إيلاف+

أبو القعقاع داعية وبعثي سوري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أبو القعقاع داعية وعضوًا عاملاً في حزب البعث السوري
مسيرة حافلة بالغموض وقصص أقرب للأساطير 1-2

إيلاف- خاص: لم تصدر الجهات الامنية السورية حتى الآن أي بيان يذكر عن التحقيقات الجارية حول عملية اغتيال " ابو القعقاع " ( الداعية) الاسلامي الذي اغتيل يوم الجمعة الفائت 28-9 بينما كان خارجا من جامع الإيمان في حلب ( شمال سوريا ). ويقول بعض المراقبين أنه لا يتوقع أن يصدر أي شيء لاحقًا عن هذه العملية أسوة بكل العمليات التي أعلنت عنها هذه الجهات في حينها، ولم يصدر لاحقًا أي شيء عنها! ولا تزيد الطريقة التي تم اغتيال " أبو القعقاع " بها مسيرة هذا الرجل إلا غموضًا، فقد اغتيل في وضح النهار وبعد صلاة الجمعة، ووفقًا لمصادر عديدة فإن القاتل " اقترب من الدكتور وسلم عليه، ثم تراجع إلى الوراء وأشهر مسدسًا مزودًا بكاتم صوت وأطلق النار عليه النار وأصيب شخصين كانا على مقربة منه... توفي الدكتور متأثرًا بجروحه بعد نقله الى مستشفى قريب بعد نحو نصف ساعة، أما المصابان الآخران، وأحدهما عراقي، فقد عولجا وباتت أوضاعهما مستقرة ".


وكما ذكرت مصادر متعددة فإن " الجاني هرب بسيارة بيك آب زراعية كانت تنتظره، غير أن قريبين من الدكتور "وهو اللقب الذي يناديه به المقربون منه" لحقوا بالسيارة التي اتجهت إلى غرب المدينة، واستطاع أحدهم أن يصطدم بها وجها لوجه، وأطلق منفذو العملية النار، لكن بعد انتهاء طلقاتهم جرى التعارك معهم بالأيدي واعتقل الشخصين في مكان يبعد عن حلب حوالى 20 كيلومترًا".

" أبو القعقاع " عضوًا عاملاً في حزب البعث
و"أبو القعقاع" هو اسم الشهرة لـ محمود قول آغاسي، الحلبي ذو الاصول الكردية. ولد عام 1973 في قرية الفوز شمال مدينة حلب وينتمي الى عشيرة الديدان، درس في الثانوية الشرعية في حلب، وبعدها التحق بكلية الشريعة بجامعة دمشق عبر المقاعد المخصصة لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يعطي منحًا داخلية لاعضائه في هذه الكلية لتخريج دعاة بعثيين، إذ كان " أبو القعقاع عضوا عاملاً في حزب البعث في سوريا، ويروي أحد المقربين منه أنه كان اثناء حياته الجامعية يحمل مسدسًا مرخصًا من الحزب، ولم يكن يخفي علاقاته الامنية. تخرج من كلية الشريعة في جامعة دمشق، وحصل فيما بعد على الدكتوراة من جامعة كراتشي الاسلامية ( في الباكستان ) عبر مكتب تمثيل لها في سوريا، لكنه سافر الى باكستان. تحت حجة الدراسة هذه.

بدأ أبو القعقاع حياته الدعوية بإلقاء خطب في مساجد قرى حلب، إلا أنه بعد فترة من تخرجه من كلية الشريعة عين إمامًا لجامع ابراهيم بن الأدهم في منطقة السريان الجديدة في حلب، ذات الغالبية المسيحية، وقد كان لطريقته في الخطابة دور في لفت لانتباه إليه. بعدها عين إمامًا وخطيبًا لمسجد قتيبة بن مسلم الباهلي في شارع النيل، إلا أن صيته وشهرته ذاعت بعد أن تسلم مسجد العلاء بن الحضرمي في منطقة الصاخور وهي منطقة شعبية في شرق حلب،وأصبح الألاف يقصدونه لسماع خطبه، حيث اشتهر بدعوته إلى الجهاد التي جعلت آلاف الانصار يلتفون حوله، وبإجرائه تدريبات عسكرية لاتباعه في باحة المسجد على مرأى من الجميع بما فيها الفروع الأمنية. إلا أنه وبعد أن تواترت الاخبار حول دوره في تجنيد " مجاهدين " وإرسالهم للقتال ضد القوات الاميركية في العراق، اختفى فجأة في عام 2005 فترة طويلة، ليظهر لاحقًا وقد شذب لحيته وارتدى بدلة رسمية بعد أن كان يرتدي " الزي الباكستاني "، وعين إمامًا لمسجد الايمان في حلب الجديدة ( غرب حلب )، ومديرًا لثانوية حلب الشرعية التي درس فيها، وظل في هذا المنصب الى أن تم اغتياله يوم 28- 9 في عملية لم تزد مسيرته إلا غموضًا.

حياته العائلية
عاش بداية طفولته في قرية الغوز شمال حلب إلا أن أهله " طردوا " منها لاسباب غير معروفة واستوطنو حي الصاخور الشعبي شرق حلب، والده كان فقيرًا اشتهر عنه اتباعه للصوفية وتردده مرات عديدة على زوايا المتصوفة الموجودة في حلب. وأبو القعقاع متزوج من أربعة نساء، وتذكر أحد قريباته أن النساء الثلاث بعد زوجته الأولى تزوجهن بالتتابع خلال فترة وجيزة أما طريقة تعرفه عليهن فتشوبها الأقاويل، وابنه البكر يسمى القعقاع

بداية مسيرته "الجهادية"
بدأت ظاهرة " أبو القعقاع" في نهاية التسعينات وكانت مثار تندر وتساؤلات في أوساط أهل مدينة حلب، خصوصًا بعد أن بث التدريبات من باحة المسجد الى المتجمعين خارجها عبر شاشة تلفزيون كبيرة، وكان ذلك بعد قليل من أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وقد قامت جهات أمنية سورية باعتقاله بعد هذه الحادثة إلا أنه تم الافراج عنه بعد عدة ساعات. لكنه وبعد الاحتلال الاميركي للعراق، بدأ يخطب خطبًا حماسية تعبوية تدعو" إلى الجهاد " ضد الاميركيين. وكان يدخل الى المسجد والسلاح في يده مرتديًا زي أسامة بن لادن في بعض الاحيان، ويخاطب جموع الشباب: "سنلقن أعداءنا درسًا هل أنتم جاهزون". يرد عليه الشباب بالايجاب، ولكنه يطلب منهم رفع صوتهم "حتى يسمعه جورج بوش... الذي لو رآه لداس في بطنه " كما تحدث في تلك الخطبة عما اسماها " الدول الفاجرة والأنظمة الخائرة الجائرة تقف أمامنا " قائلاً إن "هناك ضيوفًا نزلوا في أرضنا فأحسنوا الضيافة واذبحوهم كالنعاج والدجاج واحرقوهم إنهم الأميركيون يدنسون الأرض وهذه فرصة يجب ألا تضيع"، مؤكدًا أن خزائن النصر لاتفتح " إلا بالأرواح التي تغادر الأجساد في ساحة الاستشهاد".
وقد أسس مؤسسة إعلامية تحت مسمى " غرباء الشام " اقتصر دورها على توزيع خطبه التي تدعو إلى الجهاد في الشيشان وأفغانستان والعراق، وكذلك موقع على الانترنت حمل الاسم نفسهإلا أن السلطات الامنية السورية أغلقته لاحقًا.

رحلاته العربية وعلاقته مع بعض الدعاة في السعودية
وفق مصادر عديدة منها مقربون منه فإنه زار الكثير من الدول العربية منها السعودية التي زارها عدة مرات، قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر والتقى خلال زيارته بعدد من دعاتها ومشايخها منهم الشيخ سفر الحوالي والشيخ سعد البريك على ما كان يذكر شفاهًا في مجالسه، وجمع التبرعات من هناك تحت ذريعة نشر الفكر السلفي في سوريا. ويقال " إن الشيخ سفر الحوالي استقبله وكتب له تزكية... ثم ذهب إلى الرياض، وهناك أقاويل عن أن المحسن الشهير الشيخ خالد الجريسي منحه مبلغًا قدره مليون ريال سعودي... ولما علم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط ( شيخ سوري توفي لاحقًا) بالموضوع أرسل أحد الشباب إلى الشيخ سفر ليحذره منه لأنه يعمل مع المخابرات السورية (...) فما كان من الشيخ سفر إلا قال لرسول الأرناؤوط : " كلما ظهر مجاهد في سبيل الله اتهمتموه بالباطل قل للشيخ عبدالقادر ألا يكلمني في هذا الموضوع!... ".وهو ما نفاه لاحقًا أبو القعقاع مؤكدًا عدم صحته. كما أنه زار لبنان عدة مرات، منها زيارات لمدينة طرابلس اللبنانية التي انطلقت منها جماعة " فتح الاسلام "، وهو ما جعل البعض فيما بعد يربطون بينه وبين ظهور هذه الجماعة. وكذلك زار اليمن، وباكستان، ومنها ذهب الى افغانستان وفق مصدر قريب منه لإيلاف، وظل فترة قصيرة في افغانستان، إلى أن غادرها بناءً على " دسيسة " - كما قال - ضده تقول إنه مرتبط بأجهزة الأمن السورية، وأعطي مهلة قصيرة لمغادرة افغانستان، وكان ذلك قبل وقوع أحداث 11 أيلول/سبتمبر بفترة وجيزة. وتقول بعض الكتابات في مواقع إلكترونية أن بعض السوريين الذين عادوا من افغانستان اعتقلوا وكان هو وراء ذلك. وذهب الى العراق قبل سقطوط النظام مع مجموعة من اتباعه، وكذلك وفقًا لهذا المصدر فإنه زار العراق مرة أخرى بعد سقوط صدام ودخول القوات الاميركية.
وشبه أحد اتباعه الذين انفضوا عنه خطبه " ماهي الا فوتو كوبي عن خطب الشيخ عبد الله عزام ولكن الفارق أن الاول يلقيها في حلب والثاني في افغانستان " مبديًا استغرابه أن يكون ذلك تحت سمع وبصر الاجهزة الأمنية السورية.

يتبعgt;gt;

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف