تسفانجراي: الانتخابات عبارة عن تخويف جماعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واقفلت صناديق الاقتراع في زيمبابوي في الخامسة مساء بتوقيت جرينتش يوم الجمعة بينما أفادت التقارير بأن إقبال الناخبين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية كان ضعيفا. وقالت التقارير ان احد اسباب ضعف الاقبال قد يكون وجود مرشح واحد فعلي هو الرئيس الحالي روبرت موجابي.
وكان تسفانجراي، مرشح المعارضة، قد انسحب من السباق بسبب "أعمال العنف التي تُرتكب بحق أنصاره"، إلا أن اسمه مازال مدرجا على بطاقات التصويت بوصفه المنافس الوحيد لموجابي، لا سيما بعدما اعتبرت اللجنة الانتخابية انسحابه الأحد الماضي متأخرا.
وفي ظل الجدل الكبير الذي تثيره هذه الانتخابات حول نزاهتها والطريقة والظروف التي اجريت بها، وصفها الاتحاد الاوروبي بالانتخابات الصورية، بينما هددت الولايات المتحدة والمانيا بأن تفرض الامم المتحدة عقوبات على نظام موجابي.
من جهته، قال احد المراقبين من مجموعة جنوب افريقيا للانماء ان هذه الانتخابات هي اسوأ من التي شهدتها انجولا عام 1992 بعد انتهاء الحرب الاهلية. اما دول مجموعة الثماني المجتمعين في اليابان فقالوا انهك لن يقبلوا بنتائج اي انتخابات لا تعبر عن تطلعات الشعب في زيمبابوي.
وافادت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان بلادها ستتشاور مع الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي لمناقشة الخطوات التي يجدر اتخاذها حيال ما يجري في زيمبابوي.
في المقابل، وخلال ادلائه بصوته في العاصمة هاراري قال موجابي انه "يشعر انه بصحة جيدة جدا وانه "متفائل جدا".
من جهتها، اعلنت الشرطة ان المعارضة تخطط لافشال الانتخابات من خلال اعمال شغب، مشيرة الى ان "اي اخلال بالامن سيقابل بالقوة بموجب ما ينص عليه القانون". يذكر ان المعارضة كانت قد فازت بالانتخابات البرلمانية الماضية التي اجريت في مارس/ آذار، الا ان النظام في زيمبابوي يعطي الرئاسة صلاحيات اكثر تأثيرا.
وقد علق تسفانجراي على إجراء الانتخابات قائلا: "إنها إذلال مشين ولا معنى لها". وتخلى تسفانجراي، زعيم الحركة من أجل التغيير الديموقراطي، عن خوض الانتخابات معتبرا انه "لا يستطيع ان يطلب من الناخبين المجازفة بحياتهم والتصويت".
وقال ان فرص اتسام الانتخابات بالحرية والنزاهة معدومة بسبب حملة العنف والترهيب التي يقوم بها انصار النظام. وفُتحت حوالى تسعة آلاف مركز اقتراع أبوابها في الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش حيث من المقرر أن تستمر عملية التصويت لاثنتي عشرة ساعة لاستقبال 9,5 ملايين ناخب مسجل في اللوائح الانتخابية.
فقد رفض موجابي دعوات الامم المتحدة وعدة رؤساء دول لتأجيل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة قائلا انه لا يمكن التدخل في شؤون بلاده، "حتى من جانب الاتحاد الافريقي".
وكان تسفانجراي قد حذر من أن الجيش سيجبر الناس على التصويت باعداد كبيرة لصالح موجابي. ودعا زعيم المعارضة أنصاره إلى التصويت فيما لو تطلب الأمر، وذلك من أجل تجنب العنف الانتقامي. وقال لأنصاره: "لا تعرضوا أنفسكم للخطر، فالأمر لا يستحق ذلك. إن هذه حكومة غير مشروعة وستظل كذلك، فالناس يموتون ولا يوجد طعام ولا توجد أغطية وهذا يضرب معنوياتنا في الصميم".
واشنطن تندد بانتخابات "صورية" في زيمبابوي
و في اول رد فعل لها، دانت الولايات المتحدة ما اعتبرته انتخابات "صورية" في زيمبابوي داعية رؤساء دول الاتحاد الافريقي الى تشديد الضغط على الرئيس روبرت موجابي.
واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي انه "واضح جدا للجميع انها انتخابات صورية اجرتها حكومة لن تستفيد منها بشيء لتعزيز شرعيتها مهما ادعت". وندد المتحدث "باجواء الخوف الحقيقي والترهيب" التي جرت فيها الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي نظمها موغابي رغم اعتراض المجتمع الدولي بعد انسحاب المرشح الثاني المعارض مورغان تسفانجيراي (56 سنة) بسبب اعمال العنف التي تمارس بحق انصاره.
ودعا كايسي رؤساء الدول والحكومات الاعضاء في الاتحاد الافريقي الذين سيجتمعون الاسبوع المقبل في شرم الشيخ بمصر الى التحرك. وقال "نامل ان يستمروا في التعبير عن معارضتهم للاقتراع المزور الجاري حاليا والقاء ثقلهم للدفع بالمساعي الدولية الرامية الى حل سياسي".
واضاف "في هذه المرحلة لا اريد ان اقول لهم اي اجراءات خاصة يمكن ان يتخذوا، الا انه من الواضح اننا ننتظر منهم ان يعبروا عن آرائهم وان يتخذوا الاجراءات التي يرونها مناسبة للضغط على النظام كي يغير مقاربته".
واوضح كايسي ان الولايات المتحدة لم تمارس اي ضغط على مصر لكي تلغي دعوة موغابي للمشاركة في قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي. وتابع المتحدث الاميركي "ان الاتحاد الافريقي هو الذي يحدد من يدعو ومن لا يدعو". وخلص الى القول "الا انني شخصيا اعتقد انه سيكون رائعا لو يقول له القادة الافارقة وهم ينظرون في عينيه مباشرة: انت لم تعد زعيما شرعيا".
الاتحاد الاوروبي: عملية "تضليل"
و في بروكسل: اعتبرت المفوضية الاوروبية ان الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي غير شرعية وعبارة عن عملية "تضليل". وقالت المتحدثة باسم المفوضية كريستينا ناغي "بطبيعة الحال اننا على علم بالانتخابات المزعومة التي تجرى اليوم. لنكن واضحين ان المفوضية الاوروبية مثلها مثل الامم المتحدة لا تعتبر هذه الانتخابات شرعية ولا صالحة".
وتابعت المتحدثة "ان انتخابات اليوم عملية تضليل وهي فارغة من المضمون ونتائجها ايضا ستكون فارغة ولا معنى لها".
من جهته قال الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا في بيان "ان النظام الذي سينبثق عن هذه الانتخابات لا يمكن ان يعتبر شرعيا". وتابع البيان "ارى ان الديموقراطية لن تخرج رابحة من هذه الانتخابات التي جرت في زيمبابوي. لقد حرم شعب زيمبابوي من حقه في التعبير عن نفسه بحرية واهينت كرامته".
واضاف البيان "في الوقت الذي يمثل فيه تدهور الوضع في زيمبابوي تهديدا للاستقرار الاقليمي انا واثق من ان المؤسسات الافريقية المناسبة ستستخلص النتائج التي تفرض نفسها لما فيه ليس مصلحة زيمبابوي وحدها بل ايضا افريقيا بكاملها".