الجيش الاسرائيلي لا يرى حلا فوريا للفجوات التي كشفتها حرب لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كيف يقرأون تقرير فينوغراد في لبنان؟
فينوغراد يخرج أولمرت من ذيول تموز سالماً
أسامة العيسة من القدس: لن يتوقف النقاش في اسرائيل، طوال السنوات المقبلة حول تقرير لجنة فينوغراد، التي شكلت لفحص الاخفاق الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية. وبات كل طرف وجه له اللوم في التقرير يحاول ان يسجل موقفا امام الراي العام المحلي والتاريخ. و اثر صدور التقرير اعلن الجيش الاسرائيلي في بيان للناطق بلسانه انه سيرد بعد دراسة التقرير، ولن يتاخر الرد كثيرا.واعرب الجيش بانه يرى في تقرير لجنة فينوغراد وثيقة هامة "ويشعر بأن من واجبه تقييم محتوياته والعمل بموجبها لتصليح أية نواقص. واضاف انه كهيئة خاضعة لرقابة الجمهور المستمرة، يعتبر جيش الدفاع هذا التقرير أداة مهمة لتحديد وتصحيح ما فيه من مشاكل ونواقص". وفي لهجة لا تخلو من الاستعلاء وفي الوقت ذاته تطمينية للجمهور المحلي جاء في البيان "يدرك جيش الدفاع إدراكا تاما مواطن الإخفاق والعبر التي تكشفت في المجالات المختلفة أثناء الحرب اللبنانية الثانية، كما يدرك الانطباع الذي نشأ لدى الرأي العام الإسرائيلي، ولذا فانه في خضم عملية شاملة ومستمرة من التصحيح".
واضاف البيان "لم ينتظر جيش الدفاع حتى صدور التقرير، وفور إنتهاء الحرب، وبأوامر من رئيس الأركان في حينه الجنرال (احتياط) دان حالوتص، بادر إلى القيام بعملية شاملة من تقصي الحقائق التي تمخضت عن قائمة طويلة من العبر والاستنتاجات. ويجب التأكيد على أن هذه القائمة قد ترجمت إلى خطة عمل شاملة تشمل تغييرا رئيسيا".
وعن هذه العملية الاصلاحية فصل البيان "بدأت العملية في عام 2007، الذي أعلن عنه جيش الدفاع "عام تعزيز القوة والاستعداد"، وقد أعطيت الأولوية خلال هذا العام إلى أطر وبنى تحتية عملياتية. تبعا لذلك ونتيجة لحجم التحديات والفجوات التي تم التعرف عليها، من المهم أن نؤكد على عدم وجود حل واحد وفوري لهذه المسائل، وعلى أن معالجتها سيتم عن طريق برنامج متعدد السنوات يوفر حلا شاملا وواسع المنظومة، وفقا للأولويات التي حددها البرنامج".
وقال "في أعقاب الحرب، تم تحديث التصور العملي لجيش الدفاع الإسرائيلي، وأعطيت الأولوية للتدريب المتكامل والعملية القتالية لفروع القوات المسلحة المختلفة، وكذلك تعزيز قدرات جيش الدفاع على المناورة البرية إلى جانب إيضاح القيم القتالية وأسس الروح المعنوية لدى جيش الدفاع الإسرائيلي".
واضاف "لقد جرى فحص خطط وأوامر جيش الدفاع العملية وأعيدت صياغتها طبقا لاحتياجات جيش الدفاع بطريقة واضحة ومهنية، وتتم مراجعة هذه الخطط بصورة مستمرة كما يتم تحديث أهدافها على أساس متعدد السنوات".
وعن ما جرى خلال العام الماضي قال البيان "طبق جيش الدفاع برنامج تدريب لم يسبق له مثيل من حيث نطاقه لسنوات عدة، وكان أحد الدروس المستمدة من الحرب يتعلق بالحاجة إلى تدريب القيادة العليا، ولذا فانه في العام 2007، شاركت الأركان العامة وسلاحا الجو والبحرية والقيادات الأربع (الوسطى، الشمالية، الجنوبية والجبهة الداخلية) في تلك التمرينات".
وإضافة إلى ذلك "جرت تمرينات للتدريب على مستوى الفِرق وعلى مستوى الألوية كذلك (للجنود الدائمي الخدمة والاحتياط)، وعلى صعيد المساندة القتالية، وسلاح الجو والبحرية (للجنود الدائمي الخدمة والاحتياط)، وقد شملت كل تلك التمرينات عناصر متحركة واطلاق النيران الحية، في حين تم تطبيق العبر والاستنتاجات التي تم التوصل اليها أثناء تقصي حقائق الحرب. وتم التأكيد بصورة خاصة على قوات الاحتياط التي تم تعريفها على أنها "عماد قوة" جيش الدفاع الإسرائيلي".
واكد البيان بان الجيش يعمل "وفقا لخطة متعددة السنوات، لإعادة تخزين الذخائر والأسلحة بهدف استبدال الأسلحة التي استخدمها جيش الدفاع أثناء الحرب، وعلاوة على ذلك، تم تدشين خطة خمسية أطلق عليها اسم "ريفر رابدز"، بميزانية إجمالية تبلغ حوالي 2 مليار شيقل، من أجل اكمال وتحسين معدات ومستودعات جيش الدفاع للطوارئ".
اما بالنسبة لتدريب القادة "فقد حدثت ثورة في نظرية الارشاد، كما اتخذ قرار بعدم تعيين ضابط في منصب اذا لم تتوفر في ذلك الضابط التدريبات المهنية المناسبة مع التأكيد على طبيعة هذا التدريب والارشاد المستمر".
واشار البيان الى انه "منذ الحرب، تم تطوير برامج لتدريب القادة (بعضهم من الأسس)، وقد تم تحسينها وتطبيقها هذا العام، بما في ذلك دورة قادة الفرق، ودورة قادة الألوية وتوحيد قيادة استخبارات الجو والبر والبحر وكليات الأركان في هيئة واحدة".
اما بالنسبة للجبهة الداخلية التي بدت مكشوفة خلال الحرب بشكل فاضح ذكر البيان بان قيادة هذه الجبهة خضعت "لعملية طويلة وشاملة في مجال دراسة العبر والتمرين الواسع، وقد طرحت فعالية عملية تعلم قيادة الجبهة الداخلية على المستوى السياسي كما عرضت على لجنة مراقب الدولة".
وذكر البيان "لقد تم دمج وتطبيق العبر التي تم استخلاصها من الحرب في خطة عمل العام 2008 وكذلك في خطة العمل متعددة السنوات"تيفن" التي ظهرت إلى حيز الوجود وتمت المصادقة عليها في أيلول الماضي. وخلال السنة الماضية، تم الانتهاء من القيام بالعديد من التغييرات التنظيمية بهدف تعزيز قدرات الأركان العامة على تفعيل القوة في حين تركز القوات البرية على بناء القوات البرية. وأعيد بناء مديريتين، نائب رئيس الأركان سيشغل منصب رئيس قيادة الجيش وتناط به مسؤولية تفعيل وبناء القوات، اما فرع الطب واللوجستية والمراكز فسوف يتحول الى "قيادة لوجستية" يتم فيها بناء قسم لوجستي".
وبعد هذا السرد لما فعله الجيش بعد الحرب، حاول البيان ان يظهر جانبا اخر فقال "إلى جانب الانتقاد والشعور بخيبة الأمل بعد الحرب، لا بد للمرء أن يتذكر بأن قوات جيش الدفاع أظهرت شجاعة عظيمة في ميدان المعركة، وانه في كل احتكاك بين جنود جيش الدفاع الإسرائيلي والإرهابيين، كانت لقوات جيش الدفاع اليد العليا المهيمنة".
واضاف "أثناء التحقيق في مجريات الحرب، كشف النقاب عن العديد من قصص الشجاعة والجرأة والتي أدت إلى الإنعام بأوسمة مختلفة وميداليات على الجنود والضباط الذين شاركوا فيها. يواصل جيش الدفاع العمل من أجل كسب ثقة الجمهور الإسرائيلي والحفاظ عليها، وإبقاء القادة ذوي الجودة العالية في الخدمة الدائمة وترسيخ قيمة خدمة البلاد في صفوف القوات النظامية والدائمة وكذلك في صفوف قوات الاحتياط".
وفي نهاية البيان، وفيما يشبه استجداء لرضى الجمهور الاسرائيلي قال الناطق بلسان الجيش الدفاع أنه يود ان "يؤكد بأنه ومن أجل القيام بمهامه ومواجهة التحديات المستقبلية، فإن جيش الدفاع بحاجة إلى ثقة ودعم ومساعدة الشعب الإسرائيلي، وكذلك بحاجة الى نقد بناء يكون جيش الدفاع ملزما بدراسته وتطبيقه".
العفو الدولية: "هفوات خطيرة" في تقرير فينوجراد
على صعيد متصل، وجهت منظمة العفو الدولية انتقادات إلى إسرائيل بسبب ما جاء في تقرير فينوغراد. واعتبرت المنظمة المعنية بحقوق الإنسان، أن التقرير يتضمن "هفوات خطيرة". واتهمت العفو الدولية لجنة التحقيق بتجاهل القضايا الهامة، من قبيل تلك التي تعتبرها جرائم حرب ارتكبها الجنود الإسرائيليون.
ووصفت لجنة التحقيق الإسرائيلية حرب صيف 2006 بالفشل الذريع لإسرائيل، وقالت إن القيادة العسكرية الإسرائيلية خاضت حربا دون خطة واضحة. وردت منظمة العفو الدولية بالقول إنه كان على اللجنة أن تبحث في السياسة الحكومية والاستراتيجية العسكرية اللتين فشلتا في التمييز بين من المقاتلين من حزب الله، وبين المدنيين اللبنانيين.
يُذكر أن أكثر من ألف لبناني وحوالي 160 إسرائيليا قتلوا أثناء الحرب.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة مالكوم سمارت: " لقد أهدرت فرصة أخرى للتصدي للسياسات والقرارات التي تؤدي إلى انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الخاص بحقوق الإنسان، التي اقترفتها القوات الإسرائيلية."
وأضاف قائلا: " إن القتل العشوائي للعديد من المدنيين اللبنانيين غير المنخرطين في المعارك، والتدمير المستهتر للأملاك وللبنية التحتية على أوسع نطاق، لم تحظ من قبل اللجنة سوى باهتمام رمزي."
وتنفي إسرائيل أن تكون استهدفت المدنيين اللبنانيين خلال حربها على لبنان، واتهمت حزب الله باللجوء إلى المناطق الآهلة بالسكان، لشن هجمات على المدنيين الإسرائيليين.
وطالبت منظمة العفو الدولية إسرائيل بإنشاء لجنة مستقلة للتحقيق في ممارسات جنودها، وبالعمل على حظر القنابل العنقودية، وبالمساعدة على تطهير المنطقة من آثار هذه القنابل. وتقول المنظمة إن العبوات التي تساقطت من القنابل العنقودية دون أن تنفجر أودت بحياة ما لا يقل عن 40 شخصا من بينهم 27 مدنيا وتسببت في جرح 243 آخرين.
وختمت منظمة العفو الدولية بيانها بدعوة حزب الله اللبناني إلى معاملة الأسيرين الإسرائيليين اللذين كانا ذريعة لشن حرب 2006، معاملة إنسانية، وبعد استهداف المدنيين الإسرائيليين بصواريخه.