأ بانفتاح فرنسا عليها".

وصرح لدى وصوله إلى المطار عند الراب

14 آذار ردت على مبادرة بري: نعم ولكن بلا شروط

زحمة موفدين ولقاءات ومواقف في لبنان وحوله

بري: المبادرة فرصة أخيرة لحل الأزمة اللبنانية

خوجة: لا نملك حق الفصل في الأزمة اللبنانية

كوشنير سيعقد اجتماعات مع كافة القوى اللبنانية الخميس

عة بعد الظهر، آتيا من القاهرة، أنه يجيء " مستطلعا الاجواء السياسية، مستمعا، مصغيا، ولا شيء لدي لاقترحه"، على قوله. وقبل ان يغادر الى باريس، اكد ترحيبه "بالمبادرة الايجابية" لرئيس مجلس النواب نبيه بري والموقف "الايجابي" لقوى 14 آذار/ مارس منها، معلنا جملة مواقف اخرى.

وردا على اسئلة الصحافيين، تمنى للبنانيين "حظا موفقا"، داعيا جميع الافرقاء الى "استكمال مرحلة جديدة من الحوار، والى ان تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها". وشدد على ان "اللبنانيين وحدهم يحلون مشاكلهم، وفرنسا مستعدة دائما للمساعدة". ودعا المسؤولين اللبنانيين الى "التصرف بعقلانية وحكمة".

وفور وصوله، زار كوشنير رئيس مجلس النواب نبيه بري واستمر اللقاء نحو ساعة، وقال بعده كوشنير: "تحدثنا عن الاوضاع في لبنان والانتخابات الرئاسية. واعرف الرئيس بري من عشرات الاعوام، واعرف الجهود التي يقوم بها وكذلك تعلقه بلبنان، واعرف انه يريد ان يعمل وان يمد يده ويناقش، لانه يؤيد وحدة لبنان. وقد حييت ما صرح به والاقتراحات التي تقدم بها عندما كنت لا ازال في فرنسا. لست لبنانيا، وليس لي ان اعطي لبنان واللبنانيين نصائح. لكن فرنسا صديقة لبنان، وانا ايضا صديقه. واعتبر ان هذا كان بمثابة انفتاح. واعتقد انه عندما وافق الرئيس بري على الكف عن المطالبة بحكومة وحدة وطنية، فقد بيّن انه رجل يتمتع بحس سياسي مرهف، وانه رجل دولة".

واضاف: "كنت في مصر، وكنت انتظر بفارغ الصبر جواب قوى 14 آذار/ مارس على مبادرة الرئيس بري ولم يخب ظني . واعتقد انه جواب جيد يذهب في اتجاه المصلحة الوطنية اللبنانية. افهم تماما لا احد يجيب بنعم. في السياسة يجيبون بلا ولكن، او بنعم ولكن. هذه هي الحياة السياسية. وعندما اقرأ في تصريحات قوى 14 آذار انها لم تعد تطالب بنسبة 51 في المئة، وانها تسحب اقتراحها وتطلب سحب اقتراح الثلثين من الجانب الاخر، فاعتبر ان هذا نجاح للبنان وبداية حوار للبنان وللانتخابات".

واختتم قائلا: "سيقول اصدقائي في قوى 14 آذار انهم ليسوا راضين تماما. نعم ولكن يجب ان يستمر هذا الحوار. فالحوار اساسي للبنان. وبكل تواضع اود ان اقول ان هذا الحوار بدأ، وان هذه روح اجتماعات لاسيل سان-كلو التي بدأت تنفتح على لبنان، وكل الافرقاء اللبنانيين باشروا هذا الحوار في سان-كلو ويجب ان يستمر. هذه ليست خسارة ولا ربحا لاحد. وبكل تواضع، وباسم فرنسا ورئيس الجمهورية الفرنسية، (اقول) اود ان استمر في هذا العمل المفيد الذي اقوم به للبنان هذه البلاد التي أحبها"

واجرى محادثات مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، شارك فيها وزير الخارجية بالوكالة طارق متري ووزير الشباب والرياضة احمد فتفت، وعقب اللقاء، عقد كوشنير ومتري مؤتمرا صحافيا مشتركا، ابدى خلاله الوزير الفرنسي "الاستعداد للعودة مرارا لأن فرنسا تريد أن تواكب العملية الانتخابية الحاصلة حاليا". وعبّر عن "سعادة ورضى لأن أصدقائي اللبنانيين قبلوا، على ما أعتقد، أن يبدأ حوار مثمر بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية. وهذا الانتخاب يجب أن يتم في موعده وبحسب الأصول الدستورية، وأن يتم التوصل إلى مرشح توافقي. وأعتقد أن هناك أفقا ما مفتوح اليوم، وأود أن أحيي هذه اللفتة بالانفتاح التي صدرت عن الرئيس بري والتي بينت أنه رجل دولة. وأنا أحيي الجواب الذي قدمته قوى 14 آذار/ مارس(hellip;)".

ووجه "نداء الى الدول المجاورة كي تتحلى بالحكمة. وهي لم تتدخل أو تقم بأي شيء من مدة ما، بعكس ما كان يحصل في الماضي". وتمنى على "كل الأفرقاء والمجموعات اللبنانية الاجتماع للحوار بحسب القواعد والمهل الدستورية، وأن يتم التوصل الى انتخاب مرشح".

سئل اذا كان متفائلا بحصول الاستحقاق الرئاسي وبمستقبل لبنان؟ وهل تنوي قريبا زيارة دمشق مجددا؟ فأجاب: "لم ازر دمشق، لكن من الممكن أن يحصل ذلك إذا كان ضروريا. لقد أرسلنا سفيرا، لكننا لا نذهب يوميا إلى العاصمة السورية. قلنا للقادة السوريين بوضوح أنه إذا تمت الانتخابات اللبنانية بحسب القواعد الدستورية، فكل شيء ممكن، أي من دون اغتيالات أو جرائم أو أعمال عنف. لكن سوريا ليست وحدها في صلب هذه القضية. لقد كنا واضحين جدا. هل أنا متفائل؟ في لبنان يمكن دائما المرء أن يتفاءل. اللبنانيون شعب غريب، يضحكون، يبكون، يتحدثون ويتحاربون ويتصالحون. هذا هو لبنان الذي أحب. لقد قلت في المصعد بعد اجتماعي بالرئيسين بري والسنيورة أنني أعتقد أنه يمكن دائما التوصل الى حل".

وسئل : هل نقل رسالة محددة من الرئيس الفرنسي نيكولاغ ساركوزي إلى الرئيس السنيورة؟ أجاب: آسف، لكن الرئيس ساركوزي أرسلني، والمرسل هو الرسالة. وأعتقد أنه يؤيدني 102 في المئة". وأضاف :"في الواقع جئت لأصغي. هناك الكثير من الناس الذي جاؤوا إلى لبنان وكانوا نذير شؤم. فلماذا لا تستمعون لمرة واحدة أو تتأثرون بشخص يحب هذه البلاد؟".

واطل كوشنير على اللبنانيين في حديث تلفزيوني نقله مباشرة عدد من المحطات التلفزيونية، وحاورته نخبة من الصحافيين من خمس مؤسسات صحافية ، فجدد الترحيب بمبادرة الرئيس بري "الايجابية"، وبرد قوى 14 آذار/ مارس "الايجابي". وتمنى على السياسيين اللبنانيين "التوقف عن توجيه الشتائم الى بعضهم البعض، لان السياسي يتسبب بتوترات كبيرة عندما يوجه شتائم. والتوتر يقتل في هذه البلاد". واذ شدد على استمرار "فرنسا والفريق الديبلوماسي (الفرنسي) وانا في بذل الجهود، وهذا جيد"، قال: "لا اعرف ما النتيجة التي سنصل اليها. لكنني شعرت نوعا ما بان امورا تتحرك، هذا النوع من الحوار الذي قبل به الجميع (...)".

واضاف: "اذا تمكن الجميع، من قبيل المصادفة والسعادة، من الحديث عن اربعة او خمسة مرشحين، فكل شيء سيتم على ما يرام. واذا ما جرت الانتخابات في الاطر الديبلوماسية والتواريخ المحددة بحسب الدستور، فسيكون لبنان اقوى في وقت لاحق. يمكن تغيير الامور في وقت لاحق وبعد هذه المرحلة. لا احبذ حصول الانتخابات بحسب الطوائف والديانات. غير ان لبنان ليس بلادي، وهذا هو الامر الواقع حاليا. اذا اردتم تغيير الامور، فلتجر الانتخابات في الموعد المحدد وستتحسن الامور، وسنرى، ان شاء الله".

وسئل عن الحوار الفرنسي -الايراني حول الازمة اللبنانية وما إذا كان يتم بمعرفة واشنطن، وعن امكان توجه موفده جان كلود كوسران مجددا الى طهران ودمشق، فاجاب: "توجه كوسران الى طهران بطلب مني وبموافقة رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي. نحن لا نأخذ تعليماتنا من واشنطن. ولن نطلب منها ان تعطينا تعليمات. نطلع حلفاءنا عندما يتطلب الامر. سياسة فرنسية مستقلة، ولا تخضع لاحد".

ورأى ان "ايران لعبت دورا ايجابيا في سير التطورات في الاشهر الاخيرة على صعيد الانتخابات الرئاسية اللبنانية. وكان دورها ايجابيا اكثر مما يعتقد بعضهم. واعتقد ان الايرانيين فهموا ذلك. التقيت وزراء ايرانيين واتحدث مع بعضهم عبر الهاتف. اريد ان اكون صريحا وان اقول الحقيقة، ولا اريد ان اكذب. والكذب في لبنان رياضة وطنية. اعتقد ان الايرانيين فهموا انه يجب اجراء الانتخابات بحسب القواعد الدستورية اللبنانية، وانه يجب انتخاب رئيس بين 25 ايلول/ سبتمبر و24 تشرين الثاني/ نوفمبر. واعتقد انهم سمعوا بعض الشيء ما قلته".

وعن الدور السوري في انتخاب رئيس لجمهورية لبنان ، قال : "آمل في الا يكون لسورية دور. لكن دعونا لا نبالغ. فسورية دولة مجاورة، وهناك علاقات قوية جدا (بين لبنان وسورية)، متوترة احيانا، واحيانا انكسرت. قد يكون هناك تأثير، لكن ما اريده وما اتمناه واطلبه، هو الا تتدخل سوريا في العملية الانتخابية التي يجب ان تتم بكل صدق وامانة وشفافية واستقلال. اذا لم تتدخل سورية في هذه الانتخابات، واذا تركتها تجري كما يجب، فستدهش وتفاجأ بانقتاح فرنسا عليها. علاقاتنا ليست كافية. ويمكن ان تتحسن، وتعود طبيعية. وفي هذه الحال، ستبرهن سورية انتماءها وانضمامها الى عملية السلام، وتبين انها لا تريد حل المشاكل بالوسائل العنيفة، بل بالطريقة الديموقراطية. وهذا سيسعدنا كثيرا. هل هذا يعني ان الاستحقاق الرئاسي اللبناني هو المفتاح نحو سورية؟ إنه المفتاح الاول".

ولاحقا، التقى كوشنير المشاركين في حوار لاسيل سان -كلو الذي رعاه في فرنسا ، وذلك في عشاء اقيم في قصر الصنوبر، قبل ان يغادر بيروت عائدا الى باريس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف