العالم في حالة حرب (1-2)
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يبدو أن الصراعات المسلحة قد أصبحت السمة الأساسية للعالم منذ الحرب العالمية الأولي, غير أنها قد أخذت معالم مختلفة, حيث لم تعد هذه الصراعات مقتصرة فقط علي قوي دولية متناحرة, وإنما انتقلت إلي داخل الدولة, وذلك بعد تصاعدت مطالب الانفصال وحقق تقرير المصير لحركات المعارضة في العديد من الدول حول العالم, لاسيما في الدول ذات الحكم الديكتاتوري.
وانطلاقاً من أن أهمية الصراعات لا تقتصر فقط علي الدائرة الإقليمية, أو الدولة التي تشهدها, وإنما تتحدد أهميتها أيضاً بمقارنتها بما ينشأ من صراعات جديدة حول العالم. تناول "مركز معلومات الدفاع "Center For Defense Information (CDI) " في نشرته الدورية"The Defense Monitor ", عن شهري يناير/فبراير الماضيين (2008) والمعنونة بـ " العالم في حالة حرب" "The World At Warالصراعات والنزعات التي يشهدها العالم حتى نهاية العام الماضي (2007)، والتي صنفتها النشرة إلي صراعات مهمة وأخرى أقل أهمية, اعتماداً علي ما استجد من تطورات شهدها العالم خلال العام الماضي (2007). وتري أن خريطة الصراعات في العالم لم تتغير منذ عام 1989 عالمياً وإقليمياً, إذ مازالت إفريقيا تعاني من عدد ضخم من الصراعات المسلحة, كذلك أسيا التي تعاني من 4 صراعات مهمة,برغم قلة حدة الصراع في نقطتين ساخنتين خلال عام 2007.
تغير مشهد الصراعات في العالم
أشارت النشرة في افتتاحيتها إلي تغير أولويات الاهتمام بالصراعات الدائرة حول العالم بسبب ظهور صراعات جديدة, موضحةً أنه حتى 27 ديسمبر 2006 نجح الرئيس الأميركي "جورج بوش" في تحدي رفض الشعب الأميركي لإستراتيجية إدارته لحربي العراق وأفغانستان, والتي صدق عليها الكونغرس الأميركي في نوفمبر 2006,حيث ظلت تلك الحربان في بؤرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط إلي أن أطلقت ثلاث رصاصات علي رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة "بناظير بوتو" ,اغتيلت علي إثرها في مدينة "راوالبيندى""Rawalpindi" لتستحوذ هذه الحادثة علي الاهتمام العالمي, وبشكل يفوق الاهتمام بالحرب الدائرة في العراق و أفغانستان, وذلك بسبب امتلاك باكستان لترسانة نووية, بينما لا يمتلك كل من العراق وأفغانستان برنامجا نووياً.
غير أن النقطة الأكثر أهمية هي أن الإدارة الأميركية الحالية وبرغم بلاغتها الخطابية عند الحديث عن دعم الديمقراطية ومعارضة الديكتاتورية, فإنها مثل الإدارات السابقة في تخليها في بعض الأحيان عن المبادئ فيما يخص العلاقات الخارجية, ويمكن تفسير ذلك بقدر من الوضوح من خلال إلقاء الضوء علي العلاقات الأميركية الباكستانية.
فوضي باكستان.والحرب على الإرهاب
أوضحت النشرة أن "باكستان" ثالث دولة آسيوية تمتلك ترسانة نووية مع كل من الصين والهند. وتعتبر الولايات المتحدة الترسانة النووية الباكستانية مصدراً لخطر كامن يمكن أن يحصل الإرهابيون من خلالها علي الأسلحة النووية. وقد شهدت باكستان خمسة انقلابات عسكرية, حيث عانت علي مدي 28عاما من الحكم العسكري المباشر, و12عاما أخري من الحكم العسكري غير المباشر, كل ذلك منذ 60عاماً من الاستقلال, فيما قاد الانقلاب الأخير الجنرال "برويز مشرف" عام 1999,وخلال هذه الحالة من عدم الاستقرار, استخدمت الولايات المتحدة باكستان كمسرح لتدريب المقاومة الأفغانية أثناء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان 1979-1989, وبدورها دعمت باكستان "حركة طالبان" في الحرب الأهلية بأفغانستان عام 1990.
وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أسقطت الولايات المتحدة معارضتها للجنرال "مشرف" نظراً لاحتياجها لمساعدته في ضبط حدود باكستان المتاخمة لأفغانستان, فيما منحت نظام "مشرف"10 مليار دولار بشرط ضبط الحدود أمام عودة عناصر حركة "طالبان"، وعلي الصعيد الداخلي فقد طالبته بإجراء انتخابات ديمقراطية, وهو ما لم يلتزم به الأخير.
وبحلول عام 2008 أصبح الوضع في باكستان قابلاً للاشتعال, فرئيسها تحت الحصار, وثمة احتمالات واضحة لتأجيل العملية الانتخابية, إن لم يكن هناك احتمالات لإلغائها, وإعادة فرض حالة الطوارئ, وهو ما يزيد من أعباء الإدارة الأميركية, نظرا لحالة الفوضى التي تعم البلاد وبالتالي تطال الحدود مع أفغانستان التي تحتوي علي عدد ضخم من القوات الأميركية المنتشرة هناك لقتال المتمردين والموالين" للقاعدة" المستمرين في التحرك عبر الحدود.
الوضع في العراق.مأزق أميركي
أشارت النشرة إلي أن الرئيس الأميركي قد اتخذ خلال يناير 2007خطوة أشبه بالمقامرة, عندما أعلن زيادة عدد القوات الأميركية في العراق بهدف دفع عملية المصالحة الوطنية بين الطوائف الدينية, والجماعات العرقية المتنازعة فيه, فيما ستبقي العواقب طويلة الأمد غير معروفة لتدفق 30 ألف جندي أميركي للعراق, ليبلغ العدد الرسمي للجنود الأميركيين في العراق 162ألف جندي, وذلك مع تزايد عمليات العنف ضد القوات الأميركية خلال الفترة الأخيرة, إذ أنه ليس بالضرورة أن تسهم زيادة القوات في نقص عدد الوفيات في صفوفها, وإنما يمكن أن تسهم في زيادتها أيضا وهو بالطبع ما يؤثر علي الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة الأميركية أواخر هذا العام.
فخلال عام 2008-عام الانتخابات الأميركية- ستكون إدارة الرئيس الأميركي الحالي حريصة علي إنهاء فترتها بإعلانها عن النصر الذي سيُعاد تخطيطه مرة أخري وفق تخفيض أعداد الجنود في العراق بنهاية العام, إذ يؤكد القادة العسكريون الأميركيون أن تخفيض سريع في عدد الألوية الأميركية المقاتلة في العراق سيحدث بنسبه تتراوح بين 15-20%خلال صيف 2008, كما سيتم تحويل المهام من القتال المباشر إلي التدريب والإرشاد لقوي الأمن و الشرطة العراقيين.
فإلي جانب" القاعدة "هناك مجموعات أخري معارضة لاستمرار الاحتلال الأميركي للعراق, وعدم تحقيق نجاح ملموس بشكل كبير من قبل الولايات المتحدة في هذا الإطار, فإن ثمة نجاحات حققتها مساعدات القوات الأميركية للشعب والحكومة في كل من العراق وأفغانستان, تمثلت في السيطرة علي أوضاع شركات الأمن الخاصة ومتعهديها التي باتت جزءاً من الصراع والحرب هناك, إذ لا يعد من المبالغة القول بأن متعهدي شركات الأمن الخاص علي نفس القدر من الخطورة كالجماعات المتمردة مثل" القاعدة" علي أهالي البلاد المنتشرين فيها, كما أن هذه المساعدات الأميركية قد أثمرت أيضا علي صعيد عودة اللاجئين العراقيين, إذ عاد البعض منهم وفق برنامج رعاية اللاجئين العراقيين تحت إدارة رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي"، الداعي إلي العودة إلي العراق, فيما عاد البعض الآخر منهم بسبب عدم قدرتهم علي العثور علي عمل في البلاد التي استضافتهم -إذ عادة ما لا تسمح البلاد المضيفة للاجئين بالعمل - وبالتالي لم يعد لديهم خيار آخر بعد استنفار جميع مدخراتهم.
الصراعات في أفريقيا.السلام الهش
تُشير النشرة إلي أن البنتاغون يخطط خلال عام 2008لتنشيط دور قيادة أفريقية جديدة موحدة لتكمل بذلك الرؤية الأميركية لتقسيم العالم وفقاً لمناطق جغرافية (أوروبية,جنوبية,مركزية,شمالية) تؤسس هذه القيادة اعتماداً علي علاقات القوي المشتركة التي تأسست بدورها بواسطة إتحاد القوات المشتركة الحالية في القرن الأفريقي في جيبوتي, وذلك بهدف إنهاء الصراعات بشكل أقرب للجذري اعتماداً علي الإطار المؤسسي والقانوني لهذه القيادة من خلال التوقيع علي معاهدات.
وينبع هذا المطلب الأميركي من تداخل الصراعات في أفريقيا وامتدادها بين الدول بشكل كبير, حيث تؤكد النشرة علي أن استمرار الصراعات في دولة ما, عادة ما يتسبب في توريط الدول المجاورة في هذه الصراعات, وهو بالفعل ما حدث لجارتي السودان أفريقيا الوسطي وتشاد, التي تحملت وطأة دعم السودان للمتمردين, فخلال ال49 عاماً الماضية تدهور الوضع الأمني في كل من أفريقيا الوسطي وتشاد, الأمر الذي دفع قادة العالم إلي الاتفاق علي إرسال قوة من الإتحاد الأوروبي إلي كل منهما, وذلك خلال افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك -سبتمبر 2007- قوامها 3700 جندي, نصفهم من فرنسا- تجدر الإشارة إلي أن فرنسا لها بالفعل 1000جندى في تشاد تمدهم بالمعدات العسكرية, بالإضافة إلي 1000 مدرب شرطة تابعيين للأمم المتحدة.
الشرق الأوسط.صراعات لا تزال محتدمة
يواكب عام 2008 الذكرى الـ 60 لاعتراف الولايات المتحدة الأميركية دبلوماسياً بدولة "إسرائيل"، بعد أن شهد عامي 2006و2007 تعقيدات عدة بشأن الصراع بين "السلطة الفلسطينية" المنتمية لحركة "فتح", وحركة "حماس"التي تسيطر علي شريط غزة من ناحية, إعادة صياغة لتوازن القوي بين "إسرائيل", و"حزب الله"في "لبنان" من ناحية ثانية,ودخول الولايات المتحدة مرة أخري علي خط مفاوضات السلام بعقدها مؤتمر" أنابوليس" الذي حضرة ما يقرب من 50 دولة ومنظمة دولية, من ناحية ثالثة, والذي اتفق خلاله علي حل المشكلات العالقة والقضايا الأساسية- حق العودة, حدود الدولة الفلسطينية, وضع "القدس" بنهاية عام 2008.
وأشارت النشرة إلي أن شق الصف الفلسطيني المتمثل في نزاع حماس وفتح يعوق تنفيذ أي اتفاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت", ورئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" حيث تؤكد "حماس" دائما علي عدم قبولها أي تنازلات يقدمها رئيس السلطة الفلسطينية للجانب الإسرائيلي, فيما تعلن قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF ) أن المفاوضات مع "عباس" تسير وفق مسار منفصل عن العمليات في غزة التي تهدف إلي إجبار "حماس" علي وقف إطلاق صورايخ القسام علي العمق الإسرائيلي.
وعلي الرغم من استنكار "الولايات المتحدة الأميركية" عدم ضبط "سوريا" لحدودها مع "العراق", الأمر الذي أدي إلي تسرب مقاتلين أجانب إلي الداخل العراقي, فإن الولايات المتحدة قد دعت الأخيرة لحضور مؤتمر "أنابوليس" في وقت تحاول فيه سوريا الحفاظ علي نفوذها في لبنان, التي تمر بدورها بأزمة دستورية بسبب تأجيل انتخاب خلفا ًللرئيس المنتهية ولايته "إميل لحود"، حتى مع اعتراف الأطراف ذات النفوذ بضرورة تعديل الدستور للسماح بتولية قائد القوات المسلحة الجنرال"ميشيل سليمان" رئيساً للبنان.
أما في "الجزائر" وبعد مرور خمسة عشر عاماً علي إبطال "الجيش الجزائري" انتخابات عام 1992 التي صعد خلالها الأصوليون الإسلاميون إلي السلطة، وتحالف "الجماعة السلفية" بعد العفو العام الذي صدر بحق أعضائها خلال عام 2006 الذين وصل عددهم إلي 2000متمرد مع تنظيم القاعدة وتغيير اسمها إلى جماعة "القاعدة في المغرب الإسلامي" في شن هجوم متواصل علي القوات الجزائرية, وأفراد الحكومة, وموظفيها بدء خلال شهر فبراير 2007, فيما سجلت تقارير مقتل 435 شخص أثناء تجدد العنف في الأشهر الأولي من عام 2007, وخلال شهر ديسمبر 2007 قتلت قنبلة 41 شخص علي الأقل ليزداد مستوي العنف وعدم الاستقرار في الجزائر خلال هذا العام.
الصراعات الأكثر أهمية في العالم
أطراف الصراع الأساسيين
عام بدء الصراع
سبب قيام الصراع
أطراف أخرى متورطة
الحرب الأميركية علي الإرهاب
2001
أعقاب هجوم الحادي عشر من سبتمبر
الأمم المتحدة, وأطراف متعددة
الشرق الأوسط
العراق
2003
غزو, احتلال
الولايات المتحدة الأميركية, بريطانيا, استراليا, اليابان, كوريا الجنوبية, إيطاليا, بولندا, أوكرانيا, الدنمرك, وآخرون
إسرائيل, ضد(حماس, الجهاد الإسلامي, حزب الله),وآخرون
1975
ديني ,إقليمي
الولايات المتحدة الأميركية, بريطانيا, سوريا, لبنان
آسيا
حرب أهلية في أفغانستان بين حكومة كابول, والقاعدة, وطالبان
1978
ديني, عرقي, إقليمي
الولايات المتحدة الأميركية, بريطانيا, روسيا, إيران, طاجيكستان, باكستان, أوزباكستان, حلف الناتو
الحكومة الهندية, ضد حركة تمرد (ULFA )
1986
استقلال
الأمم المتحدة, مينمار, بنجلاديش
الحكومة الفلبينية, ضد جيش الشعب الجديد الشيوعي
1986
إرهاب
الولايات المتحدة الأميركية, إندونيسيا, ماليزيا, ليبيا
الحكومة السيرلانكية, ضد حركة نمور التاميل
1978وإحتدم منذ 2002
ديني, عرقي, استقلال
الهند
أمريكا اللاتينية
كولومبيا, ضد الجيش القومي الليبرالي(ELN )
1978
اقتصادي, سياسي, اجتماعي
الولايات المتحدة الأميركية
كولومبيا, ضد جيش المقاومة الكولومبي(FARC )
1978
اقتصادي, سياسي, اجتماعي
الولايات المتحدة الأميركية
إفريقيا
حكومة الكونغو الديمقراطية, ضد حركة تمرد "إنديجيوس"
1997
اقتصادي, سياسي, عرقي
انجولا, أوغندا, رواندا, زامبيا, فرنسا, برواندي, شمال إفريقيا, الإتحاد الإفريقي, الأمم المتحدة
نيجيريا -حرب أهلية طائفية-
1970
اقتصادي, عرقي, ديني
لا يوجد
حكومة الصومال, ضد عدة حركات تمرد
1978وإحتدم منذ2005
اقتصادي, عرقي
الولايات المتحدة الأميركية, كينيا, إثيوبيا, الأمم المتحدة
الحكومة السودانية, ضد جيش التحرير السوداني
2003
عرقي
الولايات المتحدة الأميركية, الأمم المتحدة, الإتحاد الأوروبي, حلف الناتو
الحكومة الأوغندية, ضد قيادات الجيش الأوغندي
1986
صراعات قوي
السودان