فرنسا تأسف...ونجاد لن يتراجع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
باريس,طهران,فيينا : اعربت فرنسا الاثنين عن اسفها لكون الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "لا يبدي ادنى بادرة انفتاح على حل تفاوضي" لملف انشطة بلاده النووية الحساسة مؤكدة مجددا ان العقوبات الدولية "تؤتي ثمارها".
وقالت باسكال ادرياني المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية للصحافيين "نحن نأسف لهذه التصريحات الجديدة التي لا يبدي فيها الرئيس الايراني اي اشارة للانفتاح على حل تفاوضي بشأن الانشطة النووية الحساسة لبلاده".
وكان احمدي نجاد قلل الاثنين من اهمية الضغوط الدولية المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني ووصف القرارات الدولية التي تعاقب بلاده بانها "قصاصات ورق".
واضافت المتحدثة ان على ايران "ان تختار بين احترام التزاماتها الدولية او العزلة المتصاعدة" معتبرة ان "العقوبات ضد ايران تؤتي اكلها" حيث انها "دفعت ايران الى البدء في تقديم عناصر معلومات حول مسائل معلقة".
وكانت ايران تعهدت في آب/اغسطس 2007 بتقديم اجوبة للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مسائل تتعلق ببرنامجها النووي قبل نهاية كانون الاول/ديسمبر. وتم تأجيل هذا الموعد الى منتصف شباط/فبراير 2008.
واعلن الرئيس الايراني ايضا لمناسبة الذكرى 29 للثورة الاسلامية في بلاده ان طهران تعتزم اطلاق صاروخين جديدين الى الفضاء في غضون الاشهر المقبلة.
وكانت ايران اكدت انها اطلقت صاروخا اول في الرابع من شباط/فبراير ما اثار قلق في الغرب وروسيا.
نجاد: إيران لن تتراجع في النزاع النووي
وفي سياق متصل قال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد يوم الاثنين في خطاب يتسم بالتحدي في ذكرى الثورة الإسلامية في البلاد عام 1979 إن إيران تهدف إلى إرسال قمر صناعي إلى الفضاء خلال شهور وانها لن تتراجع في خلاف نووي مع الغرب.
وألقى احمدي نجاد كلمته في تجمع حاشد في طهران بعد اسبوع من اثارة ايران قلقا دوليا بتجربة اطلاق صاروخ مصمم ليضع في المدار اول قمر صناعي للابحاث تصنعه ايران محليا.وقال "ان شاء الله سيطلق خلال فصل الصيف المقبل أول قمر صناعي ايراني الصنع بنسبة مئة في المئة الى المدار."
ويخشى الغرب أن تكون طهران تحاول سرا امتلاك قنابل نووية. وتقول ايران رابع أكبر دولة مصدرة للنفط انها بحاجة للتكنولوجيا النووية للوفاء بالطلب المتزايد على الكهرباء.
ويقول محللون انه يمكن لنفس تكنولوجيا الصواريخ المستخدمة في اطلاق قمر صناعي الى الفضاء ان تستخدم ايضا في اطلاق اسلحة نووية وعبرت الولايات المتحدة وروسيا عن القلق بشأن تجربة اطلاق الصاروخ.
وجادلت روسيا طويلا بأنه لا يوجد دليل على ان طهران تسعى لامتلاك اسلحة نووية كما أنها تورد الوقود لمحطة بوشهر النووية الايرانية. لكن موسكو قالت ان التجربة اثارت الشكوك حول الطبيعة الحقيقية للبرنامج النووي الايراني.
وعبر مسؤول امريكي كبير عن القلق ازاء اطلاق الصاروخ الايراني والتقارير عن ان طهران تختبر جهازا متطورا للطرد المركزي لاستخدامه في تخصيب اليورانيوم الذي يمكن ان يستخدم لاغراض مدنية او عسكرية.
وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزيرة الخارجية الامريكية للصحفيين في لندن يوم الاثنين "يصعب العثور على بلد في العالم اكثر عزلة من ايران حاليا."
لكن احمدي نجاد اوضح ان ايران ستمضي قدما في عملها بشأن القمر الصناعي واشار الى انها ستجري تجربتين اخريين لاطلاق صواريخ استعدادا للاطلاق الفعلي.
وقالت وسائل اعلام حكومية الاسبوع الماضي ان قمر الابحاث واسمه اوميد (الامل) سيرسل الى مداره بحلول مارس اذار 2009 .
وقال احمدي نجاد ايضا ان ايران لن تتراجع في نزاعها النووي مع الغرب رغم التهديد بفرض مجموعة ثالثة من عقوبات مجلس الامن الدولي ضد بلاده بسبب رفضها وقف الاعمال النووية الحساسة.واضاف مخاطبا الحشد الذي تجمع في العاصمة لحضور الاحتفال بالذكرى التاسعة والعشرين للثورة التي اطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة "يجب أن يعلموا أن الامة الايرانية لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها النووية."
ودعا المسؤولون الايرانيون الناس الى الخروج بأعداد كبيرة لاظهار وحدتهم في وجه الضغط الغربي. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لتجمعات عقدت في انحاء ايران.
وقالت المتظاهرة ليلى الجعفري "يجب ان تفهم امريكا... ان الامة الايرانية لن تتراجع عن حقوقها."وأحرق اخرون في المظاهرة دمى تمثل العم سام.
ويتهم مسؤولون امريكيون ايران بالسعي الى وضع رؤوس نووية على صواريخها لكن ايران تقول ان برنامجها يهدف لتوليد الطاقة حتى توفر النفط والغاز للتصدير.
وقال بيرنز ان واشنطن تأمل ان يتبنى الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة قراره الخاص بالعقوبات "الذي سيكون اكثر صرامة بدرجة واضحة مما يفعله مجلس الامن."
تأجيل محتمل لتقرير الوكالة الدولية حول ايران بسبب تباين في وجهات النظر
الى ذلك قال دبلوماسيون الاثنين ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي يمكن ان يؤجل لبضعة ايام نشر تقرير متوقع صدوره نحو 20 شباط/فبراير حول البرنامج النووي الايراني، يخشى الغربيون ان يكون مؤيدا جدا لايران.
وهذا التقرير الهام الذي سيحدد ما اذا كانت ايران اجابت على كافة الاسئلة بشأن انشطتها النووية المثيرة للجدل، يفترض ان يتم بحثه من قبل الهيئة التنفيذية للوكالة الدولية للطاقة النووية في بداية آذار/مارس في الوقت الذي يدرس فيه مجلس الامن فرض عقوبات جديدة على ايران.
وقال دبلوماسي غربي قريب من الملف "هناك مخاوف من ان يعلن (البرادعي) ان جميع المسائل حلت في حين ان الشعور السائد هو ان الامر ليس كذلك".
ويثير هذا المسلك التصالحي للبرادعي قلق الحكومات الغربية كما انه "يثير غضبا في صلب فريقه الفني"، بحسب المصدر ذاته.
وقال دبلوماسي آخر ان هذه الخلافات يمكن ان تؤدي الى تأجيل نشر التقرير "الى 22 شباط/فبراير وربما الى ابعد من ذلك".
ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعليق على هذه المعلومات.
ويتعين ان يتم نشر تقرير البرادعي في مطلق الاحوال قبل الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الذي يعقد من 3 الى 7 آذار/مارس في مقر الوكالة في فيينا والذي يركز خاصة على بحث الملف النووي الايراني.
وغذت مخاوف الغربيين من ان يكون تقرير الوكالة مؤيدا لايران كون البرادعي اشار في تقريره السابق في تشرين الثاني/نوفمبر الى نوع من التقدم في موقف الايرانيين مع الاقرار بان اطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن هذا الملف يتقلص.
ومنح البرادعي اثناء زيارته طهران في 11 كانون الثاني/يناير مهلة اضافية من اربعة اسابيع لايران لحل "القضايا العالقة" في الوقت الذي تنص فيه "خطوة العمل" المحددة مع طهران في آب/اغسطس الماضي على مهلة انقضت في نهاية 2007.