وكالة الطاقة: السوق النووية السوداء خطرة جداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فيينا: رفض مصدر مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين نفي أو تأكيد أنباء صحافية غربية اشارت إلى علمها بوجود تصميمات لأسلحة نووية تم تمريرها إلى كلٍ من كوريا الشمالية وإيران وليبيا خلال السنوات الماضية. واكتفى المصدر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه بالقول "لسنا مخولين للحديث عن هذه المسألة، لأنها لا تندرج في إطار اختصاصنا وصلاحياتنا".
ولكن المصدر نفسه، وفي تصريح لـوكالة (آكي) الايطالية للأنباء، أشار إلى أهمية ما صرح به المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي خلال تقاريره التي رفعها إلى مجلس المحافظين والمؤتمر العام، وخلال الحديث الذي أدلى به مؤخراً لمجلة (در شبيغل) الألمانية، حيث أكد أن الوكالة "تولي أهمية قصوى لما تشكله السوق النووية السوداء من مخاطر واحتمال حصول المجموعات الإرهابية على المواد والأسلحة النووية، وخصوصاً بعدما أعلن تنظيم القاعدة الرغبة لحيازة واستخدام تلك الأسلحة في عملياته الإرهابية"، على حد وصفه.
كما أوضح المصدر المسؤول أن المدير العام أشار إلى معلومات تفيد أن المواد النووية والمشعّة يمكن شرائها بطريقة غير مشروعة من السوق السوداء أو من خلال عمليات التهريب. كما عبّر البرادعي عن الأسف لامكانية مرور وقت طويل قبل التوصل إلى حل شامل في الشرق الأوسط يتضمن تسوية ملف البرنامج النووي الإيراني، وشدّد على القول بان "الحوار المفتوح والذي يقوم على أساس تقديم سلة الحوافز إلى الجانب الآخر، كما حدث بالنسبة إلى كوريا الشمالية وأدى إلى إعلان تخليها عن برنامجها للأسلحة النووية، سيظل الفرصة الأخيرة". وفي هذا السياق، أستغرب البرادعي كيف لا تحاور واشنطن طهران، كما حاورت بيونغ يانغ في إطار مفاوضات الدول الست، حيت تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتجريد كوريا الشمالية من برنامجها للاسلحة النووية.
كما أشار المصدر المسؤول في الوكالة إلى رد البرادعي على سؤال حول موقف الوكالة تجاه ما يسمى بـ "الدراسات المزعومة" وتقرير المخابرات الأميركية الذي أفاد أن طهران قد أوقفت برنامجاً سرياً للأسلحة النووية في ربيع العام 2003، تحت وطأة الضغوط الدولية، وأن الأميركيين لم يؤكدوا استئناف تلك الانشطة، بقوله "المواد الأميركية لم نتسلمها، ومن هذا المنطلق لا نستطيع إصدار حكم" بشأنها.
ولكن البرادعي اعترف بأن "الإيرانيين أخفوا أنشطة نووية عن الوكالة في الماضي، ولكنهم لم يؤكدوا أنهم تمكنوا من إنتاج قنبلة ذرية، بل أصروا على القول بأنهم يستخدمون الطاقة الذرية للأغراض السلمية والمدنية، وعلينا أن نجد أي دليل يدحض ذلك، مع الأخذ في الاعتبار أنه ما يزال هناك حالات مريبة تثير القلق ومسائل عالقة، ورغبة الإيرانيين في التعاون مع الوكالة تطرح الكثير من النواقص، ولذلك يتعين على إيران أن تفعل المزيد من أجل توفير الوصول إلى كافة المرافق النووية والوثائق والأفراد، وتقديم مساهمة أقوى لتوضيح المسألة الأساسية التي تتعلق بطبيعة البعد العسكري لبرنامجها النووي".
وأوضح المصدر أن المدير العام للوكالة الذرية رد على سؤال عما إذا كان يعتقد بأن إيران تسعى بالفعل إلى إنتاج اسلحة نووية بقوله "أنا لا أستطيع تقييم النوايا، لأن هذا ليس عملي. لقد قدمنا أسئلة إلى الإيرانيين حول تجارب عسكرية وصواريخ ارتدادية، وحول المصادر النووية ذات الاستخدام المزدوج، ولا سيما تلك التي تندرج في إطار الأغراض المدنية والعسكرية. وقد أوضحنا بشكل جلي على ضرورة الحصول على الأجوبة عليها في أسرع وقت"، على حد تعبيره.
وكانت (واشنطن بوست) ذكرت في عددها الصادر أمس نقلاً عن مصدر دبلوماسي قوله إن "عصابة التهريب الدولي قد شاركت في امتلاك نسخ سرية عن تصميمات لأسلحة نووية متطورة في إيران ودول وصفتها بالمارقة في العام 2005". وأشار المصدر الدبلوماسي الذي لم يكشف النقاب عن هويته إلى أن العالم الباكستاني عبد القدير خان، والذي يعتبر أبو القنبلة الذرية الباكستانية هو الذي يقود التهريب، وسبق له أن تورط بتقديم تصميمات لأسلحة نووية وصواريخ بالستية إلى ليبيا وإيران وكوريا الشمالية.
كما أشارت الصحيفة إلى مسودة تقرير للأمم المتحدة أعده خبير التفتيش عن الأسلحة ديفيد أولبرايت، وحذر فيه من مخاطر وتهديدات أنشطة المجموعات الإرهابية الرامية إلى امتلاك تصميمات لبناء أسلحة أكثر تطوراً بما فيه القنبلة الذرية أو الرؤوس النووية التي يمكن تركيبها على صواريخ من طراز الصواريخ الإيرانية.
وأوضحت الواشنطن بوست أن "التصميمات النووية تم اكتشافها في العام 2006 بواسطة جهاز كمبيوتر يملكه رجل أعمال سويسري، وجرى تدميرها من قبل الحكومة السويسرية مؤخراً تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنع وصولها إلى أيدي المجموعات الإرهابية". ولكن مسؤولين في الأمم المتحدة قالوا إنهم لا يستبعدون أن تكون تلك المعلومات قد جرى تبادلها، على حد تعبير الصحيفة الأميركية، والتي لم تستبعد بدورها أن تكون "تصميمات تلك الأسلحة النووية المتقدمة قد تم بيعها إلى عدد من الدول المارقة في العالم، على حد قول أولبرايت معد التقرير الأممي، والذي من المتوقع نشره في وقت لاحق من هذا الأسبوع. كما نسبت الصحيفة الأميركية إلى الناطق باسم السفارة الباكستانية في واشنطن نديم كياني قوله إنه لا يستطيع دحض المعلومات الواردة في التقرير الدولي.
وأضاف قوله "إن السلطات المختصة في الحكومة الباكستانية سبق لها أن أجرت التحقيقات اللازمة للتأكد من صحة التهم النووية بأن عبد القدير خان قد تقاسم المعلومات مع الوكالة الذرية". وأكد الدبلوماسي الباكستاني قوله إن بلاده تعتبر ملف عبد القدير خان منتهياً، على حد تعبيره. ونسبت الصحيفة الأميركية إلى دبلوماسي رفيع المستوى في فيينا قوله إن الوكالة الذرية على علم ودراية بهذه المسالة، ولكنها لم تعط أية تفاصيل، وهو ما رفض المصدر المسؤول في الوكالة نفيه أو تأكيده، لأن ذلك لا يدخل في اختصاصه، على حد وصفه.