بزواجه من كارلا يريد ساركوزي تهدئة الانتقادات لحياته الخاصة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كارلا بروني سيدة فرنسا الأولى الجديدة
واستقطب الحدث العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام في فرنسا وعدد من دول اوروبا، انما من دون صور ولا افلام. وتم التحضير له في سرية تامة.وكان ساركوزي اكد في مؤتمر صحافي في الثامن من كانون الثاني/يناير نيته الزواج بعارضة الازياء السابقة عبر اعلانه ان علاقته بها "جدية". وردا على سؤال حول موعد الزواج، قال "هناك احتمال كبير بان تعلموا بذلك حين يكون الامر قد تم". وهو بالتحديد ما حصل السبت. وكان استعراض حياة الرئيس الخاصة عبر وسائل الاعلام بدأ يثير الاستياء في صفوف الراي العام، لا سيما في الشريحة المحافظة من ناخبيه.
وقالت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الاحد ان "التوجيهات كانت واضحة: لا صور ولا بوح بالخبر الى احد"، مشيرة الى ان "استطلاعات الرأي نجحت في اقناع الرئيس بوقف هذا الاستعراض المتمادي لحياته الخاصة". وكتبت الصحيفة "عاد كل شيء الى نصابه قبل خمسة اسابيع من الانتخابات البلدية التي يتخوف اليمين من ان يحصل فيها تصويت عقابي من الناخبين المنزعجين من الضجة المحيطة بصورة رئيس الدولة". وافاد استطلاع للرأي نشر اخيرا ان 41% فقط من الفرنسيين يثقون بساركوزي، وهي نسبة تراجعت كثيرا خلال الاسابيع الاخيرة.
ويرى المحللون ان عاملا آخر، بالاضافة الى العرض العلني لحياته الخاصة، تسبب بهذا التراجع، وهو الانطباع بان الرئيس لا يفي بوعوده في ما يتعلق بالقدرة الشرائية. وقالت صحيفة "لو باريزيان" ان "فريق ساركوزي يتوقع ان يعود بطله الى العمل بطاقة كاملة وان يثبت ذلك". ورأت ان الاشهر الثمانية الاولى من عهد ساركوزي الذي كان طلق زوجته الثانية سيسيليا في تشرين الاول/اكتوبر بعد احدى عشرة سنة من زواج عاصف، شغلت "اكثر من اللازم صفحات اخبار المشاهير".
كما سيساهم هذا الزواج في حل مشاكل بروتوكولية حساسة حالت دون تمكن كارلا بروني من مرافقة ساركوزي خلال زيارته الرسمية الاخيرة الى الهند. وذكرت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية ان اضفاء الطابع الرسمي على العلاقة "سيوفر احراجا" على ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية التي ستستقبل الرئيس الفرنسي في قصرها في ويندسور في نهاية آذار/مارس، وكان عليها ان "تقرر ما اذا كان يجب ان تقدم غرفتين منفصلتين الى ساركو وصديقته".
ورأت صحيفة "فيلت ام سونتاغ" الالمانية من جهتها ان "العلاقات العاطفية والحب لطالما شكلت جزءا من العائلات الفرنسية الحاكمة، الا ان عنوانها الاساسي كان التكتم، وهي كلمة غريبة عن نيكولا ساركوزي". يبقى ان شخصية كارلا بروني القوية، وملاحقة وسائل الاعلام لها، ومهنتها الحالية كمغنية، وحتى تصريحاتها السابقة حول حياتها العاطفية، تطرح سؤالا حول الموقع الذي ستشغله في قصر الاليزيه.
وغالبا ما خلعت وسائل الاعلام الفرنسية خلال الاسابيع الاخيرة اوصافا لا مجاملة فيها على صديقة الرئيس، متوقفة عند علاقاتها السابقة، مقدمة اياها على انها "صائدة رجال". ووصفت صحيفة "لا ريبوبليكا" (يسار) الايطالية كارلا بروني بانها "لغم عائم". وقال المحلل السياسي فيليب برو "ان نيكولا ساركوزي يخوض مجازفة بالنظر الى شخصية كارلا بروني المتقلبة جدا".
لكنه اضاف انه في حال تمكنت العارضة الايطالية السابقة من ايجاد مكانها في الاليزيه، فان "اناقتها وثقافتها وشعبيتها كفنانة وعلاقاتها العامة يمكن ان تلعب دورا حيويا في تكوين صورة لرئيس عصري".