إيلاف+

جاسم بودي شخصية اليوم... كل يوم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

علي الرز: منذ 11 عاما وجاسم مرزوق بودي بالنسبة الي هو شخصية اليوم وليس شخصية العام. فعندما اتفقت معه على الانتقال من صحيفة "الحياة" الى "الرأي العام" عام 1995 اتفقنا على كل شيء تقريبا في ما يتعلق بدورة العمل وسياسة الصحيفة... كل شيء كل شيء باستثناء امر واحد لم يكن ممكنا ايراده في عقد العمل، فابو مرزوق الذي ترك العمل التنفيذي لشركاته التجارية وتفرغ للصحيفة لم يكن يملك مكتبا خاصا له، لذلك ادار جريدته لمدة 11 عاما من غرفتي وكان مكتبه عبارة عن كرسي مقابل للطاولة التي نعمل عليها وهاتف داخلي ونظارة للقراءة ( لا اعرف اذا كان نشر المعلومة الاخيرة يسعده) وعدد كبير من فناجين القهوة والشاي يحضرها "الشريك" عبد القوي بيه الذي صار ايضا جزءا من كافايين نهاراتنا.
يصل قبلي الى مكتبي - مكتبه، ويغادره بعدي ظهرا ثم اصل قبله بعد الظهر ونغادره معا عند اقفال الصفحة الاولى ليلا... وما بين الوصول والمغادرة روايات وروايات.
أحب الصحافة ، وهو الهابط عليها بمظلة التاجر والبيزنس مان، حبا لم يعهده رجالها انفسهم. عشقها الى الدرجة التي استنفرت كل خلايانا ووسائلنا السمعية - البصرية الرقابية خوفا من "تمريرة" تخرق السقف المسموح به او من "شطحة" قلم تجاه هذه القضية او تلك. ف"الراي" برئاسته و"الرأي العام" سابقا برئاسته ايضا هما المؤسستان الوحيدتان في العالم العربي التي يضطر فيهما مدير التحرير الى مراقبة رئيس التحرير وليس العكس، وغالبا ما سجل في مرمانا اهدافا من باب التسلل وجلس يستمتع بغيظنا في اليوم التالي ونحن نسمع صيحات الجمهور او نتلقى الاتصالات والفاكسات من الذين ضايقتهم الاهداف، واحيانا كثيرة يشاركنا البحث عن سبب زعل هذا المسؤول او ذاك من عبارة كتبت ويكون هو من كتبها في غفلة من الرقابة.
ظاهريا، يتعامل جاسم بودي مع فريق عمله الاعلامي كما يتعامل الرؤساء والقادة مع فرقهم الامنية. يتظاهر انه يسلم لهم بالاجراءات ويلتزم التعليمات خصوصا في الاوقات الحرجة، لكنه في الجوهر يكره "القواعد" رغم اعلانه التقيد بها ويعتبرها عنصرا مملا لحركته الشخصية ولاداء صحيفته، وهذا الكره يولد لديه سلوكا لا اراديا بالرغبة في الهرب من الرقابة ومن السقف المتفق عليه للنشر ومن الصيغ المتعارف عليها في اصول المهنة. وهذا السلوك يربك الفريق والعاملين تحت ادارته ويدفعهم الى لعب دور مزدوج: تسيير العمل ومسايرة "تمرد" صاحب العمل، وعندما ينتهي الاستنفار او "التدبير المسائي الرقم 3" وينتظر الجميع المولود الصباحي للتقييم، تظهر نتائج التمرد مختلفة وجميلة بالمقارنة مع الآخرين، لكن احدا لا يبدي اعجابه خوفا من "تسلل" جديد... حتى هو ، ابو مرزوق، لا يعتبر انه فعل شيئا مقارنة بما يهدد بينه وبين نفسه بتحقيقه اذا سنحت الظروف.
لا سقف لافتتاحياته، ولا حدود لاسئلته في المقابلات الصحافية، ولم نصدق انه سأل وزيرا عربيا عما يشاع عن سلوكه الشخصي حتى قرأنا السؤال في الصحيفة وجواب الوزير. نظريته في الصحيفة الناجحة يلخصها بعبارة بسيطة: الخبر للقارىء والرأي لصاحبه، وهو يرفض ان يقال انه صاحب رسالة ويفضل ان يقال عنه انه صاحب صناعة اعلامية صرفة لا طموح فيها لمنصب او دور سياسي ولا ترويج لفكر معين او تيار بعينه. حتى تعددية الآراء في مفهومه مكسب ربحي للصحيفة لانها تروج بشكل او بآخر لمنتجه الاعلامي بين انصار التوجهات المختلفة.
يفرح كثيرا عندما تختار شركات البحث والدراسات جريدته في المركز الاول لكنه يشهر سلاحه في وجهنا فورا: "غدا يوم جديد"، ليحرمنا من لحظة استراحة. ومع ذلك فالغد بالنسبة الينا مثل اليوم ومثل الامس، عملية توليد لكائن ورقي اصبحت محور الزمان والمكان، ونحن بين ضفتي الحدث والتحليل... ومقالب ابو مرزوق الذي يعود الى "غرفة الولادة" كل يوم كأن شيئا لم يكن وبراءة الاطفال في عينيه
.
*مدير تحرير "الراي"


جاسم بودي

تاريخ الميلاد: 9 ابريل 1956
درس في الجامعة الاميركية في بيروت وحصل على بكالوريس ادارة اعمال من جامعة الكويت عام 1977
عمل في مجال التجارة والاستثمار منذ عام 1978 وحتى 1994
نائب رئيس مجموعة شركات بودي منذ 1978 (شركات نقل بري وبحري وجوي وتكييف وبناء واستثمارات مالية وانشاءات وتقنيات...)
تقلد عددا من من المناصب منها عضو مجلس ادارة البنك التجاري الكويتي، ونائب رئيس مجلس ادارة شركة مجموعة الاوراق المالية، وعضو مجلس ادارة البنك الصناعي الكويتي، وعضو مجلس ادارة الشركة الكويتية للمقاصة.

منذ نوفمبر 1994 قرر التفرغ بالكامل للعمل الصحافي فترأس تحرير "الرأي العام" بحلتها الجديدة منذ صدورها عام 1996 واسس لاحقا "مجموعة "الراي" الاعلامية التي اطلقت اول قناة تلفزيونية يملكها القطاع الخاص في الكويت ثم صحيفة "الراي" في نهاية العام الماضي 2006 اضافة الى مشاريع اخرى اعلامية قيد الاعلان.

احتلت الصحيفة المركز الاول في الدراسات التي اجرتها كبريات شركات البحث والاستفتاء للعام السادس على التوالي، وصنفت بانها الاكثر توزيعا والاقوى تأثيرا، كذلك حصل تلفزيون "الراي" ورغم حداثة عمره على المركز الاول في نسبة المشاهدة في الكويت.

تميز اداؤه على رأس الصحيفة بديناميكية لافتة واسلوب مميز انعكس ايجابا على مجمل الوضع الاعلامي في الكويت لجهة رفع سقف الحرية وكسر بعض الجمود الذي اصاب الصحافة الكويتية في السنوات اللاحقة للغزو العراقي. وكان لافتتاحيته الشهيرة :" إرفعوا الحصار عن العراق" في عز الموقف المتأزم في تسعينيات القرن الماضي وقعا مدويا على السياسة والاعلام ليس في الكويت فحسب بل في العراق والدول العربية والعالمية. ساهم في الغاء مصطلح "دول الضد" بعد سنوات الغزو العراقي واجرت الصحيفة لقاءات مع الرئيس اليمني علي صالح والعاهل الاردني الراحل الملك حسين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات... كما اجرت حوارات مع مسؤولين عراقيين في النظام السابق بينهم طه ياسين رمضان وناجي صبري الحديثي. وكان يحرص دائما على استعادة الكويت لدورها الريادي الاعلامي في المنطقة، وعندما صنفت مؤسسات اعلامية دولية قبل سنوات الكويت الاولى عربيا في حرية الصحافة التقى رئيس الوزراء الكويتي آنذاك سمو الامير الشيخ صباح الاحمد تمنى عليه كتابة كلمة يبدي فيها اعتزازه بالاعلام الكويتي وهكذا حصل.

يكتب في الشأن المحلي الكويتي بلا سقف وغالبا ما ساهمت افتتاحياته في صنع مواقف سياسية، بل غالبا ما ساهمت حملاته الاعلامية الى اقالة او استقالة وزراء.
عربيا، لا يخلو مقال له من انتقاد لتقاعس الدول العربية والاسلامية عن القيام بمسؤولياتها تجاه معالجة ظواهر الارهاب وغياب التنمية والمجتمع المدني والتعددية واحترام حقوق الانسان، في الوقت الذي يشن هجوما دائما على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة معتبرا انها تلتقي جذريا مع التخلف العربي.
افسح مجالا لكل الآراء في "الراي" من اسلامية بمختلف توجهاتها الى ليبيرالية بمختلف توجهاتها ايضا... يعرف تماما سر المعادلة الكيميائية مع القراء فيقدم لهم الخبر بالطريقة التي تجعلهم دائما على تماس مع الجريدة.

اجرى الكثير من اللقاءات مع قادة عرب وعالميين وكتب عشرات الافتتاحيات وساهم في كتابة اخبار يومية تتعلق بشؤون الكويت والمنطقة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اشهد
محمد شلبي -

تعليقي في كلمة واحدة: اشهدولولا طيبة قلبيكما وانصاته لاصحاب الرياء وليس الرأي الذين يعيشون على الكذب والافتخار بأنهم اذرعته لكن له شأن كبير في عالمنا العربي. وسيصل له ان شاء الله مع فريق عمله المخلص.