محاربون: الجدل حول أفغانستان يعرض الجنود للخطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
انتقد محاربون أميركيون قدامى المراجعة التي طال أمدها التي يجريها الرئيس باراك أوباما بشأن استراتيجية الحرب في أفغانستان وقالوا ان النقاش الذي يسير ببطء في واشنطن يشكل تهديدا مباشرا للقوات وللقدرة الدفاعية للبلاد.
واشنطن: أصدر رئيس جماعة قدامى المحاربين في الحروب الأميركية في الخارج وهي جماعة تمثل 1.5 مليون جندي سابق بيانا صيغ باحكام يحث أوباما على اتباع نصيحة قادته العسكريين الذين يطالبون بمزيد من القوات لخوض الحرب الدائرة في أفغانستان منذ ثمانية أعوام.
وقال توماس جي. تريدويل وهو من المحاربين الذين شاركوا في حرب فيتنام ورئيس جماعة قدامى المحاربين "المتطرفون يستشعرون ضعفا وعدم قدرة على اتخاذ القرار داخل الحكومة الأميركية وهو أمر يفيدهم." ومضى يقول "هذا أمر ثابت من خلال الهجمات المتزايدة في أفغانستان وفي باكستان أيضا."
وأضاف "أخشى أن العدو الذي ازداد جرأة سيكثف الان جهوده لقتل المزيد من الجنود الأميركيين." وألقى أوباما كلمة أمام الجماعة في أغسطس اب الماضي عندما وصف الحرب في أفغانستان بأنها "حرب ضرورة" وقال ان الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتحقيق الاستقرار هناك. وتحدث أوباما بشكل مقتضب في اجتماع لجمع التبرعات نظمته اللجنة القومية الديمقراطية في سان فرانسيسكو عن صعوبات الحرب في أفغانستان التي اكتشفها عند مراجعة استراتيجية الحرب.
وقال "العراق كان صعبا وأفغانستان أصعب." وارتفعت أعداد القتلى من الجنود الأميركيين في أفغانستان منذ أن أمر أوباما بزيادة عدد الجنود في مارس اذار الماضي للتصدي لهجمات طالبان المتصاعدة وكشف استطلاع للرأي هذا الشهر عن تراجع تأييد الرأي العام للحملة.
ويعارض عدد من الديمقراطيين في الكونجرس ارسال مزيد من القوات تنفيذا لتوصية الجنرال ستانلي مكريستال قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان. ويقول مسؤولون انه أوصى بزيادة حجم القوات الأميركية بمقدار 40 ألف جندي علاوة على 68 ألفا من المقرر أن يكتمل نشرهم بنهاية العام الحالي. وقال تريدويل رئيس جماعة قدامى المحاربين "أناشد الرئيس أن يستجيب لتقييم ومشورة قادته العسكريين" مضيفا أن اوباما يجب أن يكون "حاسما في هذه الفترة الحرجة الحاسمة."
ومن المرجح أن تزيد تصريحات قدامي المحاربين من جرأة منتقدي أوباما الجمهوريين الذين يؤيدون زيادة القوات ويحثون الرئيس المعروف بأسلوبه الحذر والميل للتشاور على أن يحزم أمره بسرعة. ويدافع البيت الابيض عن مراجعة استراتيجية الحرب قائلا انه يجب أن تكون هناك استراتيجية قابلة للتطبيق قبل تعريض مزيد من القوات للخطر.
وهناك في أفغانستان 39 ألف جندي من دول أخرى لاسيما دول حلف الاطلسي ولم يتضح كم من هذه الدول سيلبي نداء الولايات المتحدة لحشد مزيد من القوات. واستبعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مرة أخرى ارسال مزيد من القوات الى أفغانستان بعد أن أعلنت بريطانيا أنها مستعدة لارسال 500 جندي اضافي.
وقال ساركوزي لصحيفة لو فيجارو "هل من الضروري أن نبقى في أفغانستان.. أقول نعم وأن نبقي لننتصر...ولكن فرنسا لن ترسل أي جنود اضافيين ولو كان جنديا." ومن المقرر أن يبحث كبار المسؤولين العسكريين في حلف الاطلسي يوم السبت اقتراحات لزيادة كبيرة في القوات ولكن مسؤولين عسكريين في الحلف قالوا ان أي زيادة من هذا القبيل تعتمد على القرار الذي يتخذه أوباما.
وقال ضابط أوروبي كبير طلب عدم الكشف عن هويته "الكل ينتظر حتما أن تقود الولايات المتحدة الطريق." وأحد العوامل المعقدة في اتخاذ قرار بشأن استراتيجية جديدة في أفغانستان هي انتخابات الرئاسة الافغانية غير الحاسمة التي أجريت في أغسطس اب الماضي وشابها تقارير عن حدوث تزوير واسع النطاق.
وقال أشرف غاني وزير المالية الاسبق وهو مرشح جاء في ترتيب متأخر جدا في الانتخابات التي جرت في أغسطس اب انه يتوقع اعلان نتيجة الانتخابات يوم الجمعة أو يوم السبت. وقال سفير أفغانستان لدى واشنطن في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز ان حكومة الرئيس حامد كرزاي تستعد لان تعلن اللجنة التي تراجع التصويت يوم السبت ضرورة اجراء جولة اعادة في الانتخابات.
وقال السفير في المقابلة التي نشرت يوم الخميس على موقع الصحيفة على شبكة الانترنت "الاحتمالات هي أنه ستكون هناك جولة ثانية رغم أن ذلك لم يكن أكيدا قبل يومين ولكن الان سيكون هناك على ما يبدو جولة ثانية" مضيفا أنه ليس لديه اتصال مباشر مع اللجنة. وقال غاني انه لن يعلن على الارجح فوز كرزاي بالانتخابات نظرا للتزوير الذي كشفته السلطات الانتخابية وستكون هناك جولة اعادة يخوضها المرشحان الرئيسيان.
وحث غاني المجتمع الدولي في حالة فوز كرزاي في نهاية المطاف حسبما تشير التوقعات أن يستخدم ثقله للضغط على الرئيس بسبب الفساد وقضايا الحكم الاخرى. وقال غاني للمجلس الاطلسي في واشنطن ان كرزاي "يدرك عمق أزمة شرعيته." ومضى يقول "بدون التأييد الدولي.. حكومة السيد كرزاي لن تستمر عشرة أيام وهو يفهم هذا جيدا." وانتقد غاني دور الامم المتحدة في ادارة الانتخابات وطالب بأن تبحث لجنة دولية الخلل فيما وصفه "بلعبة بدون قواعد".