أخبار

في احتفالات عيد المرأة: الأميرة للا سلمى أمل الحركات النسائية بالمغرب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحمد نجيم من الدار البيضاء: أضحى للاحتفال باليوم العالمي للمرأة في المغرب طعما خاصا منذ العام 2002، السنة التي عرفت زفاف العاهل المغربي محمد السادس بللا سلمى،ومنحها لقب أميرة.

الأميرة انخرت في العمل الجمعوي وبدأت تحضر مناسبات لها طابع دبلوماسي سياسي كتمثيل المغرب في اليابان أو حضور حفل عشاء يقيمه السفير الجزائري بالرباط بمناسبة اليوم الوطني.

واستطاعت الأميرة أن تساهم، بالإضافة إلى عمل الجمعيات النسائية الكبير والمهم، في تطوير وضعية المغربية منذ زواجها بالعاهل المغربي الملك محمد السادس. وأضحت للا سلمى نموذجا لنساء مغربيات متعطشات للحرية، أحاديث المواطنين المغاربة عن خرجاتها في المناسبات الرسمية تجعلها تغطي على الأحداث الرسمية. للا سلمى، بخرجاتها ونشاطها، اخترقت ثقافة تقليدية مازالت سائدة في المغرب، تسيء المرأة.

طريقة زواج الملك بالأميرة كان أول شكل من أشكال مقاومة تلك العقلية المحقرة للمرأة والحاطة منها، فقد كشف الملك لأول مرة في سابقة هي الأولى في تاريخ الأسرة العلوية الحاكمة في المغرب منذ 1631 ميلادية، عن زوجته، واختارها امرأة مثقفة من أسرة فاسية (نسبة إلى سكان مدينة فاس).

تنتمي للا سلمى إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة، ولدت بالعاصمة العلمية للمملكة فاس، والدها عبد الحميد بناني رجل تعليم، ربتها جدتها منذ توفيت والدتها وسنها في الثالثة من العمر. بعد دراسة في التعليم الحكومي، خول لها تميزها في المواد العلمية، خاصة الرياضيات وحصولها على درجة جيد" في الباكالوريا عام 1995 ولوج الأقسام التحضيرية، ثم المدرسة العليا للمعلوميات وتحليل النظم بالعاصمة الرباط، وهي إحدى أكثر المدارس تخصصا في تكوين مهندسي الإعلاميات في المغرب. تخرجت من المدرسة وكانت الأولى في دفعتها لتقوم بتدريب في الهولدينغ الملكي "أونا". يتذكر طلبة هذه المدرسة الذين جايلوها طالبة ذكية جدا تتمتع بشخصية قوية وصارمة.

سيكون تدريبها في الهولدينغ الملكي فرصة للتعرف على ولي العهد آنذاك العاهل المغربي محمد السادس، وأقيم حفل زفافهما سنة 2002، وقد أنجبت ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأميرة للا خديجة.

مرت ست سنوات على الزواج. الصحافة المغربية وزعت عليها ألقابا كثيرة، فهي مرة "ساندريلا المغربية" ومرة "الملكة" وأخرى "السيدة الأولى" أو "ملكة القلوب" و"ملكة الأمل". تعول عليها الجمعيات النسائية المناضلة لتحسين وضعية المرأة في المغرب، وتتخذها الفتيات الشابات قدوة يقلدونها في ريقة لباسها وتسريحة شعرها.

اختارت الأميرة منذ زواجها بالعاهل المغربي أن تركز على العمل الاجتماعي، فأسست جمعية لمحاربة داء السرطان حملت اسمها وترأستها. كما استطاعت في ظرف قياسي أن تعبيء كبار رجال الأعمال لمحاربة هذا المرض الخبيث الذي يصيب 40 ألف مغربيا منهم ألف طفل.

وقد استطاعت الأميرة خلال فترة قصيرة من ترأسها لجمعية "للا سلمى لمحاربة داء السرطان" من إنشاء مستشفى النهار للاستشفاء بالعلاج الكميائي بالإضافة إلى مشاريع مماثلة. الأميرة كانت أعلنت أن "العمل على علاج داء السرطان والتخلص منه بمثابة مدرسة لتلقين خصال التواضع والتآزر واستنهاض الهمم والعزائم"، وأضافت في كلمتها كرئيسة للجمعية، أن الانخراط في هذه القضية النبيلة تجسيدا فريدا لإنسية المرء واستعداده لمشاطرة أخيه الإنسان ما يخالجه من مشاعر الأمل والتفاؤل. وقالت إنها يتعين الاعتراف بحقوق مرضى السرطان وترجمتها إلى واقع ملموس، بصفة تدريجية وبدون تفريط، وذلك من خلال تمتيع أكبر عدد ممكن من المصابين بنفس التشخيص ونفس العلاج وكذا الاستفادة من المستجدات العلمية والطبية دون أي تمييز والتكفل بكل صنف من أصناف السرطان مع مراعاة خصوصيته". ثقة أميرة الشعب كبيرة في التغلب على السرطان، إذ قالت "فبعون الله تعالى، وبتضافر جهودنا جميعا سنتغلب يوما ما على السرطان، لأنه سيعود الفضل لجمعيتنا في المساهمة في تحويل الآمال إلى نتائج ملموسة، ولأننا بذلك سنكون قد جسدنا مرة أخرى أحسن تجسيدا لثقافتنا التضامنية التي تشكل اللحمة والعروة الوثقى لتوحيد المجتمع المغربي ولتعزيز التآلف بين أفراده".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المرأة واليوم العالم
نورة -

" يشعر المتابع للأيام العالمية التي تقام في الغرب والشرق، أنّ المدنيَّة المعاصرة بوجهها المادّي الجامد، تحاول أن تكفِّر عن خطيئتها الكبرى في حقِّ الإنسان وروحه ومشاعره، وأنْ تعوِّض ما سلبت من قيم الناس ومبادئهم وآدابهم، وما سرقت من عواطفهم، بأيَّام تقام كلَّ عام، تذكِّر الناس بما أصبح في حياتهم نسياً منسياً، فهناك يوم الطفل، ويوم الأُم، ويوم المرأة، ويوم الحبّ، وأيام أخرى كثيرة تحظى بمتابعةٍ إعلامية مكثَّفة، ما تلبث أن تخبو عاماً كاملاً، لتستيقظ يوماً واحداً. إنَّ انجراف المجتمعات البشرية في طرق المادَّة بأنواعها، اقتصاداً، وإعلاماً، وثقافة، وأدباً، جعل الإنسان كالآلة التي تعمل ليل نهار لتحقق ما تستطيع أن تحقّقه من المتعة واللَّذة العابرة المحاطة بآلاف المشكلات، وأصناف كثيرة من الفتن الظاهرة والباطنة، التي تصيب الإنسان بالانكسار، وقد تصيبه باليأس والإحباط وتجعله مستسلماً لآلامه التي تختفي وراء شكله وهندامه. لقد سلبت المدنيّة المعاصرة المرأة قيمتها الروحية، وأنوثتها المؤدبة، وحياتها المستقرة، وسرقتها من حيائها، وفطرتها السليمة، وبذلت جهوداً كبيرة في إذابة إحساسها بدورها الأسري الكبير، وأنزلتها إلى ميدان المنافسة غير المتكافئة مع الرجل، واستطاعت أن تجرِّدها من ملابسها المحتشمة، وأن تضعها في مهبِّ ريح المدنيّة المعاصرة بما فيها من لُهاثٍ مادِّي رهيب. لقد لخَّصت هذه المعاناة المؤلمة للمرأة في لهب المدنيّة المعاصرة، المرأة المسلمة (مارس ويلز) بعد أن منَّ الله عليها بالإسلام، وارتفعت بروحها عن أوحال مدنيّتها الغربية فقالت: إني أعجز عن التعبير عن إحساسي بالسعادة والاطمئنان والرَّاحة والإثارة في كلِّ الأشياء التي اكتشفتها بعد إسلامي، لقد وجدت عقيدة الإسلام لا تخاطب عقلي وحده، بل تزيل أدران الشكوك والأوهام الناشئة عن عدم الإيمان من أعماق قلبي ومشاعري كلها، وأصبحت الآن بعد إسلامي متجاوبة ومنسجمة تماماً مع الوجود. لقد أدركت مدى الجناية الكبيرة على الإنسان بصفة عامة، وعلى المرأة بصفةٍ خاصة التي ارتكبتها مدنيّتنا الغربية المنجرفة في طريق المادَّة، والنظرة الضيِّقة للوجود. صوت امرأة واحدة من بين آلاف الأصوات التي لا نسمعها بسبب الصخب الهائل الذي تحدثه مدنيَّة العصر. وما دامت هذه الأيام العالمية تعبيراً عن شعور الغرب بالذنب تجاه مجتمعه وأسرته، وقيمة الإنسان وفطرته، فما الذ