أخبار

معركة نجامينا بدأت وإشتباكات قرب القصر الجمهوري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نجامينا، باريس: بدأت صباح السبت معركة نجامينا بين الجيش التشادي وتحالف متمردين مناهض للرئيس إدريس ديبي قطع البلاد من الشرق إلى الغرب في غضون أسبوع إنطلاقا من السودان، مع معارك بالأسلحة الثقيلة وإطلاق نار عند مشارف القصر الجمهوري في العاصمة. وافادت مصادر عسكرية ان معارك بين القوات الحكومية والمتمردين التشاديين تدور صباح السبت عند مشارف مقر رئاسة الجمهورية في نجامينا. واكد مسؤولون في الاجهزة الامنية في منظمات دولية تعمل في تشاد هذه المعلومات. ولا يعرف مكان تواجد الرئيس ادريس ديبي.

وبدأت المواجهات بعيد الساعة الثامنة (الساعة السابعة ت.غ.) على بعد عشرين كيلومترا تقريبا شمال المدينة. وافاد مراسل في وسط نجامينا ان اطلاق نار من اسلحة ثقيلة كان متفرقا في البداية وصار اكثر كثافة وانتظاما كان يسمع في وسط العاصمة. وقال مصدر عسكري ان "المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين اندلعت على مسافة عشرين كلم شمال نجامينا" مضيفا ان قوات المعسكرين "متكافئة نوعا ما". واكد اباكار توليمي احد القادة المتمردين في اتصال هاتفي اجري معه عبر الاقمار الصناعية ان "المعارك تدور عند مدخل المدينة الشمالي" مضيفا ان الرئيس التشادي ادريس "ديبي وقواته يتفككون. سيسقط اليوم (السبت) بالتأكيد".

وبعد هذا الاتصال قرابة الساعة التاسعة سمع تبادل كثيف لاطلاق النار بالاسلحة الرشاشة على مسافة اقرب من وسط المدينة. وكان مصدر النيران جنوب العاصمة وشرقها. وافاد عدة شهود ان عناصر من المتمردين شوهدوا داخل المدينة ولا سيما قرب الجمعية الوطنية والمطار. ومنذ الاثنين اجتازت قافلة من المتمردين تضم حوالى 300 شحنة صغيرة يمكن لكل واحدة ان تقل عشرة الى 15 عنصرا تشاد عابرة مسافة 800 كلم من السودان حيث اقام المتردون قواعدهم. ولم تلق القافلة خلال تقدمها اي مقاومة حتى يوم الجمعة قرب بلدة مساغيت على بعد 50 كيلومترا على خط مستقيم شمال شرق العاصمة حيث حاول الجيش التشادي صد المتمردين من دون التوصل الى السيطرة عليها رغم وقوع معارك ضارية.

وكان الرئيس ادريس ديبي الزعيم العسكري الذي وصل الى الحكم بقوة السلاح انطلاقا من السودان كذلك في العام 1990 عندما اطاح بالرئيس حسين حبري، على خط الجبهة بعد ظهر الجمعة لكنه عاد الى نجامينا عندما فشلت قواته في فرض نفسها امام المتمردين على ما قالت مصادر عسكرية. وامضى الليل في القصر الرئاسي في نجامينا على ما افادت مصادر مقربة من الرئاسة. ولم يتوافر اي تأكيد من مصدر مستقل لهذا النبأ.

وفي العاصمة لزم السكان الذين ينتظرون مواجهة كبيرة منذ ثلاثة ايام، منازلهم. ومنذ الجمعة نشر الجيش الوطني التشادي تعزيزات لضمان امن النقاط الرئيسية في العاصمة. وقد انتشر عسكريون مدججون بالسلاح عند مفارق الطرق الرئيسية وتمركزت دبابات قرب الرئاسة والمقار الاستراتيجية.

وتتزامن معركة نجامينا مع بدء نشر قوة اوروبية في شرق تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى. ويفترض ان يقوم 3700 جندي في هذه القوة بينهم 2100 فرنسي بحلول نهاية ايار/مايو، بحماية لاجئي دارفور (غرب السودان) فضلا عن النازحين التشاديين ومن جمهورية افريقيا الوسطى اي ما مجموعه 450 الف شخص. ويفيد عدة خبراء فضلا عن السلطات التشادية ان السودان عراب المتمردين التشاديين حثهم على المهاجمة للتشويش على انتشار هذه القوة.

باريس تدعو رعاياها في نجامينا الى لزوم منازلهم

الى ذلك دعت السلطات الفرنسية السبت رعاياها المقيمين في نجامينا الى "لزوم منازلهم وعدم الخروج" بسبب المعارك، حسبما افادت وزارة الخارجية الفرنسية. وجاء في رسالة بثتها السفارة الفرنسية محليا ووزارة الخارجية في باريس "نظرا الى المعارك الجارية في نجامينا" يطلب من الرعايا الفرنسيين "الاحتماء في منازلهم وعدم الخروج". وتابعت الرسالة "ننصحهم بقوة في الوقت الحاضر الا يحاولوا التوجه الى احد نقاط تجمع الجالية الفرنسية او القيام باي تنقل اخر". وكان الفرنسيون المقيمون في العاصمة التشادية بدأوا بموجب تعليمات سابقة التجمع في ثلاثة مواقع من المدينة استعدادا لاجلائهم في حال صدور طلب من السفارة الفرنسية. ويقيم نحو 1500 فرنسي في تشاد بينهم 85% في نجامينا.

تعثر وصول قوات الاتحاد الأوروبي

وأرسلت فرنسا 150 جنديا إضافيا لحماية مواطنينها المقيمين في تشاد، وناقش الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ومسؤوولون كبار التطورات في تشاد. وأجل الاتحاد الأوربي نقل الدفعة الأولى من جنوده إلى تشاد والتي كان من المقرر نشرها هناك بسبب الاشتباكات الدائرة بين القوات الحكومية وقوات المتمردين. وقال دان هارفي وهو ناطق باسم عملية "القائد" إن " حالة عدم الاستقرار حول نجامينا اضطرتنا لتأجيل الرحلتين الجويتين المخصصتين لنقل أفراد من القوة التابعة للاتحاد الأوربي". وأضاف هارفي أنه كان مقررا أن تهبط الطائرتان في تشاد الخميس ليلا والجمعة صباحا وعلى متنهما أكثر من 100 جندي من النمسا وإيرلندا. ومن المنتظر أن توفر القوة التابعة للاتحاد الأوربي والبالغ قوامها 3700 فرد حماية للاجئين من دارفور والأشخاص الذين شردوا جراء الاقتتال الداخلي. ويُشار إلى أن السلطات التشادية شددت إجراءاتها الأمنية في نجامينا.

تشاد في اطار

يرأس تشاد منذ نهاية العام 1990 ادريس ديبي احد زعماء الحرب السابقين الذي انتخب مرتين في 1996 و2001. وهددت عدة هجمات للمتردين نظامه في السابق.

- الوضع الجغرافي: تشاد بلد لا منفذ له على البحر (1284000 كلم مربع) ويتكون من منطقة الساحل في الجنوب ومن صحراء شاسعة في الشمال ويقع بين ليبيا والسودان وافريقيا الوسطى والكاميرون ونيجيريا والنيجر.

- عدد السكان عشرة ملايين نسمة عام 2006 (المصدر: البنك الدولي).
- العاصمة: نجامينا.
- اللغات: الفرنسية والعربية (رسميتان).
- الاديان: المسلمون (53%) المسيحيون (نحو 30%) الارواحيون (نحو 20%).

- تاريخ/نظام: مستعمرة فرنسية سابقا استقلت تشاد عام 1960 برئاسة فرانسوا تومبلباي الذي اغتيل خلال انقلاب عسكري العام 1975. وشهد شمال البلاد العام 1965 تمردا استمر عدة سنوات.
واندلعت حرب اهلية العام 1980 في نجامينا بين انصار غوكوني واداي رئيس حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية (المدعوم من ليبيا) وانصار وزير الدفاع حسين حبري الذي استولى على السلطة عام 1982.
وخلال العام 1987 خاضت القوات الحكومية حربا استعادت خلالها الشمال الذي كانت تحتله القوات الليبية باستثناء حزام اوزو الذي اعيد الى تشاد عام 1994 بعد 21
سنة من الاحتلال الليبي.

وفي كانون الاول/ديسمبر 1990 اطاح بحسين حبري مستشاره العسكري السابق ادريس ديبي ولجأ الرئيس السابق الى السنغال.
وانتخب ادريس ديبي العام 1996 في عملية اقتراع مباشرة وتعددية نظمت في البلاد واعيد انتخابه العام 2001 في انتخابات قالت المعارضة انها اتسمت بعملية تزوير واسعة.
وفي حزيران/يونيو 2005 تمت المصادقة على اصلاح دستوري انتقدته المعارضة لكنه سمح للرئيس الترشح لولاية رئاسية ثالثة في الثالث من ايار/مايو.

- اقتصاد: تشاد احد افقر بلدان المعمورة رغم مواردها النفطية.
وبدأ البلد بانتاج النفط عام 2003 في حوض دوبا (جنوب). ويتوقع ان يستغل المشروع الذي يشرف عليه البنك الدولي عبر كونسورسيوم اميركي اندونيسي حقولا لمدة 25 سنة ونقل النفط الى مصب كريبي الكاميروني على ساحل الاطلسي.

وكانت نجامينا استفادت من موارد النفط مفجرة ازمة بين الحكومة والبنك الدولي الذي علق في كانون الثاني/يناير 2006 دفع القروض لتشاد بعد تعديل قانون تشادي لادارة موارد النفط.
ويعتبر القطن ثاني مورد للعملة الاجنبية ويشغل القطاع الزراعي وتربية المواشي (الذي يدر نحو 40% من اجمالي الناتج الداخلي) نحو 80% من القوى العاملة في البلد.
+ معدل دخل الفرد: 480 دولارا خلال 2006 (البنك الدولي)

- القوات المسلحة: يقدر عديد الجيش التشادي بنحو 30 الف عنصر حسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (2005-2006).
ويرابط اكثر من الف جندي فرنسي في اطار عملية ايبيرفييه (الصقر) منذ 1986 في تشاد.
وفي 28 كانون الثاني/يناير اعطى الاتحاد الاوروبي الضوء الاخضر لانتشار جنوده في اطار قوة "يوفور" في شرق تشاد وفي شمال شرق جمهورية افريقيا الوسطى لحماية اللاجئين السودانين والنازحين في هذه المناطق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف