إسرائيل تتوغل مجدداً في جنوب قطاع غزة

أولمرت: نملك القوة والقدرة للدفاع عن نفسنا ضد إيران

نجلاء عبدربه من غزة،القدس،وكالات:لم تكد تلملم المنطقة الشمالية من قطاع غزة جراحها، بعد الإنسحاب الإسرائيلي عنها، حتى عادت إسرائيل لتتوغل مساء اليوم في بلدة القرارة شمالي خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقال شهود عيان لـ إيلاف أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى المنطقة، ثم اقتحمتها ما يقرب من عشرة جيبات عسكرية إسرائيلية من نوع "همر" بترافق مع إطلاق نار كثيف، دون أن يتضح سبب الاقتحام.

وإقتحم عدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية ترافقهم طائرات الإستطلاع والأباتشي، بلدة القرارة وسط إطلاق نار كثيف على منازل المواطنين، فيما أطقلت طائرات الأباتشي صاروخين على الأقل قبل قليل، لم يعرف بعد ما إذا أصاب منازل أو أفراد.ومنذ اللحظة الأولى لإجتياح البلدة، دارت إشتباكات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية، يسمع من خلالها أنواع عديدة من الأسلحة.

هذا وهرعت سيارات الإسعاف فور نبأ الإجتياح للمكان، تحسبا من جرحى أو قتلى جراء قصف الدبابات الإسرائيلية المتواصل حتى اللحظة. وذكر شهود عيان لـ إيلاف أن أكثر من 15 آلية عسكرية دخلت البلدة من منطقة كسوفيم الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة، فيما تمطر الطائرات برصاصها أسطح المنازل الفلسطينية. ويتخوف المواطنون في بلدة القرارة من حصول دمار وقتل ورعب في صفوفهم، على غرار ما قامت به قوات الإحتلال الإسرائيلية في شمالي قطاع غزة.

باراك يؤكد ان العمليات العسكرية في غزة "ستتواصل"

في غضون ذلك أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك اليوم ان العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة "ستتواصل". وقال باراك "العمليات ستتواصل ولن نقف عند هذا الحد"، في اشارة الى التوغل الدموي الذي توقف صباح الاثنين واسفر عن مقتل اكثر من مئة فلسطيني في قطاع غزة منذ الاربعاء الماضي. واضاف "لا استطيع ان اقول لسكان غزة سوى ان ارساء علاقات حسن جوار لن يكون ممكنا الا حين تتوقف العمليات الارهابية (ضد اسرائيل) من هذه الاراضي".

وتعليقا على اتهام اسرائيل باستخدامها القوة في شكل غير متكافىء ردا على اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اراضيها، قال باراك "ارد على منتقدينا، ومن بينهم اصدقاء لنا، ان من يطلقون الصواريخ هم الذين يتحملون المسؤولية". وشدد على ان "الحكومة الاسرائيلية ستقوم بواجبها السامي باعادة الهدوء والامن لسكان عسقلان والبلدات المجاورة لقطاع غزة، حتى لو استدعى ذلك تصعيد عملياتنا العسكرية ضد حماس".

واطلقت ثلاث قذائف الثلاثاء من قطاع غزة على جنوب اسرائيل اصابت احداها منزلا في سديروت دون وقوع اصابات، بحسب الجيش الاسرائيلي. وسقطت 12 قذيفة الاثنين على جنوب اسرائيل ما ادى الى اصابة شخص بجروح طفيفة.

وكان باراك يتحدث في شلومي، قرب الحدود الاسرائيلية اللبنانية، حيث تفقد ملاجىء تم تجديدها في اطار مشروع لتحديث 1700 ملجأ في البلدات القريبة من الحدود.وعلق ان "الملاجىء مثل الاطباء الماهرين، لا بد من وجودهم ولكن يفضل عدم اللجوء اليهم". وخلال حرب تموز/يوليو 2006 بين اسرائيل وحزب الله اللبناني، سقط نحو اربعة الاف صاروخ على شمال اسرائيل، ما اجبر نحو مليون اسرائيلي على ملازمة الملاجىء او النزوح جنوبا.

ليفني: اسرائيل قد تعيد احتلال قطاع غزة اذا وجدت ضرورة لذلك

بدورها اعلنت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان بلادها قد تعيد احتلال قطاع غزة اذا وجدت ان هذا الامر اصبح ضروريا. وابلغت ليفني عددا من السفراء المعتمدين في اسرائيل خلال لقاء جمعها معهم اليوم انها لا تحبذ اقدام اسرائيل على هذه الخطوة غير انها اشارت الى انه "لا يمكننا تحمل وجود دولة متطرفة تقودها حركة حماس وتعيش الى جانبنا".

واضافت "ان اسرائيل انسحبت من قطاع غزة ليس لتعود اليه مرة ثانية لكننا قد نجد انفسنا في وضع لا نجد فيه أي بدائل اخرى". وشددت على "ان اسرائيل سحبت مستوطنيها وقواتها من القطاع البالغ تعداد سكانه 1.4 مليون نسمة في العام 2005 وتركته للفلسطينيين غير ان حركة حماس سيطرت عليه بالقوة في شهر يونيو من العام الماضي".

ورأت "ان قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاخير بتعليق المفاوضات مع اسرائيل بسبب العملية العسكرية الاخيرة في القطاع هو اشارة الى ضعفه واشارة لحركة (حماس) بأن هجماتها من قطاع غزة قد تؤثر على قرارات عباس في المستقبل".

حماس تمنع مراسلي هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني من تغطية اخبار غزة

الى ذلك، منعت وزارة الداخلية التابعة لحماس مراسلي هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني من تغطية اي اخبار من قطاع غزة بما فيها الخاصة بالعمليات العسكرية الاسرائيلية . وقال باسم ابو سمية رئيس هيئة اذاعة وتلفزيون فلسطين الرسمي "ندين ما قامت به حماس من منع مراسلي هيئة الاذاعة والتلفزيون في قطاع غزة من تغطية اي اخبار". وتابع "لكن الخطير فيه ان يمنع مراسلونا في غزة من تغطية انباء العدوان الاسرائيلي".

واشار ابو سمية ان القرار "ترجمة لقرارات اتخذتها حماس بعد الانقلاب (في اشارة الى الاحداث التي سبقت سيطرة حماس على قطاع غزة في حزيران/يونيو من العام الماضي). والخطير فيه ان يمنع مراسلونا في غزة من تغطية انباء العدوان الاسرائيلي كما منعوا من تغطية الاحداث".

ويمنع مراسلو التلفزيون منذ سيطرة حماس على قطاع غزة من اعداد اي تقارير مصورة لكن كان يسمح لم بتغطية هاتفية للاخبار المتعلقة بالعمليات العسكرية الاسرائيلية فقط، على ما اوضح ابو سمية.

ودعا ابو سمية "جميع من له علاقة في صيانة حرية الرأي وحقوق الانسان باجراءات عملية على الارض وليس الاكتفاء بالادانة" مضيفا "نحن تلفزيون لكل الوطن وهذا القرار تكريس للفصل الذي بادرت اليه حماس وله مدلولات سياسية خطيرة جدا".

ودانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين في بيان في رام الله في الضفة الغربية هذا القرار "الخطير الذي يمس بحرية الرأي والصحافة" واعتبرت انه "يسهم في التغطية على جرائم الاحتلال". وطالبت النقابة الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الاذاعات العربية واتحاد الصحافيين العرب ومؤسسات حقوق الانسان ومنظمات الدولية ب"التدخل بادانة هذا القرار".

عرب اسرائيل يتظاهرون احتجاجا على العمليات الاسرائيلية في غزة

هذا وتظاهر الاف من عرب اسرائيل الثلاثاء رفضا لهجوم الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة، معربين عن تضامنهم مع سكان القطاع. وتجمع المتظاهرون في وسط مدينة ام الفحم، ورفعوا اعلاما فلسطينية داعين اسرائيل الى وقف هجومها على قطاع غزة الذي اسفر عن اكثر من 120 قتيلا في اقل من اسبوع.

وهتف الحشد "اوقفوا المذبحة". وقدر المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفلد عدد المتظاهرين بخمسة الاف. ودعا المتظاهرون حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو الفائت. وهتفوا "عباس، هنية، نريد وحدة وطنية"، في اشارة الى رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية (حماس).

وحذر شوقي الخطيب رئيس لجنة المتابعة العربية "حكومة اسرائيل ورئيس وزرائها (ايهود اولمرت) ووزير حربها (ايهود باراك) من الحرب المقبلة على الشعب الفلسطيني"، مؤكدا ان "الاستقلال لن يكتمل من دون القدس العربية عاصمة للدولة الفلسطينية".

وقال النائب العربي في الكنيست الاسرائيلية محمد بركة ان هذه التظاهرة "دعوة للوحدة الوطنية"، معتبرا ان "لعب اسرائيل بالنار رغم قوتها العسكرية لن يجلب لها الامن والاستقرار". واضاف ان "مفتاح الامن لاسرائيل يكمن في الاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني".

ويناهز عدد عرب اسرائيل 1.2 مليون نسمة من اصل نحو سبعة ملايين اسرائيلي. ويتحدر هؤلاء من نحو 160 الف فلسطيني ظلوا في اراضيهم بعد اعلان قيام دولة اسرائيل العام 1948. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الثلاثاء ان العمليات العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة "ستتواصل".