الشرق الأوسط في سباق الرئاسة الأميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أوباما في سباق مع الوقت ضد كلينتون واشنطن: تتشابه سياسات معظم المرشحين الجمهوريين في الشرق الاوسط مع سياسات إدارة الرئيس جورج بوش. وربما كان المقياس الرئيسي لهذه السياسات هو الموقف من نقل السفارة الاميركية في تل ابيب الى القدس بما تمثله من رمزية سياسية لدور الولايات المتحدة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
أما الاستثناء الوحيد في هذا المجال فهو مايك هاكابي الذي اتهم إدارة بوش باتباع سياسة الخنادق ويشبه خلاف الولايات المتحدة وايران بخلاف عائلي بين قريبين قاطع كل منهما الآخر.
ويرى المراقبون هاكابي على انه يصوغ سياساته من دون كثير تحليل واستشارة.
أما الديمقراطيون، فاتبعوا نهجا مختلفا منذ البداية. عارضوا الحرب في العراق وتسابقوا على إظهار تصويتهم السلبي على قرارات تمويل الحرب.
لكن الحديث عن السياسة الخارجية تناقص منذ ان بدأت الاستراتيجية الجديدة في العراق تنتج "تحسنا" في الوضع الامني.
ويرفض الديمقراطيون عامة الإقرار بحجج الإدارة بان هناك تحسنا امنيا في بغداد ويصرون على الوعد بسحب القوات الاميركية من العراق في مهلة عام واحد من انتخاب الرئيس الجديد.
الصراع الاسرائيلي الفلسطيني:
في مسألة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي تبدو الفوارق بسيطة بين المرشحين الاساسيين هيلاري كلينتون وباراك اوباما. فقد اتبعت كلينتون سياسة زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون في هذا المجال، وانضم اوباما الى المعسكر نفسه أخيرا عندما تحدث عن ضرورة الحفاظ على "يهودية الدولة" الاسرائيلية في ظل أي اتفاق يتم التوصل اليه مع الفلسطينيين.
كل اربع سنوات، مع حلول موعد الانتخابات الرئاسية، تطرح مسألة نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس قبل أسابيع من الانتخابات التمهيدية في نيويورك لكن المسألة لم تطرح حتى الآن في هذه الانتخابات لأسباب عديدة.
يقول مايكل بارون من "يو اس نيوز اند وورلد ريبورت" ان الناخبين اليهود اليوم مختلفون عما كانوا عليه قبل عشرين او اربعين عاما فهم يميلون اليوم الى اليسار اكثر منهم الى اليمين، وهم اصغر سنا، ويهتمون باتباع مواقف اكثر ليبرالية في ما يخص السياسة الاسرائيلية ويميلون الى المواقف الاكثر ليبرالية في المجال الثقافي والديني ويرون في التيار الديني تهديدا لهم.
في موسم الانتخابات التمهيدية سنرى الكثيرين من اليهود يصوتون في الولايات مثل كاليفورنيا وفلوريدا والصوت اليهودي عامة يميل الى الديمقراطيين. ويرجح مايكل بارون ان لا يطرح موضوع الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في إطار هذه الانتخابات بالمرة.
وقد يكون الفرق الاهم بين الديمقراطيين والجمهوريين على صعيد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو دعوة الاولين الى التفاوض والدبلوماسية في مقابل رفض الجمهوريين هذا النهج.
وفي الوقت الذي تعتبر هيلاري كلينتون المرشحة الاوفر حظا لدى الدوائر اليهودية والاسرائيلية كان من اللافت ان نرى باراك اوباما يعبر عن دعمه لمواقف اسرائيل في المفاوضات الجارية حاليا مع الفلسطينيين من أجل اجتذاب الصوت اليهودي في الولايات ذات النسبة العالية من الاصوات اليهودية مثل نيويورك وفلوريدا قبل "الثلاثاء الكبير".
وقد نشرت صحيفتان اسرائيليتان مقابلة أجراها اوباما من ولاية فلوريدا مع الصحافة الاسرائيلية. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن اوباما قوله انه يعارض إعطاء الفلسطينيين "حق العودة الى اسرائيل بشكل حرفي".
ونقلت الصحيفتان عن اوباما قوله ان على الدولة الفلسطينية المستقبلية أن تشكل قوة أمنية يمكنها ان تمنع الهجمات ضد اسرائيل. وقال اوباما انه يعارض أي مفاوضات مع حركة حماس قبل ان تعترف بحق اسرائيل في الوجود، مع انه يؤيد فتح حوار مع ايران.
أما على الجانب الجمهوري، فالقليل من اليهود يصوتون للحزب الجمهوري. والمجموعة الاساسية من المؤيدين لاسرائيل على الجانب الجمهوري هم الانجيليون وهم يؤيدون اسرائيل اكثر من اليهود الاميركيين الذين تصل نسبتهم اليوم الى 2 في المائة مقارنة باربعة في المائة قبل اربعين عاما.
السياسة الخارجية
في المحصلة النهائية يبدو السباق حادا بين المرشحين اما في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، فستكون الساحة مفتوحة، إذ أن النقاش حول الاتجاه الذي يجب ان تأخذه الولايات المتحدة لا يزال في طور التشكل.
يقول المحلل السياسي بيتر بينهارت من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن ان الجمهوريين يبدون اميل الى الحديث عن قضايا السياسة الخارجية منهم الى القضايا الداخلية. أما الديموقراطيون فيميلون الى الحديث عن القضايا الداخلية وخصوصا التأمين الصحي.
خلال الصيف الماضي كان يبدو ان القاعدة الانجيلية تميل الى تغليب السياسة الخارجية على القضايا الداخلية وكان جيولياني يبدو الاكثر شعبية في هذه القاعدة لكن مع بداية الانتخابات التمهيدية رأينا العكس، إذ بدأت شعبية مايك هاكابي تتصاعد على حساب جيولياني وبدأت القضايا الداخلية تحتل أولوية النقاش.
وتتعدد الأسباب التي أدت الى ضعف اهتمام الناخب الاميركي بقضايا السياسة الخارجية: أولا في ما يخص العراق، أثبتت استراتيجية الإدارة الحالية بعض النجاح في تحسين الوضع الامني على الارض وهو ما يحتج به الجمهوريون لـتأييد سياسة بوش.
أما في ما يخص ايران فجاء التقرير الذي أعدته أجهزة الاستخبارات الاميركية مجتمعة، للتقليل من الإحساس بما يسمى الخطر الايراني برغم ان الجمهوريين اتبعوا خطاب الرئيس بوش للقول ان التقرير يجب ان يشكل إنذارا وليس إشارة ارتياح.
على الجانب الجمهوري، تبدو "الحرب على الارهاب" الموضوع الرئيسي ومحور السياسة الخارجية للولايات المتحدة فيما يبدو التعبير ذي دلالة أضيق في الجانب الديمقراطي.
يعود ذلك الى اختلاف التعريف الذي يتبناه كل من الجمهوريين والديمقراطيين للارهاب. فهو بالنسبة للجمهوريين كل حركة او تنظيم حكومي او غير حكومي يتبنى ما يسمونه "التطرف الجهادي" لاستهداف الولايات المتحدة.
أما على الجانب الديمقراطي فيبدو المرشحون أميل الى التفريق بين المجموعات وبين الدول المصنفة ارهابية. وهذا ما يفسر استعداد ديمقراطيين مثل اوباما وكلينتون للتفاوض مع ايران او مع سوريا برغم إصرارهم على تصنيفهما من الدول "الداعمة للارهاب".
رولا الأيوبي (بي بي سي)
الجمهوري رومني يفوز بالانتخابات التمهيدية في ماين
نيويورك (أ ف ب): اعلن الحزب الجمهوري ان حاكم ماساشوستس السابق ميت رومني، المرشح الابرز للفوز بترشيح الحزب الجمهوري مع جون ماكين، فاز بالانتخابات التمهيدية في ولاية ماين (شمال شرق).
وقد حصل على 52% من اصل ال 57% من الاصوات التي فرزت، وتلاه ماكين (22%) ورون بول (19%) ومايك هاكابي (5%).وقال سكوت كوفمن نائب رئيس الحزب الجمهوري في ماين "مع هذه النتائج من المؤكد عمليا ان الحاكم السابق ( ميت رومني) قد فاز بالانتخاب".
من جهته، اوضح ميت رومني بعد اعلان النتائج "اليوم انضم ناخبو ماين الى الناخبين الذين صوتوا في البلاد من اجل التغيير في واشنطن".وعلى رغم ان نتائج ماين ليست بالغة الاهمية في السباق الى الانتخابات الرئاسية الاميركية، فانها تشكل رمزا للمرشح المحافظ بتخطي ماكين في استطلاعات الراي قبل الثلاثاء العظيم الذي ستختار فيه عشرون ولاية المرشحين في السباق الى البيت الابيض.