أخبار

الأب ميشال لولون: مبادرة ملك السعودية للحوار بين الأديان هامة جداً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الخاحامان الكبيران في اسرائيل يؤيدان المبادرة السعودية للحوار بين الأديان

باريس: رحب الأب الكاثوليكي الفرنسي ميشال لولون الاربعاء بمبادرة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إلى الحوار بين الأديان، ووصفها بـ"الهامة جدا"، وأعرب عن أسفه لمواقف الصحافي مجدي علام العدائية للإسلام غداة عماده على يد البابا بنديكتس السادس عشر. وكان دعا ملك السعودية، في ندوة بالرياض حول حوار الحضارات بين العالم الإسلامي واليابان، إلى انطلاق حوار بين الديانات الإبراهيمية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، في وقت "تتعرض البشرية لأزمة أخلت بموازين العقل والأخلاق والإنسانية"، وفق تعبيره.

واعتبر لولون (83 سنة)، مستشار الفاتيكان السابق للعلاقات الإسلامية- المسيحية في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء مبادرة العاهل السعودي "هامة للغاية وخاصة أنها تأتي في ظروف تشهد تحرك الأمور بالاتجاه الصحيح"، على صعيد الحوار المسيحي ـ الإسلامي. وأشار بهذا الصدد إلى لقاء العاهل السعودي بالبابا بندكتس السادس عشر، وإلى رسالة الشخصيات الإسلامية الـ138 إلى الحبر الأعظم ورده الايجابي عليها. وأضاف أستاذ الثيولوجيا، والأمين العام الأسبق للعلاقات مع الإسلام في هيئة الأساقفة الفرنسية، الذي يعد من أبرز رواد الحوار الإسلامي ـ المسيحي "كل هذا يظهر أنه رغم كل ما يقال فإن العلاقات تتقدم على المستوى العالي بين السلطات المسيحية والإسلامية"، على حد قوله.

واعتبر لولون أن ما يجري اليوم هو نتيجة للاتصالات التي تمت خلال السنوات الماضية، ونوه بأنه شارك في الكثير من اللقاءات الدولية ضمن إطار الحوار المسيحي ـ الإسلامي، وأشاد بـ"دور الفاتيكان في الحفاظ على علاقات جيدة مع المسلمين". ونوه بأن اللقاء الذي سيعقد في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في الفاتيكان ويضم شخصيات إسلامية هو "نتيجة للتحضيرات التي تمت خلال السنوات الماضية"، وقال "ليس حدثا معزولا، بل تم التحضير له خلال الندوات واللقاءات الدولية وبمبادرات من مسلمين ومسيحيين"، وشدد على ضرورة أن يكون للقاء روما "أصداء" في العالم أجمع، وأن "يتم فهم روحيته "، وأضاف "إنه عمل أطلقه الفاتيكان ويجب متابعته"، على حد قول لولون، مؤسس (مجموعة الصداقة الإسلامية ـ المسيحية) ومؤلف العديد من الكتب، مثل (كهنة يسوع وسط المسلمين)، و(المسلمون والمسيحيون: خصوم أم شركاء؟)، الصادر حديثا.

وعلق الأب الفرنسي على تعميد البابا للصحافي الإيطالي المصري مجدي علام، المسلم الأصل، يوم عيد الفصح، فشدد على "حرية كل فرد باعتناق أي ديانة"، ولكنه أبدى "أسفه" للمقال الذي كتبه الصحافي المصري غداة عيد الفصح وهاجم فيه الإسلام. وقال لولون "أن يعمد البابا مسلم يريد اعتناق المسيحية، فهذا يدخل ضمن حرية التدين أو عدمه ، وأنا اقدر واحترم البابا، والحرية تسمح لأي مسلم أن يتنصر ولأي مسيحي أن يعتنق الإسلام، ولا انتقد هذا ولكن من غير المقبول أبدا ما كتبه علام غداة عماده حول الإسلام"، وأضاف "قرأت مقتطفات من مقالته في صحيفة إيطالية، وهو يقول أمور خاطئة عن الإسلام وعدائية بما يترك انطباعا بأن ما يقوله هو موقف الفاتيكان علما أن الفاتيكان لا يتبنى موقفه كما تأكد إلي عبر اتصالات أجريتها"، وفق تعبيره.

وكان الأب لولون اعتبر في مؤتمر صحفي نظمه (منتدى الإعلاميات العرب)، أنه لا يمكن الحديث عن حوار الأديان دون الحديث عن الصراع الفلسطيني ـ الإسٍرائيلي. وشدد على ضرورة الحوار مع حركة حماس ومع حزب الله اللبناني ومع إيران، منتقدا موقف فرنسا حيال طهران. وقال "لابد من إجبار إسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية وعلى الاتحاد الأوروبي وفرنسا التوصل إلى موقف أكثر وضوحا بهذا الشأن". ورأى أن "الكنائس لها كلمتها ويجب أن تتحرك أكثر لتوعية الرأي العام إزاء القضية الفلسطينية". وأشار إلى وجود "تيارات متطرفة داخل الإسلام تستخدم السياسية الأميركية الإسرائيلية لضرب أبرياء بما يخالف ما يقوله القرآن"، وفق تعبيره. وحذر بالمقابل من الدعاة الإنجيليين المساندين لسياسة الإدارة الأميركية والناشطين في الدول العربية.

وعلق لولون على أوضاع المسيحيين في الشرق، ومشروع الحكومة الفرنسية استقبال لاجئين عراقيين مسيحيين، فشدد على ضرورة مساعدتهم على البقاء في أرضهم، وقال "يعاني المسيحيون، وغيرهم، في الشرق من سياسة الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي". وانتقد عدم تركيز الإعلام على الأسباب الحقيقية لاضطهاد المسيحيين، منوها بأن المسلمين يعرفون أهمية بقاء المسيحيين في الشرق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف