التوافق العراقية : الحكومة غير مؤهلة لقيادة مشروع المصالحة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن : قالت جبهة التوافق العراقية السنية إنها لم تحضر أعمال مؤتمر المصالحة العراقية الذي بدأ في بغداد اليوم لان الحكومة الحالية غير مؤهلة لقيادة مشروعها ولان الظروف غير مهيأة شكلا ومضمونا لنجاحه واكدت ان المصالحة لاتحتاج الى احتفالات وانما الى افعال، فيما أعلنت الكتلة الصدرية انسحابها من المؤتمر مؤكدة أنها مع المصالحة الوطنية وليس مع مؤتمر صوري لايقدم حلولا جذرية. وخلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد اليوم قياديون في جبهة التوافق قال الدكتور عبد الكريم السامرائي عضو مجلس النواب إن الجبهة تعتقد أن الظروف الحالية غير مهيأة لا شكلا ولا مضمونا لإنجاح مثل هذه المؤتمرات وبالتالي فان أعضاءها فضلوا عدم الحضور والامتناع عن المشاركة في المؤتمر.
واشار الى أن جبهة التوافق إذ تؤكد موقفها وإيمانها الراسخ بالمصالحة الوطنية كونها حجر الزاوية ومفتاح النجاح في العراق فإنها ترى ان المصالحة الحقيقية لا تحتاج إلى مظاهر احتفالية لا مغزى لها بقدر ما تحتاج إلى إرادة حقيقية وتصميم عال وأفعال لا أقوال. وشدد السامرائي على ان الحكومة غير مؤهلة لقيادة مثل هذا المشروع النبيل لذا ينبغي على الحكومة أن تغير مسارها ومتى ما تحقق ذلك فإنها ستجد إلى جانبها شريكا راغبا في العمل الجاد ويتحمل معها عبء المسؤولية التي تمر بها المرحلة. واوضح انه تم عقد مؤتمرات سابقة حول هذا الموضوع لكنها لم تتحول إلى قرارات ونتائج على أرض الواقع بل على العكس انعقدت مؤتمرات شعبية عقدها الأهالي والعشائر أجهضت من قبل الحكومة بسبب عدم تنفيذ قراراتها وأن الحكومة لها شركاء ساعدوها على الوصول إلى سدة الحكم هم الآن خارج العملية السياسية.
واكد السامرائي أن هناك خللا كبيرا في المؤسسات الرسمية وأن الحكومة عاجزة على تحقيق المصالحة السياسية مع الأطراف التي شاركتها في الانتخابات والتي أوصلتها إلى سدة الحكم قبل المصالحة الوطنية . وأضاف أنه على الحكومة أن تساهم مساهمة جادة في إجراء مصالحة مع من أوصلها إلى هذا المكان قبل أن تتصالح مع غيرهم. وطالب الحكومة بأجراء مصالحة سياسية مع شركائها وأن تتحقق هذه المصالحة فعليا .. وقال " لا احد من العراقيين يعترض على هذا ولكن الإجراءات التي مورست على الأرض هي للأسف الشديد لا تصب في موضوع المصالحة.
وأشار إلى أن جبهة التوافق خارج الحكومة لحد الآن وأنا لم أشعر لحد هذه اللحظة في وجود رغبة لدى الطرف الاخر بأن تكون شريكا حقيقيا قائلا "نحن نريد حقائق ملموسة ونية جادة للتغيير والإصلاح، لحد الآن منذ أشهر عديدة معظم الكتل السياسية خارج الحكومة وقاطعتها ولا توجد لحد هذه الدقيقة نية في الإصلاح نحن نريد أن تكون هذه الندوات هي عبارة عن برامج حقيقية تطبق على الواقع" .
وقالت الجبهة من ناحية اخرى وفي بيان ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" ان أعضاء من جبهة التوافق العراقية قد استلموا دعوات شخصية للمشاركة في مؤتمر المصالحة في الوقت الذي كان يتوجب فيه توجيه دعوة رسمية الى الجبهة لحضور هذا المؤتمر. واضافت الجبهة انها تعتقد أن الظروف الحالية غير مهيأة لا من اجل إنجاح مثل هذا المؤتمر وبالتالي فإن أعضاءها فضلوا عدم المشاركة فيه .
واكدت الجبهة ولها 44 عضوا في مجلس النواب بعد ان سحبت وزراءها الخمسة من الحكومة داعية الى تحقيق مطالب سياسية وامنية واقتصادية، اكدت انها تؤمن ان المصالحة الوطنية تعني التسامح والعفو .. والثقافة والخلق الذي حض عليه القران الكريم بقوله "عفا الله عما سلف" .. و"فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" .. وقالت ان مثل هذه الثقافة غير موجودة حتى الان مع الأسف "صحيح أن الحكومة سجلت مؤخرا مواقف طيبة في هذا الملف من خلال تعاونها في إصدار قانون (العفو العام)، رغم أنه لم يفعل بالشكل المنسجم مع روح القرار لحد الآن وقانون المساءلة والعدالة (رغم حاجته للتعديل والتقويم) إلا ان الراصد لممارساتها اليومية ومواقفها في مجالات عدة تترسخ لديه قناعة مؤكدة أن الحكومة لازالت غير مؤهلة لرعاية هذا المشروع النبيل مشروع المصالحة الوطنية، ولذلك يترتب عليها أن تغير مسارها ومتى
تحقق ذلك ستجد الحكومة إلى جانبها شريكا قادرا وراغبا على أن يتحمل معها عبء المرحلة واستحقاقها دون تردد أو وجل، ونأمل أن يتم ذلك في المستقبل القريب.
ومن جهتها أعلنت الكتلة الصدرية في مجلس النواب انسحابها من مؤتمر المصالحة مؤكدة ان حضورها جلسة افتتاح المؤتمر وانسحابها بعدها استهدف التأكيد على "اننا مع المصالحة الوطنية ولكن ليس مع مؤتمر صوري لايقدم حلولا جذرية."
وأكدت الكتلة في مؤتمر صحافي اليوم انها دخلت مؤتمر المصالحة الوطنية لأجل المشاركة ودعم هذا المشروع وخرجت منه لان اجراءاته صورية واهدافه نظرية بعيدة عن التطبيق العملي . وقالت ان المؤتمر وضع احد ثوابته في ما يخص جدولة انسحاب القوات الاميركية اسفل سلم اهتمامه من بين الثوابت العشرة التي حددها.
واكد رئيس الكتلة النائب نصار الربيعي ان من اساسيات العمل في مشروع المصالحة الوطنية هو ان يكون شعبيا وسياسي المضمون .. وقال ان ثوابت المؤتمر اكدت احترام الدستور، والدستور نص على ان لا يتم حجز المتهم أكثر من 24 ساعة ولحد الان يوجد اكثر من 53 الف معتقل في السجون العراقية والاميركية من دون سبب جرمي وانما لاختلاف في وجهة النظر والرؤية السياسية . واوضح ان مسودة المؤتمر تحدثت في بندها الثامن عن حقوق الانسان وكان مجلس النواب قد اوفد لجنة حقوق الانسان الى المحافظات الجنوبية اشارت الى ان ما وجدت من اساليب التعذيب والتعدي على المعتقلين قد فاق كثيرا اساليب التعذيب في السجون الصدامية من احراق وصعق واعتداء جنسي وتهديد بالاعتداء على الاعراض .
وقالت الكتلة الصدرية التي يقودها رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى الصدر في بيان اليوم ان هذا المؤتمر يستهدف مصالح السلطة وليس السلم والامن بالشأن العراقي حيث اهتم المؤتمر بظاهرة القول والخطابات الرنانة والاهداف النظرية البعيدة عن التطبيق.
وكان وزير الدولة للحوار الوطني اكد اليوم أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد وزعت الدعوات الرسمية إلى جميع الكتل البرلمانية في وقت مبكر.
وأضاف أكرم الحكيم في مؤتمر صحافي عقده في بغداد أن "اللجنة التحضيرية للمؤتمر ووزارة الحوار الوطني وزعت في وقت مبكر دعوات رسمية ورسائل مباشرة إلى كافة الكتل البرلمانية معربا عن استغرابه من اعلان جبهة التوافق عدم استلامها دعوة رسمية لحضور المؤتمر الثاني للقوى السياسية.
وقد تعثرت قدرة الحكومة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي على اصدار القوانين خلال العام الماضي نتيجة لانسحاب كتل رئيسة من بينها جبهة التوافق والكتلة الصدرية بزعامة الصدر والقائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي .
لكن المالكي قدم تقويما متفائلا رغم الانسحابات قائلا ان الامة تماثلت للشفاء بعد العنف الطائفي الذي هدد بنشوب حرب اهلية. واكد أن السلام تحقق بين السنة والشيعة وان الازمة التي كان فيها الناس يقتلون بسبب هويتهم الدينية قد انتهت. وانتقد المالكي السياسيين الذين غابوا عن الاجتماع. وقال انه يأسف بشدة لان هناك اخرين سيكتفون بالمشاهدة واخرين يحاولون تقويض التقدم السياسي وعرقلة عمل الحكومة في وقت يحتم عليهم فيه واجبهم الوطني مساعدة الحكومة. وبدأت في بغداد اليوم الثلاثاء اعمال المؤتمر الثاني للمصالحة الوطنية الذي يستمر لمدة يومين بمشاركة قوى وشخصيات سياسية ومقاطعة اخرى .
التعليقات
مصالحة فاشلة
Niron -صحيح ان المصالحة الفعلية تحتاج الى افعال لا اقوال......لقد شبعنا من الخطابات الرنانة والكلمات الطنانة التي ما دأب المالكي وحكومته على التغريد بها كل يوم ....
الى متى
على الظهري -الا لعنة الله على كلمن عطل التقدم ودمر العراق
جبهة
نزار -ان مشكلة العراق هي جبهة ...الحوار الاطرش اللذان يحاولان بكل الطرق لارباك العملية السياسية والحصول على مكاسب اضافية بالرغم من انهم فشلوا حتى في استقطاب الصوت السني الذي عرف ان خير من يمثله هو الصحوات ومجالسها لذا اود ان اقدم لهم نصيحة في الدين والوطن من الافضل لكم ترك العمل السياسي والاتجاه للتجارة والاعمال الحرة .....ورحم الله من زار وخفف
الشعب
جاسم -لا حوله الله الشعب يقتل وبحاجه ماسه الى ابسط الامور الحياتية من دواء ومستشفيات وخدمات صحية و مياه صالحه للشرب وخدمات عامة وكهرباء وانتم الى الان تتقاتلون متى سوف تستفيقون من سباتكم
الفشل الذريع
عثمان عبد الرحمن -لم تبق لهم شعبية ولا اي تأثير في الشارع العراقي فقد خسروا كل شيء وفقدوا مصداقيتهم وشعورهم بالمسؤولية وهم لايجيدون شيئا غير المؤتمرات الصحفية والخطب الرنانة .
ولكم
ناصر -ولكم انتو كلكم كل من يدور على مصلحته صدك لو كالو الاجانب ان الشعب العراقي غير موهل للديمقراطية الديمقراطية تضحية وقدرة على التحاور والتنازل للوصول الى الاهداف المشتركة ولكم انتم سماسرة وليس سياسيين السياسة تستحى منكم ولك انتم بالكاد تعرفون الثقافة والتحضر