أخبار

تشيني يحذر: العنف يضر بتطلعات الفلسطينيين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رام الله: اعتبر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في اطار زيارته الى رام ا لله بالضفة الغربية الاحد انه كان ينبغي ان ترى الدولة الفلسطينية النور "منذ وقت طويل"، لكن استمرار الهجمات على اسرائيل تسيء الى هذه التطلعات المشروعة. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ثمة حقيقة اليمة لكن لا يمكن تفاديها وينبغي تكرارها وهي ان الارهاب والصواريخ لا تقتل مدنيين ابرياء فحسب بل تقضي كذلك على آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة".

وتابع تشيني ان "قيام دولة فلسطينية كان ينبغي ان يتم منذ زمن طويل"، متعهدا باسم الولايات المتحدة "بتقديم وسائل لمساعدة الفلسطينيين على وضع البنى التحتية الضرورية لاقامة ديمقراطية مستقرة آمنة ومزدهرة بقيادة حكومة تنضم الى الحرب على الارهاب وتستجيب لتطلعات شعبها". ولفت الى "ان سنوات من انعدام الثقة والعنف لم تؤد الى شيء (...) والتوصل الى تسوية عن طريق التفاوض للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني تلبي المطالب الوطنية للشعبين سيكون لها قيمة لا تقدر بثمن".

وانتشرت قوات الامن الوطني الفلسطيني باعداد كبيرة منذ ساعات الصباح وهم يرتدون الخوذ الحربية على الطرقات المحيطة بمقر الرئاسة الفلسطينية تمهيدا لوصول نائب الرئيس الاميركي من القدس. واغلقت هذه القوات عددا من الطرق ما ادى الى حدوث اختناقات مرورية. وقالت مصادر في الشرطة الفلسطينية ان الامن الوطني وحرس الرئيس عباس "فقط" هم المكلفون بتوفير الحماية لموكب تشيني.

اما الرئيس الفلسطيني الذي اجتمع بتشيني، فهاجم من جهته مواصلة الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية وكذلك هجمات الجيش الاسرائيلي التي تحول برايه دون تحقيق تقدم في عملية السلام كما تعهد الطرفان. وقال عباس الاحد ان السلام المطلوب هو الذي يعالج "كل قضايا الحل النهائي بدون استثناء خاصة قضية القدس واللاجئين".

واضاف في المؤتمر الصحافي مع تشيني في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، ان "الامن والسلام لا يتحققان من خلال التوسع الاستيطاني وإقامة الحواجز، والتصعيد العسكري ضد قطاع غزة، والاجتياحات المتواصلة لمدن وقرى الضفة الغربية، والاعتقالات التي نجم عنها وجود اكثر من 11 الف اسير". ورحب عباس بزيارة تشيني وقال "زيارتكم تأتي في وقت نبذل فيه أقصى الجهود لتحقيق سلام عادل ومتوازن مع جيراننا الإسرائيليين، يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ورؤية الرئيس بوش وخطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية".

واضاف "كل هذه المبادرات تقود بمجملها إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش بأمن وسلام إلى جانب دولة إسرائيل وبقية دول المنطقة". واعرب عن تقديره "للجهود التي تبذلها الإدارة الاميركية، والتزام الرئيس بوش القوي بحل الدولتين، واستضافته لمؤتمر انابوليس الهام، وتصميمه على إنجاز اتفاق فلسطيني- إسرائيلي، خلال العام الحالي 2008، والعمل المتواصل والمثابر لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس".

كما جدد عباس ادانته لإطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، قائلا "اننا نؤمن بسلام حقيقي يضع حدا لهذا الصراع المزمن الذي يشكل بؤرة توتر في المنطقة إن لم يكن على المستوى العالمي". وكان تشيني شدد في وقت سابق في القدس على ضرورة احراز تقدم في عملية السلام وتحدث عن التهديد الايراني.

واكد تشيني بعد لقاء مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في القدس "نحن بالطبع نرغب في بذل كل ما بوسعنا لدفع عملية السلام قدما وملتزمون بشكل نشط لمواجهة التهديدات التي نراها تبرز في المنطقة". واضاف "لا يتعلق الامر بالتهديدات ضد اسرائيل فحسب بل وايضا ضد الولايات المتحدة"، في تلميح على ما يبدو الى البرنامج النووي في ايران التي تعتبر مع سوريا العدو الاول للدولة العبرية.

وتأتي زيارة تشيني في وقت تراوح فيه المحادثات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية مكانها بعد اطلاقها في تشرين الثاني/نوفمبر برعاية الرئيس الاميركي جورج بوش. اما بوش الذي سيقوم بزيارة جديدة الى اسرائيل في ايار/مايو لمناسبة الذكرى الستين لانشاء الدولة العبرية، فعبر من ناحيته عن امله في التوصل الى اتفاق قبل رحيله من البيت لابيض في كانون الثاني/يناير 2009.

ومنذ وصوله الى اسرائيل مساء السبت اكد تشيني في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت ان الولايات المتحدة لن تمارس "مطلقا ضغوطا على اسرائيل لتتخذ قرارات تهدد امنها". والتقى تشيني ايضا زعيم المعارضة اليمينية بنيامين نتانياهو وكذلك وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، على ان يجتمع هذا المساء بوزير الدفاع ايهود باراك.

ووصل تشيني الى اسرائيل آتيا من المملكة العربية السعودية حيث التقى الملك عبدالله ووزير النفط علي النعيمي فيما الاقتصاد الاميركي مهدد بالانكماش تحت تأثير ارتفاع اسعار النفط وانهيار الدولار. وبدأ جولته في العراق في 17 اذار/مارس قبل ان يزور سلطنة عمان وينتقل منها الى افغانستان. وسيقوم ايضا بزيارة تركيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف