نجاد: يريدون حرماننا من النووي للتحكم بنا بعد نفاد النفط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طوكيو: عادت الأجواء إلى سخونتها المعتادة على خط العلاقات الإيرانية الغربية، مع تبادل للتهديد والوعيد، وذلك بعد أيام قليلة سادت خلالها أجواء التهدئة بعد الحديث عن رد إيراني إيجابي على عرض الحوافز الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لحل أزمة طهران النووية، وتراجع حدة التلويح العسكري الأميركي بضربة قاصمة تضح حداً للطموح الإيراني.
فالجبهة الغربية اشتعلت من جهتها، بالتصريحات الساخنة على الأقل - حيث أعرب قادة مجموعة الدول الصناعية الثماني عن "قلقهم العميق" بسبب برنامج إيران النووي، رغم أن بينهم رؤوساء دول شاركت في العرض الأوروبي.
أما الجبهة الإيرانية فكانت أكثر سخونة، حيث أعلن الحرس الثوري عن تنفيذ مناورات واسعة، مهدداً باعتبار تل أبيب والسفن الأميركية "هدفاً أساسياً" إذا ضُربت إيران، في حين اتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد الغرب بمحاولة حرمان الدول المصدرة للنفط من التكنولوجيا النووية تمهيدا للتحكم بها بعد نفاد النفط.
وقال الحرس الثوري الإيراني عبر موقعه الإلكتروني إنه بدأ بإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق، محذراً أن إسرائيل، والسفن الأمريكية الموجودة في منطقة الخليج، ستكون هدفاً أساس له إذا تعرضت إيران لضربة عسكرية. وقال الموقع إن قوات النخبة التابعة للحرس الثوري شاركت في تلك المناورات التي جرت في منطقة لم تحدد، مضيفاً أن التدريبات جرت بمشاركة "فرق صاروخية."
ويجري الجيش الإيراني ووحدات الجرس الثوري مناورات تدريبية مرتين أو ثلاث كل عام، غير أن الموقع لم يوضح ما إذا كانت هذه المناورات من النوع الدوري العادي، أم أنها تجري بشكل طارئ.
ونقل الموقع عن القيادي في الحرس، علي شيرازي، قوله: "النظام الصهيوني يدفع البيت الأبيض لتحضير ضربة عسكرية ضد إيران، وإذا قاموا بمثل هذه الحماقة فتل أبيب والسفن الأمريكية في الخليج ستكون الهدف الأول الذي سيشتعل جراء الرد الإيراني المدمّر."
مجموعة الثماني "قلقة" من ملف إيران
بالمقابل، أعرب قادة مجموعة الدول الصناعية الثمان عن "قلقهم العميق" الثلاثاء، حيال برنامج إيران النووي، وحثوا طهران على "الخضوع للقرارات الدولية" الصادرة على هذا الصعيد، وذلك في الوقت الذي ينظر فيه الاتحاد الأوروبي في طبيعة الرد الذي سيقرره حيال موقف إيران من عرض الحوافز الذي قدمه لها.
وقال بيان لقادة الدول حول نقاشاتهم في قمتهم المنعقدة باليابان حاليا: "نعرب عن قلقنا العميق حيال خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل الذي يفرضه البرنامج النووي الإيراني، بينما ما تزال طهران تتقاعس عن أداء واجباتها الدولية."
وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، لكن العديد من العواصم الغربية تشكك بذلك، وخاصة الولايات المتحدة، التي تعتبر أن مشروع تخصيب اليورانيوم الإيراني قد ينطوي على أهداف عسكرية.
وقد تقدم الاتحاد الأوروبي مؤخراً بعرض حوافز أمنية وسياسية لإيران لمعالجة أزمة برنامجها النووي، وقد ردت طهران على العرض، وما زال الاتحاد الأوروبي يجري مداولات لتحديد موقفه من هذا الرد.
نجاد: يتطلعون إلى يوم ينفد فيه النفط
وعلى خط مواز، رد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، الثلاثاء على بيان دول مجموعة الثمان من العاصمة الماليزية كوالالامبور التي يزورها حالياً لحضور مؤتمر القمة السادس لمجموعة الدول الإسلامية النامية الثمان، مشيراً إلى أن طهران "تفكر ملياً" بالعرض الأوروبي المقدم لها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن نجاد قوله إن الإيرانيين "لن يتراجعوا عن حقهم بامتلاك تكنولوجيا نووية" قبل أن يشير إلى "دعمه لمفاوضات تجري في ظل ظروف عادلة ومعقولة."
بالمقابل، نقلت وكالة برناما الماليزية للأنباء عن نجاد قوله، في مقابلة معها إن من حق كافة دول العالم استخدام الطاقة النووية ولا يجوز فرض الحصار الاقتصادي عليها عند استخدامها، مضيفاً أن نشر هذه الطاقة قد يحمي البشر من الارتفاع الكبير في أسعار النفط الخامً، مضيفاً أن الطاقة النووية "رخيصة الثمن وجذابة."
وأضاف أحمدي نجاد أن التكنولوجيا النووية "يمكن استخدامها في قطاع الصناعة والزراعة وذلك من أجل مساندة الارتقاء بالتنمية الاقتصادية، رغم ذلك هناك عدد من القوى العظمى في الغرب يعارضون المجهود الإيراني لإنتاج الطاقة النووية." وأضاف: "يأملون أن يحين يوم نفاد النفط الخام والغاز لنا، وإذا حدث ذلك فيتطلعون إلى بيع هذه السلعة (المواد النووية) لنا بثمن مرتفع للغاية، وإذا حدث هذا فإنه يؤثر في سيادة الدول المصدرة للنفط الموجودة وفي حريتها."
عندما سئل عن الوضع الأمني الراهن في الشرق الأوسط، قال إن السلام سيظهر إلى حيز الوجود بمجرد انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية عن المنطقة، واعتبر أن التهديدات العسكرية الأخيرة ضد بلاده: "كانت تهدف إلى دفع إيران للعودة إلى المفاوضات مع شروط مسبقة." وتساءل نجاد عن الأسباب التي ترغم بلاده على الخضوع لتفتيش من طرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بينما لا تحتاج بعض الدول في المنطقة إلى الانصياع لذلك؟" داعياً إلى إتاحة الفرصة أمام دول الشرق الأوسط لتقرير مستقبلها.
وقال الرئيس الإيراني إن الإدارة الأميركية الحالية برئاسة بوش قد أساءت الى مكانتها وسمعة الشعب الأميركي في العالم. وأضاف أن بوش عمل بشكل سيئ الى درجة أصبح معها العالم كله يترقب انتهاء فتره رئاسته.
وقال أحمدي نجاد إن الشعب الأميركي لا يريد أن تصبح حكومته "حاملة لواء الغطرسة والعدوان والقتل في العالم، ولا يرغب بأن تنفق واشنطن مليارات الدولارات من الخزانة الأميركية على الحروب التي تشنها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "IRNA" عن نجاد قوله، إن الحكومات التي ستأتي بعد الإدارة الحالية ستسعى لمدة 30 عاما على الأقل للتعويض عن الدمار الذي خلفه بوش.