الصحف البريطانية: ثمن الإطاحة بصدام حرب دامية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: حرصت الغارديان على أن تضع في صدر صفحتها الأولى نظرتين إلى مسألة العراق: نظرة من الخارج، بعيدا في المكتب البيضاوي، بعاصمة الولايات المتحدة؛ ونظرة من الداخل من عمق الحياة اليومية لأحد المواطنين العراقيين.
الموقف الأول للرئيس الأميركي، وعرضه في كلمته التي ألقاها أمام مجموعة من العسكريين في مقر وزارة الدفاع الأميركية، وقد أفاضت وسائل الإعلام في تغطيتها.
ومما يمكن إضافته بشأنها، التعليق الذي أرفقه بتقريره عنها مراسل الصحيفة في واشنطن إيوين ماك أسكل الذي اعتبر أن الكلمة عكست "إصرارأ وعنادا" وعزلة الرئيس الذي "انفض من حوله" كل من كان وراء قرار الحرب.
ويشير التقرير في المقابل إلى أن المعارضين للحرب في واشنطن لم يتمكنوا من حشد مسيرة لتخليد ذكرى مرور خمس سنوات على الاجتياح.
أما النظرة الثانية التي سعت الغارديان إلى إبرازها فينقلها تقرير الصحافي والمصور العراقي غيث عبد الأحد، وهو اليوم عن طالب فنون عراقي يدعى علي.
علي انتقل إلى حي الكرادة في بغداد قبل بضع سنوات، لاحتضانه سوقا للوحات الفنية، وغير مسكنه مرتين المرة الأولى بسبب انهياره في أعقاب انفجار سيارة ملغمة.
لكن محنة علي لن تنتهي هنا، فقد فقد اثنين من أصدقائه من طلاب الرسم في تفجيرين اثنين، كما أصيب بجروح في عملية مزدوجة أخرى.
ويفهم من أقوال علي -حسبما ينقلها التقرير- أن المفارقة في العراق باتت هي أن النجاة من الموت صارت معاناة نفسية لا تطاق.
يقول علي: "أتساءل لماذا حياة البشر رخيصة في العراق. نحن نعيش في كابوس... إن العراقيين طيبو القلب، لككنا الآن نعيش حالة من الهستيريا."
و لم يكن يخطر ببال علي أن تصير الأمور إلى هذا الدرك من السوء. فعندما دخلت قوات التحالف إلى بغداد وسقط النظام، تفاءل خيرا، خصوصا بعد سقوط نظام صدام حسين.
لكن سرعان ما بدأت نظرته إلى الأمور تتغير، حينما بدأت "نظرية المؤامرة" تنتشر بين الناس. أي عندما بدأ الكثير يشك في النوايا التي حركت الحرب.
من بغداد إلى لندن
ويبدو أن المعاناة -في الوقت الراهن- قدر محتوم على العراقيين حتى خارج بلدهم. وينشر ملحق الغارديان اليومي (G2) تقريرا مفصلا عن طالبي حق اللجوء إلى بريطانيا، أعدته حنا غودفري.
وتقول الكاتبة في مقدمة تقريرها إنهم جاؤوا إلى بريطانيا خوفا على حياتهم ، وأملا في بداية حياة جديدة. لكن ما ينتظر الألاف من طالبي حق اللجوء العراقيين هو مزيد من البؤس والحياة الضنك قبل أن يرحلوا.
وتنقل الكاتبة تصريحات لعدد منهم نقتطف منها على سبيل المثال تعليقا لمن يسميه التقرير أحمد - على بيان لوزراة الداخلية البريطانية الذي يعلل قرار ترحيل طالبي اللجوء السياسي من العراقين بأن البلد آمن.
يقول أحمد إذا كان العراق آمنا فلماذا لا يذهب البريطانييون للاستجمام هناك، إنه بلد جميل." ويعتبر طالبو حق اللجوء العراقيون "أنهم في الحكومة البريطانية كاذبون. وقد كذبت الحكومة من قبل، ألم يقولوا إن العراق كان يعج بأسلحة الدمار الشامل. أين هو هذا السلاح؟ بعد خمس سنوات لم يجدوا شيئا."
ونشرت الغارديان كذلك على امتداد صفحتين خريطة بالمناطق الأكثر دموية في العراق. واستفردت بغداد بحصة الأسد من الحصيلة الدموية بحوالي خمسين ألف قتيل.
"الاعتراف بالذنب"
وفي صفحة الرأي نشرت الغارديان مقالا لسويماس ميلن تحت عنوان "ينبغي الإقرار بيوم العار هذا".
ويقول الكاتب في مقدمة مقاله: " إن كارثة العراق لا تكمن في الأخطاء أو في غياب التخطيط، ولكن في الإصرار على تجاهل رغبة الناس في مقاومة الاحتلال".
ويرى الكاتب أن: "معظم العراقيين يعتقدون أن وجود جنود أجانب في بلدهم هو المصدر الأهم للعنف، وأن 70 في المائة من العراقييين يريدون أن يرحل أولئك الجنود."
وتقول الغارديان في صدر افتتاحيتها: "إن غزو العراق كان خطأ فادحا، لا تزال أبعاده تنكشف بعد خمس سنوات."
وتضيف الافتتاحية :" لقد أطيح بديكتاتور ولكن مقابل اندلاع حرب أهلية طاحنة."
وتدعو الصحيفة في ختام الافتتاحية إلى جلاء "الاحتلال" عن العراق، وإلى تنظيم مؤتمر دولي لإيجاد حل للمعضلة العراقية، وإلى إشراك جيران العراق في البحث عن الحل.
"نجاح رغم كل شيء"
على عكس الغارديان لم تفرد التايمز سوى صفحتين لموضوع الذكرى الخامسة لغزو العراق.
لكنها خصصت كاريكاتيرها اليوم للموضوع. وأظهر الرسام بيتر بروكس الرئيس الأميركي جورج بوش مرتديا بزة عسكرية وهو ممدد داخل تابوت رُفع عنه غطاؤه قليلا. ويرفع الرئيس الأميركي ذراعيه بإشارة النصر، لكن ملامح وجهه تنم عن الضيق والحرج.
ويتساءل أدريان هاملتون على صفحات الرأي بالإندبندنت: "لماذا أيد كل هؤلاء الناس الحرب في العراق".
وبعد أن يعدد الأسباب السياسية والظروف الاجتماعية المتغيرة في بريطانيا، يقول الكاتب: "إن السبب الأهم وراء تأييد الكثير من الساسة للحرب هو أنهم لم يجدوا أي مبرر للامتناع... فالمشكلة لم تكمن في التشكك في إمكانية الانتصار بل في سرعة احراز هذا النصر، لذا شعر كل من كان يعارض الحرب بانه قج يتهم الجبن ومعاداة الديمقراطية."
ولكن أخشى ما يخشاه الكاتب هو أن تكون هذه العقلية قد تكرست في التقاليد السياسية البريطانية، خاصة وأن أثار حرب العراق لا تمس إلا العراقيين أنفسهم ولم تبلغ بريطانيا، باستثناء بعض العمليات "الإرهابية" الظرفية.
التعليقات
حرب لا تثمر الا الشر
أبو مالك -الحرب على العراق كالحرب على فلسطين من دوافعه النابضة هاجس سايكولوجي نفساني لدى مؤسسات الغرب السياسية يغذيه عداء الكنيسة الاوربية التقليدي للاسلام. اضف الى ذلك عامل النفط الذي دعى سياسي امريكي ان يصرح من على الطائرة العسكرية المحلقة فوق العراق اثناء حرب الكويت بمامعناه ماأجمل أن نسيطر على جو العراق وتحتنا خزين هائل من النفط. وهذا ما يرغبون ان يجربوه الان على ايران بقطع النظر عمن يحكم هناك. وعامل النفط هذا يعني بالدرجة الاولى السيطرة عليه وابتزار العالم به (من لا يطيعهنا لا نعطيه نفطا..) وهذه الحرب بدأت في الواقع من يوم أعدوا نظام صدام ودفعوه لحروبه الداخلية والخارجية التخريبية التي لم تحمل اي معنى وطنيا للعراق والتي يتولون الان لخمس سنين الاستمرار بها بعنف أشد وصل لحد إبادة الجنس بقتل مليون وترميل مليون امراة في العراق بالاضافة الى هد جسم العراق الامني والاقتصادي والاجتماعي. أنها حرب تغذيها الضغينة اي بدون هدف صالح لذا ركبوا راسهما بها على عجل ولذا لن تثمر خيرا ولن تنتهي الا بالشر المستطير.