أخبار

صاروخ عسقلان يسلط الاضواء على أحمد جبريل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الجبهة الشعبية إلى دائرة الضوء من جديد
صاروخ عسقلان يسلط الاضواء على أحمد جبريل


أسامة العيسة من القدس: عادت الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وزعيمها المخضرم احمد جبريل من جديد إلى دائرة الضوء، مع إطلاقها صاروخ على مدينة عسقلان، هو الأقصى مدى من باقي الصواريخ المحلية التي تطلق من قطاع غزة على إسرائيل، حيث وصل مداه إلى 16 كلم. ووفقا لمصادر أمنية إسرائيلية فان هذا الصاروخ هو من نوع كاتيوشا، ومن عيار 122 ملم. بينما ذكرت مصادر فلسطينية بانه من نوع غراد. وهذا الصاروخ هو الثالث الذي يسقط في عسقلان، ولكن مداه الطويل نسبيا، ودخول احمد جبريل على خط إطلاق الصواريخ، قرع اكثر من جرس إنذار في إسرائيل، دون استبعاد ان تحمل اسرائيل دمشق التي يقيم فيها جبريل المسؤولية عما اعتبر تصعيدا جديدا.

واتسم موقف جبريل ومنظمته خلال السنوات الماضية بكثير من الضبابية من العمل المقاوم ضد إسرائيل، ففي حين يمارس نشطاء القيادة العامة، العمل السياسي في مناطق السلطة الفلسطينية، ولهم مكاتب علنية في المدن الفلسطينية، وخاضوا الانتخابات البلدية، فان جبريل يتخذ مواقف سياسية ضد السلطة الفلسطينية وقيادتها.

وما يقلق الإسرائيليين، هو ارتباط جبريل بعدة أحداث ذات طابع عسكري، أكدت ما يحيط حوله من دعاية باعتباره احد أهم خبراء السلاح والمتفجرات في الفصائل الفلسطينية، ويخشون أن يكون الصاروخ الأخير سيدشن مرحلة جديدة في مسيرة الجبهة ضد إسرائيل. ويذكر الإسرائيليون لجبريل، الذي بدا حياته العسكرية في الحيش السوري وزميلا للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، تمكن رجاله من اسر جنودا إسرائيليين، واجبار إسرائيل على إبرام أهم صفقة تبادل أسرى، في منتصف الثمانينات، تم بموجبها إطلاق سراح نحو 1500 أسير فلسطيني، وقبلها تمكن جبريل ومنظمته الصغيرة من إبرام صفقات تبادل اقل أهمية مع إسرائيل.

ويفخر رجال جبريل، بان زعيمهم هو المسؤول عن ما عرف إعلاميا باسم عملية الطائرة الشراعية، حيث تمكنت مجموعة من القيادة العامة من دخول الأراضي الإسرائيلية من لبنان عبر طائرة شراعية وتنفيذ عملية اعتبرت نوعية، وكان لها صدى إعلاميا كبيرا، أما جبريل فاعتبر بان عمليته هي التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية الأولى في الأراضي المحتلة عام 1987.

واعقب جبريل ذلك، بإطلاق سلاحا من نوع آخر كانت الانتفاضة الأولى بأمس الحاجة إليه، وهو إذاعة القدس، التي تخصصت ببث أخبار نشاطات أطفال وشبان الحجارة. وابدى جبريل ورجاله، شجاعة وحسن تدبر في مواجهة توغل إسرائيلي على مواقعهم في منطقة الناعمة في لبنان عام 1989، وتردد أن القيادة العامة تمكنت من اسر جنودا إسرائيليين آنذاك، ولكنها أطلقت سراحهم رضوخا لمطالب دولة إقليمية ترتبط بعلاقات وثيقة مع جبريل، رأت انه ليس من المناسب آنذاك توتير العلاقات مع إسرائيل.

وفي بداية انتفاضة الأقصى، أرسل جبريل كميات كبيرة من الأسلحة إلى غزة، بطريقة سهلة ومبتكرة، عندما قذفت إحدى السفن هذه الأسلحة على شواطئ غزة، دون أن تتمكن إسرائيل من رصدها. ودفع جبريل ثمنا غاليا لموقفه هذا، عندما اغتالت إسرائيل بواسطة عملاء ابنه جهاد في بيروت، وتردد أن أحد هؤلاء العملاء هو من الذين أطلق سراحهم في صفقة تبادل الأسرى التي نفذتها القيادة العامة، ونقل عن جبريل قوله "من أطلقت سراحه قتل ابني". واتهم جبريل، الموساد الإسرائيلي ومخابرات دولة عربية بالمسؤولية عن مقتل ابنه الذي كان يتولى مسؤوليات عسكرية في القيادة العامة، بتفجير سيارته في بيروت.

وبسبب كل هذه المعطيات، فان إطلاق الصاروخ اليوم على عسقلان، أشعل أضواء حمراء كثيرة في مكاتب مسؤولي الأمن الإسرائيلي في تل أبيب.
ودخول القيادة العامة في قلب المواجهة، يأتي وإسرائيل تواصل تصفية حساباتها مع حركة الجهاد الإسلامي التي تتهمها بالمسؤولية عن معظم الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، حيث واصلت إسرائيل عمليات القصف والاغتيال ضد نشطاء الجهاد في القطاع.
وتتهم إسرائيل حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، بغض النظر عن نشاطات الجهاد الإسلامي، ووفقا لإحصاءات إسرائيلية رسمية، فانه بسقوط صاروخ القيادة العامة اليوم على عسقلان، يصل عدد الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه في شهر حزيران (يونيو) الماضي، إلى 428 صاروخا و590 قذيفة هاون.

ومنذ انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في إطار خطة الانفصال أحادية الجانب في منتصف شهر آب (أغسطس) 2005 وحتى سيطرة حماس على القطاع تم إطلاق 1826 صاروخ من القطاع على التجمعات السكنية الإسرائيلية. وبالإضافة إلى صاروخ اليوم، الأطول مدى، أطلق مقاومون فلسطينيون يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2007، من قطاع غزة، صاروخ غراد سقط قرب بلدة نتيفوت التي تبعد 15 كيلومترًا عن الحدود مع قطاع غزة.

واعتبرت المصادر الأمنية الإسرائيلية آنذاك أن سقوط صاروخ الغراد 122 ميلمترًا، وهو صاروخ مدفعية ثقيلة، أنتِج كما يبدو في الاتحاد السوفيتي سابقًا وتم تهريبه إلى قطاع غزة من مصر، شكل سابقة، من ناحية مدى الأهداف التي يستطيع إصابتها والأضرار التي يمكن أن يُلحقها. ووصفت هذه المصادر ذلك الصاروخ، بأنه أحد الأنواع المحسنة لصواريخ الكاتيوشا التي استخدمها حزب الله مؤخرًا لقصف شمال إسرائيل من الأراضي اللبنانية.

وانتقد مسؤولون في السلطة الفلسطينية، استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، واعتبروها بانها مسالة لا جدوى منها، ومضرة للفلسطينيين. وقال الدكتور محمود الهباش، الوزير في حكومة سلام فياض، بان هذا النوع من الصواريخ، ليس له أدنى تأثير آني أو استراتيجي على إسرائيل، وان مطلقي الصواريخ يقدمون، باستمرار إطلاق هذه الصواريخ، مبررا لإسرائيل لتواصل ما وصفها المزيد من الاجتياحات والاعتداءات على الفلسطينيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من الاول
omar abdallah -

من الاول ننتظر من احمد جبريل و جماعته ان يتفرغوا الى مقاتلة اسرئيل وان يتركوا هم والسوريين لبنان بحاله

إلى الأمام
مراقب -

كما عودنا أبا جهاد أحمد جبريل .. وكما عودتنا منظمته، حيث يمتاز بالعمل التقني والنوعي في تاريخ الثورة الفلسطينية، وما الإعلان الأخير إلا عمل واحد من عشرات الأعمال الأخيرة التي كان يتكتم عليها التنظيمإلى الأمام يا رجال ... فالثورة باقية إلى أن تتحرر الأرض كل الأرض ويتحرر إنسانها العربي الفلسطيني ..