بنسلفانيا: إعادة بعث حملة كلينتون من جديد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بنسلفانيا: إعادة بعث حملة كلينتون من جديد
واشنطن: " لقد عادت موجة الجزر مرة أخرى " بهذه الكلمات وصفت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فوزها الكبير معنويا فى جولة الانتخابات التمهيدية التى أجريت فى ولاية بنسلفانيا - آخر أكبر الولايات فى السباق الديمقراطى إلى البيت الأبيض - فى الثانى والعشرين من ابريل الجارى. بفارق حوالى عشر نقاط عن منافسها العنيد باراك أوباما استطاعت كلينتون أن تحيى آمالها مرة أخرى فى البقاء فى السباق ، وان تستعيد زخم الانتصارات مرة أخرى من أوباما، بل إنها اعتبرته دليلا جديدا على أحقيتها فى تمثيل الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية. وعن عوامل الانتصار وأسباب الهزيمة ومستقبل السباق كانت تحليلات وسائل الإعلام الأميركية هذا الأسبوع.
بنسلفانيا: شريان جديد لحياة كلينتون الانتخابية
ففى تحليل بثته إذاعة NPR أكد رون إلفنج انه بالرغم من الفوز الذى حققته السيناتور الديمقراطى هيلاري كلينتون فى ولاية بنسلفانيا إلا أنها لم تحصل على كل شئ أرادته من هذه الولاية ، ولكنها فى نفس الوقت حصلت على ما احتاجته من هذه الجولة. وأشار إلفنج إلى أن هذا الفوز أعطى هيلاري مزيدا من الوقت والشرعية فى التواجد فى السباق حتى موعد جولة الانتخابات القادمة فى ولاياتى إنديانا ونورث كارولينا، لأنها بهذا الفوز تستطيع أن تبرر استمرارها فى السباق خصوصا أنها فازت فى أغلبية الولايات الكبيرة التى جرت فيها الانتخابات التمهيدية خصوصا فى ولاياتى أوهايووتكساس فى الرابع من مارس الماضى.
النساء والعمال حسموا النتيجة
ولفت إلفنج النظر إلى أن هيلاري كلينتون استطاعت تحقيق هذا الفوز بالاعتماد على التأييد الكبير الذى تتمتع به وسط الطبقات العاملة والكاثوليك ، كما أنها كانت المرشح المفضل بين فئة الناخبين من النساء ، هذه الشريحة - النساء- تمثل نسبة 60% من جماهير الناخبين الديمقراطيين المسجلين ، أيضا تمتعت بتأييد الناخبين الجدد الذى يدلون بأصواتهم لأول مرة فى هذه الانتخابات التمهيدية - مع العلم بأن ولاية بنسلفانيا لا تسمح قوانينها الانتخابية بالتصويت إلا للمواطنين المسجلين فقط فى الكشوف الانتخابية - خصوصا الشريحة العمرية الأقل من 30 سنة ، حيث أشارت استطلاعات الرأى إلى أنها تمتعت بنسبة تأييد 3 - 2 من أصوات هذه الفئة.
وفى هذا السياق يؤكد إلفنج أن كلينتون لم تكن لتحصل على هذا الفوز الثمين إلا من خلال الدعم الذى حصلت عليه من حصلت عليه من الشخصيات الحزبية البارزة فى الولاية مثل الحاكم إيد ريندل وعمدة مدينة فلاديلفيا مايكل نوتر ، وتنبع - كما يشير الكاتب - أهمية هذا الدعم المقدم من عمدة مدينة فلاديلفيا هو انه من الأميركان ذوى الأصول الإفريقية ، وقام بتقديم هيلاري كلينتون فى حشد الاحتفال بالنصر ، أيضا من الشخصيات الأخرى التى ساهمت بدور كبير فى دعمها كان عضو مجلس النواب عن مدينة جونس تاون النائب جون مورثا .
أوباما خطوة للأمام خطوتين للخلف فى بنسلفانيا
هذه المزايا التى استطاعت هيلاري كلينتون الحصول عليها قوضت من الجهود الكثيرة التي قام بها السيناتور باراك أوباما من اجل مواكبة تفوقها ومحاولة تقليل الفجوة معها خصوصا بين فئات الطبقة العاملة والبيض والشباب ، على اعتبار أن هذه الفئات - كما أشارت استطلاعات الرأى هى التى رجحت كفة هيلاري كلينتون فى ولاياتى أوهايو وتكساس وغيرهما من الولايات ذات القواعد الصناعية الكبرى ، ولذلك انفق أموالا طائلة وصلت إلى حوالى 9 ملايين دولار على الإعلانات التليفزيونية. وقد أسفرت هذه الجهود عن بعض النجاحات ومكنته من تقليل الفارق بينهم فى بنسلفانيا ، ولكن مع قدوم العشرة أيام الأخيرة قبل انعقاد جولة الانتخابات بدأت الأمور تتبدل مرة أخرى لصالح هيلاري كلينتون خصوصا بعد تركيزها على بعض الأمور - التى كانت مسار جدل ونقاش فى الفترة الأخيرة - التى أحاطت بالحملة الانتخابية لباراك أوباما وبعد التصريحات التى بدرت منه ، مثل التصريحات إلى أطلقها القس جريمى رايت - الذى قام بتعميده ويعتبر بمثابة المعلم الروحى لأوباما - عن مسئولية أمريكا عن أحداث الحادى عشر من سبتمبر ، أيضا التصريحات التى أدلى بها أوباما فى احد خطاباته الانتخابية مؤخرا حول الإحباط الذى أصاب طبقات العمال نتيجة عدم حصولها على حقوقها الاقتصادية والاجتماعية ، فضلا عن أدائه الباهت فى المناظرة الانتخابية التى تمت مع هيلاري كلينتون فى السادس عشر من ابريل الجارى ، فكلها عوامل أكد إلفنج أنها كانت سببا أساسيا فى هزيمة أوباما .
رغم الفوز: كلينتون مازال أمامها الكثير
وبالرغم من هذا الفوز الهام وهذه الولاية الكبيرة إلا أن إلفنج لفت الانتباه إلى أن المرشحة هيلاري كلينتون عليها أن تواصل البناء على هذا النصر إذا هى أرادت الحصول على بطاقة التأهل للمنافسة على مقعد الرئاسة فى نوفمبر القادم ، لان هناك الكثير من التحديات الكثيرة فى انتظارها فى الجولة القادمة المقرر إجرائها فى السادس من مايو القادم فى ولاياتى إنديانا ونورث كارولينا ، فهاتين الولايتين يمتلكان عدد من المندوبين اكبر من عدد مندوبى بنسلفانيا البالغ عددهم 160 مندوبا انتخابيا ، كما يتمتع أوباما فى هذه الولايات بتأييد كبير يؤهله لتحقيق نصرا كبيرا فيهما. وإذا استطاع السناتور الأسود الفوز فى هاتين الولايتين فان الدعوات - كما أكد إلفنج - سوف تتجدد لمطالبة هيلاري كلينتون بالانسحاب من السباق وترك الساحة لأوباما . وفى نهاية التقرير يؤكد إلفنج أن على هيلاري كلينتون أن تعمل على كسب تأييد المندوبين السوبر - البالغ عددهم حوالى 800 مندوب - والذين سوف يصوتون فى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى ، فعليها أن تحاول جاهدة الحصول على أغلبية مريحة من هذا العدد بحيث يكون قوة دفع لها لاقتناص فرصة الترشح عن الحزب الديمقراطى لمقعد الرئاسة.
أما إس إيه ميلر فقد كتب فى صحيفة الواشنطن تايمز مؤكدا على أن هيلاري حققت فوزا صعبا للغاية فى بنسلفانيا محاولة بذلك وقف محاولات باراك أوباما للإطاحة بها من السباق الديمقراطى للانتخابات الرئاسية ، ويضيف ميلر أن هذا الفوز يعتبر بمثابة رسالة ضمنية مفادها أنها هى الأحق بتمثيل الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية وان منافسها لن يكون قادرا على هزيمة الحزب الجمهورى ممثلا فى السيناتور جون مكين John فى هذه الانتخابات. ولكن على الرغم من ذلك يشير ميلر إلى أن هذا الفوز لم يحقق لها الكثير من المكاسب حيث ما يزال أوباما فى المقدمة بفارق حوالى 100 مندوب.
بعد الفوز: صراع جديد من اجل المال
ومن ناحية أخرى فان هذا الفوز كما يشير ميلر جدد الصراع بين المرشحين من اجل الحصول على مزيدا من الأموال اللازمة لتمويل ما تبقى من حملتهما الانتخابية ، فقد استغلت هيلاري كلينتون فرصة فوزها لطلب مزيدا من المساعدة لها من اجل الاستمرار فى السباق ، ويؤكد ميلر أن أوباما فى هذا الشأن - جمع الأموال والتبرعات لحملته - يمتلك ميزة كبيرة وتفوق مقارنة بهيلاري.
وكتبت كريستينا بيلانتونى تقريرا لنفس الصحيفة مؤكدة أنه بعد إعلان فوز هيلاري بوقت قصير جدا استطاعت حملتها الحصول على حوالى ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار كتبرعات لصالحها. وأضافت الكاتبة أن أوباما انفق أموالا طائلة على حملته الانتخابية فى بنسلفانيا إلا أنها لم تأتى بالنتائج المرجوة ولم يتمكن من تحقيق الفوز المنشود ، الأمر الذى يطرح العديد من علامات الاستفهام حول قدرته على هزيمة المرشح الجمهورى جون مكين.
وفى السياق ذاته أشارت مراسلة شبكة CNN كيرا فيليبس لبرنامج American Morning إلى أن هذه الأموال التى حصلت عليها المرشحة هيلاري كلينتون عقب فوزها فى بنسلفانيا جاءت من متبرعين جدد على حملتها الانتخابية خصوصا بعد أن أكدت فى خطابها بعد الفوز أن مستقبل حملتها الانتخابية الآن فى يد الناخبين الأميركيين.
الناخبون ينقلبون على أوباما
وعلى صعيد مختلف اهتم التقرير بالتحليلات التى قدمتها المدونات الالكترونية على شبكة الانترنت والتى تهتم بهذا السباق ، وأكدت مراسلة الانترنت لشبكة CNN فيرونيكا دي لا كروز أن هذه المدونات طرحت عددا من النقاط لتبرير أهمية فوز هيلاري فى هذه الجولة بالذات ، حيث أشار المدونون إلى أن هذا الفوز أوقف الدعوات التى طالبتها بضرورة التخلى عن الحلم الرئاسى وترك السيناتور باراك أوباما يمثل الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية القادمة ، ومن ناحية ثانية أدى هذا الفوز إلى زيادة التبرعات التى قدمت لحملة هيلاري الانتخابية ، كما ساهم هذا الانتصار الانتخابى الهام فى آخر الولايات الكبرى فى كشف نقاط الضعف الكثيرة فى الحملة الانتخابية للمرشح باراك أوباما من ناحية ثالثة.
ولفت فيرونيكا الانتباه إلى أن هذه الهزيمة التى مُنى بها أوباما أدت إلى تغير فى السلوك التصويتى لبعض المؤيدون له ، فعلى سبيل أكد اندرو سوليفان - والذى كان من اشد المؤيدين لأوباما وطالب هيلاري كلينتون فى مرات كثيرة بالتنحي عن السباق ووصف استمرارها فى السباق بالوقاحة - فى مدونته " Andrew Sullivan's Daily " - التى تعتبر من أكثر المدونات تصفحا على شبكة الانترنت - على انه إذا كان أوباما يعتقد أنه الأحق بترشيح الحزب الديمقراطى له فى الانتخابات الرئاسية لمجرد انه يمتلك اكبر عدد من الأصوات والولايات والمندوبون فإنه فى هذه الحالة مخطئ.
وعن أسباب الخسارة أشارت فيرونيكا إلى أن احد المدوينين ويدعى جريج ميتشل- احد أهم الناشرين فى الولايات المتحدة الأميركية - اعتبر أن خسارة أوباما بهذا الفارق الكبير نسبيا يرجع إلى عامل العرق الذى اثر على السلوك التصويتى للناخبين فى بنسلفانيا خصوصا هؤلاء الذين لم يكونوا قد حددوا لمن سيصوتوا إلا قبل إجراء الانتخابات بفترة وجيزة ، وهؤلاء أرادوا ألا يظهروا آراؤهم المتعصبة إلا خلف الستار وهم يملئون استماراتهم الانتخابية.