الامم المتحدة "ستضطر لوقف مساعداتها" للفلسطينيين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عواصم: قال متحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة الاثنين (الأونروا) ان الوكالة قد تضطر لتعليق عملها ان استمر اغلاق المعابر المؤدية الى غزة.
وأوضح كريس غانيس أنه نتيجة "نقص مادة النيلون التي تصنع منها الأكياس البلاستيكية ونقص الوقود اللازم لتسيير السيارات وتشغيل المولدات، سنوقف يوم الأربعاء أو الخميس برنامج توزيع الأغذية على 860 ألف شخص في غزة إذا لم يتحسن الوضع".
وفي هذه الاثناء، تجري الجامعة العربية محادثات طارئة بشأن الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة، وما أدى اليه من انقطاع الكهرباء عن غزة، واصفة الوضع بأنه "كارثي".
ويبحث مندوبو الدول الأعضاء في الجامعة، الدعوة الى فتح معبر رفح بين غزة ومصر، الذي تصر اسرائيل على ابقائه مغلقا.
وكان الرئيس المصري حسني مبارك اثار موضوع فتح معبر رفح في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود اولمرت.
كما اثار مبارك احتمال أن تقوم مصر بإعادة فتح معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة ومصر والذي تصر إسرائيل حاليا على بقائه مغلقا.
وحثت المفوضية الاوروبية اسرائيل على اعادة امداد غزة بالوقود وفتح المعابر الى القطاع، وقالت مفوضة الشؤون الخارجية في بيان لها ان الحصار سيزيد الوضع سوءا ولن يساعد في منع الهجمات (من القطاع على اسرائيل).
تهديد
وكانت لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية في قطاع غزة قد هددت بفتح معبر رفح "بالقوة" إن لم تقم السلطات المصرية بفتحه فورا والمساهمة بوضع حد للحصار المفروض على القطاع.
وقال أبو مجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في القطاع، إنه يتعين على مصر اتخاذ قرار بهذا الأمر "حتى لا نضطر لفتحه بالقوة، فقد استنفدنا جميع الوسائل الأخرى."
وأضاف المتحدث قائلا: "لا مجال للوقوف مكتوفي الأيدي أمام مقتل نسائنا وأبنائنا."
ومن جهة أخرى طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي بالتدخل من أجل اعادة تزويد قطاع غزة بالوقود بعد أن أدى الحصار الاسرائيلي إلى انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع.
وكان عباس قد دعا اسرائيل أمس إلى انهاء الحصار الذي تفرضه على غزة حسب تصريحات لمستشاره نبيل أبو ردينة.
ودعا خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في دمشق القادة العرب إلى نسيان خلافاتهم ومساعدة غزة.
وقد قضى مئات الآلاف من الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الليلة الماضية في ظلام دامس بعد أن توقفت مولدات الكهرباء بسبب توقف امدادات الوقود من اسرائيل.
ويلقى الفلسطينيون باللوم على اسرائيل بسبب منعها امدادات الوقود من الدخول إلى قطاع غزة، بينما تحاول إسرائيل تبرير قرارها بأنه رد على إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه البلدات الاسرائيلية الجنوبية.
وقال رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية كنعان عبيد إن نحو ثمانمئة ألف فلسطيني باتوا بدون كهرباء، وأن المستشفيات والمصانع تأثرت بالأزمة.
وقال الأطباء في قطاع غزة إنهم يجرون العمليات الجراحية العاجلة فقط.
وقد شهدت مدينة غزة مسيرات حمل المتظاهرون فيها الشموع وطالبوا بالعمل على رفع الحصار عن القطاع.
عباس "لن يعترض"
من جانبه، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الشعب الفلسطيني يعاني الأمرَّين، ونحن لن نعترض على أي خطوة يقوم بها أي شخص في محاولة لرفع الحصار عن شعبنا."
ودعا أبو ردينة جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة الوضع المتأزم في قطاع غزة، كما دعا إسرائيل لاتخاذ خطوات عاجلة لرفع الحصار المفروض على غزة.
إغلاق المعابر
جاءت هذه التطورات بعد ثلاثة أيام من قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، إغلاق المعابر مع غزة بعد تصاعد موجة العنف بين الجيش الإسرائيلي والنشطاء الفلسطينيين المسلحين في القطاع.
وكان باراك قد أمر بإغلاق المعابر المؤدية إلى قطاع غزة يوم الخميس الماضي، قائلا إن هذه الخطوة تستهدف الضغط على المسلحين داخل القطاع ودفعهم إلى وقف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل، وإن هذا القرار سيعاد تقييمه بعد عدة أيام.
لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أريي ميكل، قال إن الوضع ليس بالسوء الذي يصوره الفلسطينيون، مضيفا أن "من مصلحتهم (الفلسطينيين) المبالغة بالأمر".
وقال مسؤولون فلسطينيون إن محطة توليد الكهرباء الرئيسية أُغلقت تماما بعد أن كان القائمون عليها قد أوقفوا مولدين (توربينيين) رئيسيين عن العمل صباح الأحد تمهيدا للتوقف التام عن عملية توليد الطاقة.
وأفادت التقارير الواردة من غزة بأن سكان القطاع أخذوا بالبحث عن وسائل بديلة كالشموع والبطاريات الجافة، وأقبلوا على تخزين المواد الغذائية الأساسية تحسبا لانعكاسات انقطاع الكهرباء وما يمكن أن يجره من عواقب عليهم.
مظاهرات
من جهة أخرى، تظاهر مئات الفلسطينيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية ومخيمات اللاجئين في لبنان احتجاجا على السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، بما فيها إغلاق المعابر وقطع إمدادات الوقود وفرض القيود والحصار.
ففي مدينة غزة، خرجت جموع المتظاهرين إلى الشوارع المظلمة يوم الأحد، وهتفوا بشعارات تندد بالوضع المفروض على القطاع.
وفي لبنان، تظاهر العديد من الفلسطينيين وعبروا عن رفضهم لإغلاق المعابر وقطع إمدادات الوقود عن غزة.
وهتفت حشود المتظاهرين الغاضبين بشعارات منددة بالإجراءات الإسرائيلية وطالبت الدول العربية والمجتمع الدولي باتخاذ خطوات عاجلة لرفع الحصار عن غزة. وردد المتظاهرون في مخيم عين الحلوة للاجئين شعارات وهتافات، جاء فيها: "عار عليكم، فغزة تحت الحصار"، و"الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل."
وقال مشهور عبد الحليم، المتحدث باسم حماس في بيروت، تعليقا على إغلاق معابر غزة: "أليس لديك ما يكفي من الجراح ياشعبنا؟ نريد موقفا مشرفا واحدا منكم يا عرب يستطيع رفع الحصار."
وناشد مصر التدخل لرفع الحصار عن غزة قائلا: "أخوتنا، أخوتنا في مصر، إنكم 80 مليون، وأنتم قادرون على رفع الحصار وإعادة فتح معبر رفح."