سلاح حزب الله في الأثير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
المشاهد الإسرائيلي هدفها ولا خلاف مع السعودية
قناة المنار... سلاح حزب الله في الأثير
إقرأ أيضا
سلاح حزب الله الإعلامي
إسرائيل تعتبر "المنار" صوتا مزعجا وبوقا لـ"الإرهاب"، ولذا يجب إسكاتها، فيما تشكل لحزب الله إحدى أهم أسلحته في المعركة، بما توصله من صوت وصورة تؤثر بشكل مباشر في الشارعين اللبناني والعربي، وبما تحدثه من شرخ وتصدع في البنية النفسية والاجتماعية والرأي العام الإسرائيلي.
الدمار الذي لحق بمنى المحطة، لم يمنعها من البث، بل واصلت بثها من مكان مجهول، لأن القيمين عليها يعتبرون أن "استمرار بث المنار أمر مطلوب بشكل أساسي لمجتمع المقاومة، وللشارع العربي المعبر عن إدانته للاحتلال"، كما يقول مدير العلاقات العامة في المنار، الأستاذ إبراهيم فرحات.
ويشكل هذا الاستمرار في البث، من أماكن غير معلومة، دليلا على احتياطات اتخذت مسبقا تحسبا لأي طارئ، وهو الأمر الذي لا ينفيه فرحات، بل يؤكده قائلا "نحن ونتيجة لتجارب سابقة هدفت لحجب المنار من البث في أوروبا وأميركا، وتكرر المحاولات الإسرائيلية للتضييق على القناة ومحاصرتها، لم نستبعد أن يتعرض مقر القناة لاعتداء أو تدمير". يضيف "من هنا اتخذنا هذه الاحتياطات، وحضرنا حالنا لأن نعمل ضمن أي ظرف كان".
الأجواء الاستثنائية التي تعمل فيها القناة، لم تفقدها الكثير من طاقتها، فهي تعمل بحوالي 75-80% من إمكانياتها، وبـ280 كادرا من طاقمها البالغ 350 موظفا، ما يعني وجود 70 فردا في عداد الاحتياط والتجهيز لسد أي احتياج.
مراسلو القناة موزعون في مختلف المناطق اللبنانية، بشبكة تتضمن ما يزيد عن عشرة مراسلين أرضيين، وهي الوحيدة التي لديها مراسل في "مرجعيون"، وهو الصحافي علي شعيب، فضلا عن عدد من الصحافيين يتم انتدابهم وإرسالهم في المهمات المستعجلة والطارئة.
مصداقية ودقة.. خلافا للصحاف
فرحات ينفي أن تكون المنار قناة تحريضية، أو تلعب ذات الدور الذي لعبه وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف، إبان حرب الخليج الثالثة، متحدثا عن تقيد محطته بمستوى محدد من المصداقية والدقة الخبرية.
ويقول في هذا الصدد "نحن نختلف في عملنا عن أسلوب الصحاف، ونلتزم بالدقة والموضوعية، ولا نبث أخبارا يتبين لاحقا عدم دقتها. فعلى سبيل المثال، نقدم صحة الخبر على سبقه الصحافي، حيث تأتينا أخبار كثيرة، لكننا نتريث في بثها، لأننا لا نريد أن نلعب دورا في بث الشائعات وتخويف الناس".
البعض في لبنان يعتبر المنار قناة موجهة، ولا تورد إلا رأي واحدا، ولا تستضيف إلا من يؤيد "المقاومة"، مبدين استغرابهم من عدم إعطائها مجالا للصوت الآخر. يجيب فرحات على هذه الملاحظة، بقوله: "نحن بالأساس قبل العدوان الإسرائيلي على لبنان، كنا نستضيف ضيوفا يحملون آراء مختلفة، دون أن نمنع أحدا من إبداء رأيه، حتى ولو اختلف معنا. لكننا اليوم نعيش في ظروف صعبة واستثنائية، كما أننا نعيش ظرفا أمنيا مختلفا. نحن نعرض الاستضافة على كثير من الضيوف، البعض يقبل، والبعض يعتذر بسبب الوضع الأمني".
توسيع دائرة الضيوف
وعندما نقول له أنكم بذلك تمارسون سياسة ترتكز على الشعار العربي البائد "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، يرد فرحات: "نحن لا نرفع هذا الشعار ولا نتبناه مطلقا، ولا نرفض النقاش، لأن النقاش واجب، لكنه، حتى بعض الفرقاء الآخرين تحفظوا على النقاش الآن بسبب وضع البلد، ومن أجل الحفاظ على سلامة الموقف اللبناني الداخلي ووحدته الوطنية"، واعدا في ذات الوقت بـ"توسيع دائرة الاستضافات والآراء في الأيام القادمة".
لا خلاف مع السعودية
المنار التابعة لحزب الله، استضافت سياسيين هاجموا دولا عربية ومنها السعودية، وانتقدها البعض انتقادا لاذعا، ما طرح سؤالا عن مدى تمثيل هذه الآراء لآراء المحطة، والحزب التابعة له، خصوصا أنه كانت تربط القيادة السياسية للحزب علاقات طيبة جدا بالسفير السعودي في بيروت، الدكتور عبد المقصود خوجة.
هذا الموقف من بعض الضيوف، علق عليه الأستاذ إبراهيم فرحات، موضحا "نحن تحديدا في الموضوع السعودي ليس لدينا توجه لفتح الباب على أي خلاف، ونتحفظ في مناقشة مثل هذه القضايا الحساسة والدقيقة في الإعلام، بغية عدم الإثارة مفضلين التريث. كما نرفض أن يشتم أو يهان أي أحد عبر المنار، فنحن لسنا شتامين، ونسعى دائما للوحدة والتقريب".
المشاهد الإسرائيلي الهدف
المشاهد الإسرائيلي، هدف أساس تسعى المنار لتوصيل الرسالة له. فهي تسعى للتأثير عليه عبر "الفلاشات" و "الكليبات" السريعة والصغيرة التي تعملها، وتضمنها عبارات بالعبرية، بهدف إحداث شروخ ولو بسيطة في الرأي العام الإسرائيلي، لاعبين بذلك على وتر الحرب.
قديما قالت العرب "الحرب مبدأها كلام". وها هي الآن "سجال" وكلام في الأثير بين حزب الله وإسرائيل. صراع إرادات وإعلام وصورة ستعزز المعادلات على الأرض، لأن العصر عصر "الميديا"، ومن يحسن إدارتها، لا شك، سترجح كفته.