العاهل السعودي: أسعار النفط تفاقمت وعلينا التصدي للمضاربين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دعا الى الابتعاد عن لغة التوتّر والتمسّك بالحل الدبلوماسيّ مع إيران
العاهل السعودي: أسعار النفط تفاقمت وعلينا التصدي للمضاربين
ايلاف من الرياض: ندد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مجددًا بالمضاربين الذين يتسببون بارتفاع أسعار النفط داعياً إلى تعزيز الحوار بين الدول المصدرة للنفط وتلك المستهلكة له، وذلك في مقابلة أجرتها صحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية أثناء حلوله ضيفا على ملك المغرب محمد السادس في الدار البيضاء.واعتبر الملك السعوديّ أنَّ "النفط أصبح سلعة أساسية موازية عمليّاً للعملة"، وقد "أيقظ ذلك جشع المضاربة عند بعض المؤسسات وبعض الأشخاص".
مبادرة السلام
وقال الملك السعودي إنَّ مبادرة السلام العربية الشاملة بشأن الوضع في الشرق الأوسط تعبر عن الإرادة العربية المخلصة والجادة نحو تحقيق السلام العادل والدائم والشامل لأزمة الشرق الأوسط على أسس الشرعية الدولية وقوانينها. كما أكد أن المبادرة العربية تعتبر إحدى مرجعيات السلام الرئيسة التي أعادت قمة الرياض العربية التأكيد عليها. وأوضح أنَّ هنالك العديد من المبادرات الدولية الهادفة إلى الدفع بعملية السلام في المنطقة إلا أن جميع هذه الجهود والمبادرات لا تزال تصطدم بسياسة الرفض الإسرائيلية بل وإمعانها في استقطاع المزيد من الأراضي الفلسطينية من خلال بناء المستوطنات وتوسيع القائم منها وفرض جميع أنواع الحصار الجائر على الشعب الفلسطيني في تحد واضح لجميع القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية.
وتابع العاهل السعودي قائلاً إنّه كلما اقترب العرب والعالم خطوة نحو السلام كلما جنحت إسرائيل خطوات تجاه غيها وعدوانها على الشعب الفلسطيني، مطالبا المجتمع الدولي بالتعامل الجاد مع هذا التعنت الإسرائيلي حتى تجد أطول أزمة في تاريخنا المعاصر طريقها للحل.
حوار الأديان
وعن الحوار بين أتباع الديانات والثقافات، قال الملك عبد الله إنّه حاجةتستدعيها الظروف العالمية الراهنة في ظل ما تشهده المجتمعات البشرية من أزمات وتواجهه من تحديات متنامية تنذر بالمزيد من المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية من شأنها تعميق المعاناة الإنسانية، معربا عن تطلع بلاده إلى أن يسود الوئام والسلام ليس بين المسلمين بمختلف مذاهبهم وحسب ولكن أيضا بين شعوب العالم بكافة معتقداتهم .
أما في الشأن الإيراني، قال الملك عبد الله آل سعود "بالتأكيد إن التهديد بضرب إيران يشعرنا بالتوتر، وعلى كل الدول التي قامت بإطلاق تصريحات بهذا الشأن أن تتحمل مسؤولية ما نادت به، لكن طالما كانت الجهود الدبلوماسية مستمرة فلا مجال للحديث عن حلول أخرى".
أما من ناحية الملف النووي الإيراني، فأكد العاهل السعودي "نحن لا نحب التصعيد والكلام شديد اللهجة في الحديث عن هذا الموضوع ونتمسّك بالحل الدبلوماسي، أما بشأن استخدام الطاقة النووية، فهو أمر لا يدعم الأمن ولا الاستقرار في المنطقة".
أوضاع العراق
وبشأن الوضع في العراق دعا العاهل السعودي إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق، قائلا إن العراق في أمس الحاجة إلى البعد عن التدخلات الخارجية في شأنه الداخلي من أي طرف كان حتى يتسنى له المضي قدما في جهوده الرامية إلى تحقيق أمنه واستقراره وازدهاره والحفاظ على وحدته الوطنية وسيادته وسلامة أراضيه.
التصدّي للإرهاب
ومن ناحية الالتزام بمقاومة الإرهاب قال خادم الحرمين "قمنا بخطوات هائلة في هذا المجال في السنوات الأخيرة، وتم هذا كله بعون الله تعالى وشجاعة رجال قواتنا الأمنية فضلاً عن الموقف الموحد المعارض للإرهاب الذي التزم به شعبنا بأكمله؛ الإرهاب غريب عنا، وعن ديننا، وعن مجتمعنا وعن ثقافتنا"، وأردف "لكن في هذا المجال لا تكفي أعمال رجال الأمن، فقد قمنا بمواجهة مشكلة تمويل الإرهاب ماديا وجذوره الفكرية، وسنتابع مسيرتنا هذه حتى اليوم الذي ستختفي هذه الظاهرة بشكل نهائي".
أسعار النفط
وقال الملك عبد الله "أتحدث كرجل وكملك للسعودية، أصابني السأم عندما وصل سعر برميل النفط مائة دولار، فما بالكم الآن وهو يتجه نحو المائتين. وقال خادم الحرمين الشريفين "لم نشأ أبداً أن يرتفع سعر النفط إلى هذا الحد، فليس هذا من مصلحتنا ولا من مصلحة بقية العالم، نظرًا لارتباط هذه المصالح". وأضاف "ارتفع سعر النفط لأنه أصبح وسيلة للرخاء كالعملة تقريباً، وهنا تدخلت مصالح بعض الأشخاص والمؤسسات وتعطشها، حيث قامت باستغلال هذا الموقف لعمل ثروات شخصية لها، من دون أن تعبأ بالأضرار التي ألحقتها بالبشر".
وتابع العاهل السعوديّ القول إنَّ "ثبات سوق النفط العالمية هدف مشترك بين المنتجين والمستهلكين، وسنبذل قصارى جهدنا لبلوغه"، واستطرد "لكننا لم نتمكن من السيطرة على الأسعار على الرغم من رفعنا لحجم الإنتاج، وهنا تدخل بعض العوامل التي تخرج عن معضلة العرض والطلب، كالتخطيط المسبق لبعض المنتجين فضلا عن الضرائب المضافة التي تفرضها الدول المستهلكة".
وختم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز حديثه للصحيفة الإيطالية بالإشارة إلى دعوة بلاده إلى اجتماع الدول المستهلكة والمنتجة في جدة لمناقشة الأوضاع الراهنة للسوق البترولية، وقال إن تعزيز التعاون بين الطرفين في معالجة الأوضاع النفطية العالمية من كافة الجوانب هو الكفيل بتحقيق استقرار سوق البترول العالمي الذي ينشده الجميع.