الملك عبد الله: سأذهب لأميركا لحوار الأديان

تأكيدًا على ما سبق وإنفردت به "إيلاف" الأسبوع الفائت
الملك عبد الله: "سأذهب إلى أميركا من اجل حوار الأديان"

العاهل السعودي: الحوار أولاً... السياسة ثانيًا
الملك عبد الله يلتقي الرئيس الأميركي الجديد فور انتخابه

إيلاف- لندن:أعلن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز عزمه القيام بزيارة رسمية إلى أميركا الشهر المقبل للمشاركة في النسخة الثالثة من سلسلة حوار الأديان التي أطلقها منتصف العام في مكة، في تأكيد لما سبق وأن نشرته "إيلاف" عن الزيارة خلال تقرير لها من واشنطن الأسبوع الفائت. وقال الملك السعودي خلال لقاء جمعه مع رؤوس ماكينة الإعلام السعودي بدءًا من الوزير، وانتهاء برؤساء تحرير الصحف اليومية أنه عازم على الذهاب إلى أميركا من أجل مؤتمر حوار الأديان مؤكدًا أن ذلك "واجب على كل انسان، ومبينًا انه جاء في وقت ينتقد فيه الاسلام".

وجديرٌ بالذكر أن العاهل السعودي الذي ينظر إليه في الغرب كإصلاحي يملك رؤى انفتاحية تجاه الآخر، قد قدم سلسلة مبادرات مهمة في هذا الجانب، مع أن بلاده كانت دومًا متهمة بتصديرها للتطرف الديني خارج الحدود حسب ما كانت تروج له تيارات يمينية معادية في واشنطن. إلا أنه بسيره في هذه الثلاثية، أي النسخ الثلاث من مؤتمر حوار الأديان،غير عابئ بالدعاوى الأصولية المتطرفة التي تنتقد مثل هذه المبادرات، فإن ذلك يوفر لبلاده رصيدًا سياسيًا في الغرب يمكن له أن يزيل آثار ما خلفته أحداث الحادي عشر من سبتمبر على صورة المملكة، إن لم يكن ذلك قد حدثبالفعل.

ونظرًا لأنه يحكم أهم دولة إسلامية تحوي على أرضها مقدسات تعتبر مهوى أفئدة مليار مسلم، فإن ذلك يجعل من هذه الخطوة قفزة تاريخية بكل المقاييس. ليس ذلك فحسب بل إن كونه يحكم بلدًا طالما عُرف بتصوراته الدينية المحافظة فإن ذلك يعني أن ثمة أشياء كبيرة قد تغيرت في الداخل السعودي، مما جعله أكثر تكيفًا مع التلاقح مع ألوان فكرية أخرى من خارج الطيف، والوطن.

"العالم الآن في حرب اقتصادية خفية"

وفي كلمته لإعلاميي المملكة العربية السعودية، اعرب الملك عبد الله عن قناعته من ان "العالم الآن في حرب خفية .. حرب اقتصادية".وقال الملك عبد الله "أنتم من هذا البلد وإليه ومهما عملتم يطلب منكم المزيد لخدمة دينكم ووطنكم .. أنتم الآن تعرفون ماذا يحصل في العالم كله وأحب أن أقول لكم اني أعتقد أن العالم الآن في حرب خفية حرب اقتصادية". وأضاف "لا بد أن تراعوا هذا كله وان تراعوا مصلحة الدين والوطن لا مصلحة أشخاص لأن الاقتصاد هو أساس كل شيء".

وأشار خادم الحرمين الشريفين الى استقباله في وقت سابق اليوم وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مبديًا سروره لاستجابتهم للدعوة وعقد اجتماع طارئ. وأكد أن الخليج يسير للأمام ولكنه هدف كما أن "بلادكم هدف لزعزعة هذه النعمة التي تفضل بها الرب عليكم ولا لأحد فيها كرم الا للرب عز وجل" داعيًا الى تقدير واحترام هذه النعمة والمحافظة عليها "بلا تهور وبلا وطنية مزعومة وبلا ظهور غير نافع".

وشدد الملك عبدالله على ان "الوطن فوق كل شيء" مشيرًا الى وجود أخطاء مثل تقرير أورد أن مليونين من السعوديين من الممكن أن يصابون بفشل الكلى "معتبرًا ذلك تشويه يستدعي التنبيه لتصحيحه".
وطالب الملك عبد الله مسؤولي الصحف بالتوجه لخدمة دينهم ووطنهم وتصحيح الأخطاء. واضاف "أنا منكم واليكم لكن تهمني مصلحة ديني ووطني فوق كل شيء وهذه لا أساوم فيها ولا أنظر فيها ولا في الحلم".

وقال العاهل السعودي "والآن جاء دور الاقتصاد وجاء دور الكلمة الطيبة وجاء دور الموقف الوفي" مطالبًا مسؤولي وسائل الاعلام والصحف بازالة الأفكار السيئة التي تأتي من أعداء وهي الشك والخوف والريبة.

خادم الحرمين الشريفين يستقبل وزير الاعلام ورؤساء تحرير الصحف والمجلات

إيداع 10 مليارات ريال في حساب بنك التسليف

هذا وأصدر العاهل السعودي توجيهًا بإيداع مبلغ 10 مليارات ريال في حساب البنك السعودي للتسليف والادخار، وذلك لتمكين البنك من تلبية احتياجات المواطنين المؤهلين للاقتراض من البنك وسيخصص هذا المبلغ بالإضافة لموارد البنك الحالية للقروض الاجتماعية المتمثلة بقروض الزواج وترميم المنازل وقروض الأسرة.

أوضح ذلك وزير المال الدكتور إبراهيم العساف، مشيرًا إلى أن هذه المكرمة الملكية الكريمة تأتي امتدادًا لما صدر عنه من قرارات وتوجيهات تهدف لتلمس احتياجات المواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود حيث سيستفيد من هذا المبلغ مئات الآلاف من الأسر المحتاجة.

الجدير بالذكر أنه يشترط للتأهيل للقروض الاجتماعية ألا يتجاوز دخل المقترض الشهري 7 آلاف ريال علمًا أن أكثر من 90 في المئة من المتقدمين لا يتجاوز دخلهم الشهري 3500 ريال ويتراوح حجم هذه القروض ما بين 5 آلآف ريال و 45 ألف ريال .

وقد بلغت نسبة التسديد للقروض الاجتماعية 98.75 في المئة كما بلغ عدد القروض الاجتماعية التي منحها البنك للتسعة أشهر الأولى من هذا العام حوالي 180 ألف قرض بمبلغ إجمالي بلغ أكثر من 4.3 مليار ريال.