براون يدعو إلى التشدد حيال نظام بورما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
النظام العسكري في بورما يهدد بقمع الصحافيين
براون: الظلم لا يمكن ان يستمر في بورما وزيمبابوي
بورنماوث (بريطانيا)، رانغون، بكين: دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الثلاثاء، الإتحاد الأوروبي إلى التشدد في موقفه حيال بورما، مطالبًا السلطات العسكرية في هذا البلد بـ "ضبط النفس" حيال المتظاهرين. ورأى رئيس الوزراء في رسالة موجهة الى الرئاسة البرتغالية للإتحاد الأوروبي، وإلى رؤساء الدول الاعضاء "من الاساسي ان تتحلى سلطات بورما بضبط النفس حيال المتظاهرين وتطلق عملية اصلاح سياسي حقيقي".وتابعت الرسالة "انهم يهددون الآن باللجوء الى القوة ضد المتظاهرين، وهذا مقلق". وكتب براون "سوف ادعم بحزم مبادرة تقوم بها رئاسة (الاتحاد الاوروبي) لتحذير الحكومة البورمية من اننا نراقب سلوكها وان الاتحاد الاوروبي سيفرض عقوبات اوروبية اشد اذا ما قاموا بالخيار السيء". وصدر هذا الموقف في وقت جرت تظاهرة جديدة الثلاثاء في رانغون شارك فيها مئة الف شخص بينهم حوالى ثلاثين الف راهب بوذي، وذلك على الرغم من تحذيرات النظام العسكري.
وتظاهر حوالى مئة الف شخص بينهم 30 الف راهب بوذي سلميا اليوم الثلاثاء في رانغون، على الرغم من تحذيرات النظام العسكري بحسب تقديرات اوردها شهود. وعند الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي (8:00 ت.غ) كان المتظاهرون متجمعين في منطقة سولي. ولم يكن هناك اي قوات امنية منتشرة في الحي الواقع في وسط المدينة.
وافاد شهود في رانغون عن انتشار 11 شاحنة عسكرية تنقل كل منها عشرين جنديا وعنصرا من شرطة مكافحة الشغب عصر الثلاثاء قرب بلدية العاصمة البورمية، بعد تظاهرة جديدة ضد المجلس العسكري الحاكم، بحسب ما افاد شهود. وقال الشهود ان عناصر قوات الامن لم يخرجوا من الشاحنات، فيما كان حوالى 500 شخص يراقبون التطورات بقلق.
وكان قال براون الاثنين، إن القدرة العسكرية لا تكفي لدحر الإرهاب الدولي، مشيراً إلى أهمية العمل مع الولايات المتحدة للعمل معا من أجل عزل التشدد. وتعهد براون، خلال أول كلمة له أمام أنصاره من حزب العمال الحاكم، بالوفاء بالتزامات الحكومة في العراق وأفغانستان، بحسب الأسوشيتد برس. وأوضح أن تحقيق النصر على الإرهاب "يتطلب ما هو أكثر من القوى العسكرية، وسنعمل معاً إلى جانب الحلفاء من أجل عزل التشدد، وسنحقق النصر في حرب العقول والقلوب."
وكان قال براون ان "الظلم لا يمكن ان يستمر الى الابد" في اشارة الى وضع حقوق الانسان في بورما وزيمبابوي.وقال في خطاب القاه لمناسبة مؤتمر حزبه، حزب العمال، في بورنموث (جنوب) "ان حقوق الانسان من بورما الى زيمبابوي عالمية ولا يمكن لاي ظلم ان يستمر الى الابد".
وكانت بريطانيا دعت في وقت سابق السلطات العسكرية في رانغون الى الامتناع عن اي قمع عنيف للتظاهرات الجارية في هذه المستعمرة البريطانية السابقة.وكان براون هدد الخميس بمقاطعة قمة الاتحاد الاوروبي وافريقيا المقبلة في كانون الاول/ديسمبر في لشبونة اذا حضرها رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الممنوع من زيارة اوروبا بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الانسان.
الصين تمارس نفوذًا فعليًا انما محدودًا على بورما
يرى المحللون ان نفوذ بكين على حليفتها بورما اتاح حتى الآن تجنب حصول حملة قمع دامية للحركة الاحتجاجية الجارية حاليا ضد السلطة العسكرية في هذا البلد، غير ان هذا التأثير قد تظهرت حدوده قريبًا. وقال وين مين خبير شؤون بورما في جامعة تشيانغ ماي بتايلاند "من الواضح ان المجلس العسكري يخضع لضغوط صينية لدفعه الى ايجاد تسوية سلمية للازمة". واضاف "اذا لجأ المجلس العسكري الى استخدام العنف، فلن يعود في وسع الصين عندها الدفاع عن بورما في مجلس الامن الدولي".
وكانت الصين، حليفة بورما التي تمدها بالغاز، استخدمت حق الفيتو في كانون الثاني/يناير في مجلس الامن ضد قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان في بورما. ودعت الصين الثلاثاء حكومة بورما الى التعامل "بالطريقة الصحيحة" مع الحركة الاحتجاجية الجارية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيان يو "نامل واننا واثقون بان حكومة بورما وشعبها سيتعاطيان مع الوضع الحالي بالطريقة الصحيحة".
غير ان بعض المحللين يعتبرون ان النفوذ الصيني الذي ازداد مع انغلاق جنرالات بورما المتزايد عن باقي العالم، يصطدم بتصميم بكين على عدم التدخل في شؤون هذا البلد الداخلية، وحرصها على مصالحها التجارية. وقال لي شينيانغ الخبير الاقليمي في جامعة يونان جنوب الصين ملخصا وجهة نظر بكين "ان الضغط على رانغون سيقود الى زعزعة الاستقرار والى مواجهات بين مختلف الفصائل، ومن الافضل بالتالي ان تتقدم بورما ببطء وفق نمطها الخاص في التطور السياسي".
كما ان بورما ليست في وضع شبيه بوضع كوريا الشمالية وهي تحظى بهامش مناورة اوسع بالنسبة للصين. وقال يانغ رضلي قاسم الاستاذ الجامعي في سنغافورة "علينا الا ننسى ان بورما كما هو معروف عنها، هي مجتمع منغلق يعتمد موقف التحدي حيال العالم الخارجي". وتابع "اذا عمدت بورما مجددا الى اعتماد موقف مماثل، فان الصين بكل وزنها لن تكون عندها قادرة على تغيير شيء".
وفي المقابل، يرى بوب برودفوت المحلل في مكتب الاستشارات حول المخاطر السياسية والاقتصادية ومقره في هونغ كونغ ان المقاربة الصينية قد تأتي بنتائج. واوضح ان "الصين غالبا ما انتقدت لرفضها اتخاذ مواقف حازمة، لكننا لمسنا في الماضي كيف ان هذا اتاح لها التأقلم مع اي تغيير في النظام"، مذكرًا بسابقة كمبوديا في السبعينات. فبعد ان ساندت بكين الخمير الحمر، اقامت في نهاية الامر علاقات مع النظام الذي تلى التدخل العسكري الفيتنامي في هذا البلد. ورجح ان يعتمد الصينيون "خطا مشابها لخطهم في كمبوديا حيث امتنعوا بطريقة ما عن اتخاذ موقف".
بورما: بطاقة تعريف
تعتبر بورما، من الدول الاكثر عزلة وفقرًا في العالم، بالرغم من مواردها المهمة ولا سيما بالغاز الطبيعي.
الموقع الجغرافي: يحد بورما غربا بنغلادش والهند وشمالا الصين وشرقا لاوس وتايلاند، وتمتد سواحلها جنوبا على طول 2832 كلم.
المساحة:676552 كلم مربعًا.
السكان: 51 مليون نسمة (ارقام البنك الدولي عام 2006) يتوزعون الى بورميين (68%) وعدة اقليات بينها اقلية شان (9%) في الشرق، واتنية كارن (7% معظمهم مسيحيون) في الجنوب الشرقي، ومون في الجنوب وكاشن في الشمال الشرقي.
متوسط الحياة: 61 عاما (البنك الدولي 2005)
معدل الوفيات بين الاطفال: 105 في الالف للاطفال ما دون الخامسة من العمر، 75 في الالف للاطفال ما فوق الخامسة من العمر (البنك الدولي).
العاصمة: اعلن المجلس العسكري الحاكم مدينة نايبيداو (وسط) عاصمة ادارية جديدة للبلاد، وهي تقع في منطقة محاصرة بالجبال على مسافة حوالى 400 كلم شمال رانغون على طريق ماندلاي.
اللغة الرسمية: البورمية الى جانب لغات محلية كثيرة.
الديانات: البوذية (85%) والمسيحية (4%) والاسلام (4%، من اتنية روهينجيا) والهندوسية والاحيائية (1%).
التاريخ: بعد ثلاث حروب متتالية بين البريطانيين والبورميين (1824-1826، 1852 و1885) ابعد البريطانيون الملك تيباو وضموا بورما التي اصبحت اقليما في امبراطورية الهند (1886). منحوها حكمًا ذاتيًا محدودًا (1937) لكنها خرجت عن سيطرتهم عند الاجتياح الياباني (1942-1945). وفي الرابع من كانون الثاني/يناير 1948، حصلت بورما على استقلالها بعد سنة على اغتيال انونغ سان بطل الاستقلال ووالد اونغ سان سو تشي زعيمة المعارضة الديموقراطية حاليا الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991، وهي حاليا في الاقامة الجبرية.
وتحكم مجالس عسكرية البلاد بيد من حديد منذ 45 عاما (اذار/مارس 1962) وفي اب/اغسطس 1988 تعرضت انتفاضة شعبية طالبت بالديمقراطية وشارك فيها رهبان لحملة قمع عنيفة اسفرت عن سقوط ثلاثة الاف قتيل.
وافق المجلس العسكري على تنظيم انتخابات تشريعية (27 ايار/مايو 1990) فازت فيها الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية بزعامة سو تشي (392 مقعدا من اصل 485) غير ان المجلس العسكري انكر عليها انتصارهها قبل ان يضطر في تشرين الاول/اكتوبر 2000 الى بدء محادثات مباشرة معها بضغط من الامم المتحدة.
وفي السادس من ايار/مايو 2002 اطلق سراح اونغ سان سو تشي لكنها اعيدت بعد فترة الى السجن قبل ان توضع لاحقًا في الاقامة الجبرية. وقد حرمت من الحرية خلال القسم الاكبر من السنوات ال18 الاخيرة.
ويتعرض النظام منذ اكثر من عشر سنوات لعقوبات شديدة تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. ويواجه المجلس العسكري منذ 18 اب/اغسطس 2007 موجة تظاهرات على خلفية تفاقم الازمة المعيشية بعد الزيادة الكبيرة في اسعار المحروقات ووسائل النقل المشترك.
النظام: دكتاتورية عسكرية برئاسة الجنرال ثان شوي رئيس مجلس السلم والتنمية.
الاقتصاد: على الرغم من امتلاك بورما موارد طبيعية من النفط والغاز والذهب والياقوت الاحمر والتيك والنحاس، فان 25% من عائلات البلاد تعيش تحت عتبة الفقر بحسب البنك الدولي. وبورما من كبار منتجي الافيون.
سياحة: +59% بين 2000 و2005 وقدر عدد السياح عام 2004 ب657 الفا.
اجمالي الناتج الداخلي للفرد: 220 دولارا (يونيسف 2003).
الدين الخارجي: 239،7 مليار دولار (البنك الدولي 2004).
القوات المسلحة: 400 الف عنصر.
المعارضة المسلحة: اتحاد كارن الوطني هو الحركة الاتنية الوحيدة التي لم تبرم اتفاق وقف اطلاق نار مع المجلس العسكري.